المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january23.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

الياس بجاني: ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني: في الذكرى الخامسة لورقة الأخوة القاتلة .. جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

الياس بجاني: قاسم قصير والمعادلة الظالمة للفكر وللحرية وللمنطق وللعقل..”ما قبل وبعد السحسوح”

 

عناوين الأخبار اللبنانية

#من_الميليشيا_الكتائبية_الى_القوات_اللبنانية

سعود ابوسبل/موقع المقاومة_اللبنانية

57 وفاة و3220 إصابة جديدة: أقسام الطوارئ ممتلئة

قادمة من جنوب لبنان.. إسرائيل تسقط مسيرة على الحدود

الصحة العالمية”: الوضع في لبنان صعب وخطير

لبنان يطلب من ألمانيا المساعدة في التصدّي لـ«كورونا»

مجلة "فورين بوليسي: "النخبة في لبنان تحاول منع الحديث عن رابطة بين سوريا وانفجار مرفأ بيروت، في آب 2020".

شحنة إفرمكتين تصل لبنان قريبا وبسعر زهيد

رسالة من الحريري إلى عون.. هذا مضمونها

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 22/01/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 كانون الثاني 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

النهار: إقفال بلا سيطرة والمعاندة "الحاكمة" لا تتراجع

أين لبنان من اهتمامات الدول الخليجيّة؟

بالأسماء والمناطق: “دهاليز” ومروّجو كبتاغون حزب الله في سوريا

هل يقبل الحريري بانتخابات مبكرة؟

هل تتمكّن يد الراعي من التصفيق وحدها؟

هل تدخل روسيا على خطّ الملفّ اللبناني؟

رئيس الاتحاد السرياني: للانتقال إلى نظام متطور يعيد للشعب حقوقه

المكتب الإعلامي في بلدية الشويفات:التعدي على البلدية غير مقبول جملة وتفصيلا

"فورين بوليسي" تكشفُ عن تفاصيل "مثيرة" بشأن إنفجار المرفأ!

"نيوزويك": حزب الله يَستَعدّ لخوض حرب مع إسرائيل

حسابات "الحاكم" تحت مجهر العدالة السويسرية...ورقة سلامة "احترقت"

فتفت: الجميع يعرف قُرب اجواء وزيرة الدفاع من النظام السوري

فتفت: لِعون "إعتذِر" وللحريري "صارِح الناس" ولصوّان "تنحَّ"

التناقضات في السياسة اللبنانية غريبة وهذا يرجع إلى طبيعة نظام المحاصصة الذي يقوم على المهابشة وتناتش المغانم ، حتى بين صفوف الفريق الواحد!/أحمد سويسي/فايسبوك

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

في حماة… استهداف 5 مواقع لـ”الحزب” وجماعات موالية لإيران

إيران: مستعدون للحوار مع دول الخليج

الكونغرس الأميركي يعتمد تعيين أوستن وزيرًا للدفاع

بعد تهديد ترامب بالقتل… “تويتر” يعلّق حساب خامنئي

مستشار الأمن القومي الأميركي: ناقشنا مع أوروبا ملف إيران/بايدن متمسك بتعزيز التحالف عبر الأطلسي

مجلس كنائس الشرق ورؤساء الكنائس في رسالة الى بايدن: المصالح الوطنية لاميركا يمكن أن تتحقق من دون معاقبة الشعب السوري جماعيا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

صور سيدة التجارة/الكولونيل شربل بركات

عـدم الايمـان/الأب سيمون عساف

أي تأثير للمحور الإسرائيلي - الروسي المتنامي على إيران وأذرعها وشريانها السوري؟/رلى موفّق/اللواء

هل يُثير عون ملفّ تفجير المرفأ في وجه الحريري؟/منير الربيع/المدن

غراهام فولر يكتب: وليام بيرنز، الاختيار الحكيم لبايدن، لإدارة الاستخبارات الأميركية/مركز الدراسات الآسيوية والصينية/ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم/الميادين نت

“هآرتس”: إيران تلوّح أمام بايدن بورقتين خطرتين للغاية/مركز الدراسات الآسيوية والصينية/شموئيل مئير/ هآرتس” الإسرائيلية

أتحِفونا بكذبة جديدة!/بشارة شربل/نداء الوطن

الراعي متمسّك بـ"الإختصاصيين المستقلة"... وغير ذلك "كلام بكلام"/ألان سركيس/نداء الوطن

رفْع الدعم ينتظر إنجاز البطاقة التمويلية... أقلّه بعد شهرين/كلير شكر/نداء الوطن

صدام عون-الحريري يعنف: الفراغ أو جبهة معارضة واسعة/منير الربيع/المدن

هل يمهّد باسيل الطريق أمام عسكرة التيار الوطني الحرّ؟/العسكرة تميّز الملتحقين بالمشروع الإيراني ونسخة مسيحية عن «حزب الله»!/أحمد الأيوبي/اللواء

التفاهمات الجارية بين سوريا وإسرائيل... لماذا وهل تصمد؟/هدى رؤوف/اندبندنت عربية

التمثيلية الرئاسية بطهران: لعبة الإقصاءات/أمير طاهري/الشرق الأوسط

الشعبويات والاحتراف السياسي والمستقبل/رضوان السيد/الشرق الأوسط

عودة الروح لـ«داعش» في المشهد السوري!/أكرم البني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون وقع مرسوم سلفة بقيمة 50 مليار ليرة للمتضررين من انفجار المرفأ ومرسوم تمديد مفعول براءات الذمة للضمان الاجتماعي

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: عون لم يطلب الثلث المعطل وباسيل لم يتعاط بالتشكيل وحزب الله لا يتدخل والقصر بانتظار طرح حكومي يراعي التمثيل العادل

دياب اتصل بالامين العام للامم المتحدة وبحثا في امكانية مساعدة لبنان والانتهاكات الاسرائيلية وأعباء النازحين : ملتزمون المحكمة الخاصة لانجاز مهمتها

جنبلاط: لا بد من تسوية حول الحكومة ونصيحتي للحريري بأن يدعهم يحكمون

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله

إنجيل القدّيس لوقا12/من08حتى12/:”قالَ الربُّ يَسوع: «كُلُّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِي أَمَامَ النَّاس، يَعْتَرِفُ بِهِ ٱبْنُ الإِنْسانِ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني أَمَامَ النَّاس، يُنْكَرُ أَمَامَ مَلائِكَةِ الله. وَكُلُّ مَنْ يَقُولُ كَلِمَةً عَلَى ٱبْنِ الإِنْسانِ يُغْفَرُ لَهُ، أَمَّا مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ القُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ. وَحِينَ يُقَدِّمُونَكم إِلى المَجَامِعِ وَالرِّئَاسَاتِ والسُّلُطَات، لا تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَو بِمَاذَا تُدَافِعُونَ عَنْ أَنْفُسِكُم، أَوْ مَاذَا تَقُولُون. فٱلرُّوحُ القُدُسُ يُعَلِّمُكُم في تِلْكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوه».”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

22 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

إن وضعية السيد سمير جعجع المعرابي الحالية تقول بأنه عملياً وواقعاً وممارسات، وطبقاً لكل المعايير ذات الصلة، هو سياسي منتهي الصلاحية السياسية والاستقلالية والسيادية ومنذ زمن طويل.

كما أنه فاقد للمصداقية وللثقة ولكل مقومات الثبات على مواقف أو تحالفات أو أطروحات، ومن هنا فإن كل مقارباته وتحالفاته دائماً تأتي فقط وفقط على خلفية “قوم تا اقعد محلك”.

هذا الرجل ومنذ أن عرفه مجتمعنا المسيحي خلال حقبة الحرب لم ينجح في أي عمل مارسه لا في السياسة ولا في العسكر ولا في عقد الإتفاقات، وهو كان ولا يزال في نظر الكثيرين ونحن منهم عنوناً ومثالاً فاقعاً للأنانية وللفشل تضرب فيه الأمثال.

نحن نرى بأن كل مقارباته مبنية ودائماً على وهم يعشعش في مخيلته، وهو أنه أذكى وأشطر من كل الناس، والأخطر هنا في مكونات هذا الوهم أنه مقتنع بإمكانيته الدخول في أي صفقة أو اتفاق أو تحالف ومن ثم ينقلب عليها وقت يشاء..ولنا هنا خير أمثلة في خيانته وانقلابه على ثورة الأرز، تجمع 14 آذار.

تحالف س س (سعد سمير) انقلب عليه وخرج خاسراً، اتفاق الطائف انقلب عليه وانتهى في السجن، ورقة نوايا معراب انقلب عليها وطلعت سلته بتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم فاضيي، انقلب على ثورة الأرز وما حقق حلمه الرئاسي، وفرط 14 آذار وكمان ما شاف كرسي بعبدا،  وتطول القائمة وتطول.

بيقول المثل، “القبضاي بيفوت ع تم الديب وبيطلع منو سليم” ولكن المعرابي المتشاطر والباطني والمتذاكي ما من مرة دخل تم ديب إلا وخرج منه مطوحناً.

نواقص بيانه التعتير الذي حمل عنوان “تشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة”

1-تعامي كامل عن واقع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله.

2- تهلي عن سابق تصور وتصميم  بأعراض الإحتلال وقد سماها بتذاكيه الغبي “الأكثرية الحاكمة”.

3- نكران معيب وخطير وذمي للقرارات الدولية وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559 و1701 و1860.

4- تجاهل لواقع فشل كل القوى النيابية “وخصيها” في ظل احتلال حزب الله منذ العام 2005.

5-حسابات خاطئة باعتبار الناس اغبياء وجهلة وبالإمكان تبليعهم بيان كله رزم نفاق وأكاذيب تخدم أجندته الرئاسية.

6-تخييط البيان وتفصيله تم بهدف استرضاء وارضاء حزب الله والقول له نحن مستعدين نشتغل تحت حكمك واحتلالك بس تكرم علينا بكم نائب زياده.

ولنفترض أن هذا المتشاطر المنتهي الصلاحية حصل على 128 نائباً وانتخبه حزب الله رئيساً للجمهورية .. فماذا بمقدروه أن يفعل.. بالطبع لا شيء بظل احتلال حزب الله وسيكون مجرد دمية رئاسية.

حبذا لو تمتع المعرابي بالصدق والجرأة وصارح الناس وقال لهم “انا كل همي صير رئيس”.. والباقي تفاصيل وما إلها أهمية عندي، وليش عون أحسن مني.

وترى على مين عم يندح تا يعمل تحالف معو.

مع الكتائب قطيعة وحروب اعلامية وتخوين واتهامات.

مع المردة صراع ع الكرسي.

مع الحريري ألف مشكل ومشكل.

مع جنبلاط الغارق في أخضان بري وحزب الله ويلي كل يوم بمزاج وبموقف؟

مع بري التابع لحزب الله؟؟

مع مين؟ مع الثوار يلي رافضينه ورافضين كل أصحاب شركات الأحزاب؟.

في الخلاصة، فإن المعرابي هو منتهي الصلاحية وغير مطابق للمواصفات ومن أو كلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

في أسفل نص بيان صاحب شركة حزب القوات اللبنانية الذي هو موضوع تعليقنا في أعلى بالنص والفيديو

جعجع: لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة

وطنية – الخميس 21 كانون الثاني 2021

صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيان جاء فيه:

“إن الهدف من الاتصالات التي تقوم بها “القوات اللبنانية” في الوقت الحاضر، هو تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال وطال انتظارها”. إن السلبية والعقبات واللامبالاة التي يضعها البعض في طريق نشوء هذه الجبهة، لا تؤدي سوى إلى إطالة عمر الأكثرية النيابية الحاكمة، وبالتالي إطالة أمد الأزمة، وإطالة درب جلجلة اللبنانيين. إن الذين يعتبرون أن الانتخابات المبكرة ليست المدخل الصحيح للانقاذ، فليقولوا لنا ما هو المدخل الأفضل باعتقادهم، وأما للجالسين جانبا فنقول لهم ما الفائدة من الصراخ ليلا نهارا، إذا لم نستطع تجميع قوانا لإحداث خرق ما في جدار الأزمة الحالية. إن التباكي والتشكي والانتقاد والتحسر والبكاء على الاطلال لا يفيد بشيء، وما يفيد هو تجميع قوى المعارضة لتشكيل قوة سياسية لا يستهان بها تعمل بكل جد لحصول انتخابات نيابية مبكرة، تكون مدخلا للتغيير المنشود في السلطة، وإلا سنبقى متفرجين متقاعسين نتباكى على الأطلال من دون أن نقدم على أي خطوة تحمل أملا لإخراج الشعب اللبناني من هذا الوضع الكارثي”.

 

ذكرى مجزرة الدامور الوحشية

الياس بجاني/20 كانون الثاني/21

*اليوم يقوم النظام الإيراني الملالوي عن طرق ذراعه المسماة حزب الله، وبالتكافل والتضامن مع نظلم الأسد الإبن، وبعض مرتزقة الداخل من اليساريين والجهاديين وتجار المقاومة والتحرير بإكمال فصول جريمة مجزرة الدامور، ولكن على نطاق أوسع يشمل كل مساحة لبنان، وشرائحه المجتمعية كافة، حيث يسعى نظام الملالي بالقوة والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ليس على فقط اقتلاع المسيحيين من لبنان وقتلهم وتهجيرهم، بل على تدمير الكيان اللبناني، وإسقاط نظامه التعايشي والحضاري، واستبداله بجمهورية ملالوية ملحقة بحكام طهران تكون قاعدة ومنطلق لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

http://eliasbejjaninews.com/archives/71221/damour-massacre-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d9%85%d8%ac%d8%b2%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%85%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88/

لم ولن تغيب عن الذاكرة اللبنانية والمسيحية الوجدانية والوطنية والإيمانية واقعة مجزرة الدامور الوحشية التي ارتكبها النظام السوري ألأسدي، والإرهاب الفلسطيني، وجماعات اليسار والعروبيين والجهاديين يوم 20 كانون الثاني من سنة 1976.

هي ذكرى مؤلمة لحقبة وحشية ودموية من تاريخ لبنان ومن نضال وصمود الوجود المسيحي الحر فيه.

هي ذكرى لحقبة مريرة وجحودية تحالف فيها بعض خونة ومرتزقة الداخل مع الإرهاب الفلسطيني والعروبي واليساري والجهادي حيث قامواً معاً بتنفيذ مجازر وحشية وبربرية ضد أبناء الدامور المسالمين، وضد كل سكان ساحل الشوف المسيحيين، وصولا إلى حصار الرئيس كميل شمعون في بلدة السعديات.

هي ذكرى سوداء وبشعة ودموية من تاريخ محاولات اقتلاع المسيحيين من لبنان وتدمير لبنان الكيان والتعايش والرسالة والهوية والحضارة.

هي ذكرى بربرية موصوفة قام خلالها أعداء لبنان والحضارة والإنسانية ولبنان الرسالة بتدمير منازل وكنائس بلدة الدامور والبلدات الساحلية المجاورة لها وإحراق الحقول وتهجر أهلها من المسيحيين.

لقد قدر عدد الضحايا الأبرار لمجزرة الدامور ب 684 فرداً بين أطفال ونساء وشيوخ ومقاتلين.

لن ننسى تلك المجزرة، ولن ننسى من خطط لها وقام بها..

ولن ننسى أهدافها الشيطانية الهادفة لاقتلاع المسيحيين وتهجيرهم من لبنان.

تلك الأهداف والمرامي الإبليسية التي لا تزال تمارس حالياً بحق المسيحيين وغيرهم من الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية، وإن كانت بأنماط وطرق وأساليب مختلفة، وذلك عن طريق جماعات محلية وإقليمية ودولية قد تكون هويتها مختلفة، ولكن تحت نفس المفاهيم العدائية والمذهبية المغلفة بالحقد والهمجية والمذهبية وكل وأنواع الإرهاب.

اليوم يقوم النظام الإيراني الملالوي عن طرق ذراعه المسماة حزب الله، وبالتكافل والتضامن مع نظلم الأسد الإبن، وبعض مرتزقة الداخل من اليساريين والجهاديين وتجار المقاومة والتحرير بإكمال فصول جريمة مجزرة الدامور، ولكن على نطاق أوسع يشمل كل مساحة لبنان، وشرائحه المجتمعية كافة، حيث يسعى نظام الملالي بالقوة والإرهاب بكل أشكاله وأنواعه ليس على فقط اقتلاع المسيحيين من لبنان وقتلهم وتهجيرهم، بل على تدمير الكيان اللبناني، وإسقاط نظامه التعايشي والحضاري، واستبداله بجمهورية ملالوية ملحقة بحكام طهران تكون قاعدة ومنطلق لإسقاط كل الأنظمة العربية وإقامة الإمبراطورية الفارسية.

في هذه الذكرى الموجعة فإن كل الشرائح اللبنانية السيادية والاستقلالية والسلمية، وفي مقدمها المسيحيين لن ينسوا بطولة أهلنا الأبرار والشرفاء والأبطال الذين وقفوا في وجه الغزاة والمرتزقة وقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطنهم المقدس والغالي.

لا، لن ننسى الشهداء الأبرار، ولن ننسى تضحياتهم.

اليوم نرفع الصلاة خاشعين من أجل أن تستريح نفوسهم في جنات الخلد.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

 في الذكرى الخامسة لورقة الأخوة القاتلة .. جعجع وعون وأوراقهما الثلاثين من فضة أوصلت لبنان إلى أحضان ملالي إيران

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/80591/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d9%88%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d8%a7%d9%82%d9%87%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7/

يحتار السيادي والكياني والبشيري اللبناني، وتحديداً اللبناني الماروني، من هو أسوأ سيادياً ووطنياً وعشقاً للأبواب الواسعة (بمفهومها الإنجيلي الصرف) وفجعاً للسلطة، ميشال عون أو سمير جعجع؟

والجواب بمفهومنا الشخصي وباختصار..لا فروقات تذكر بين الرجلين، لأنهما في العمل السياسي والحزبي، عملياً وفكراً وتطلعات وأجندات، وتاريخ، ونكران للجميل، هما من خامة اسخريوتية واحدة.

خامة وصولية وانتهازية ونرسيسية وواهمة لا تختلف بشيء عن خامة الإسخريوتي الذي باع السيد المسيح بثلاثين من فضة، وانتهى معلقاً على شجرة توت بعد أن استفاق ضميره متأخراً، وبعد أن كان “الفاس وقع بالراس”.

ميشال عون السياسي، وبعد أن أوهمنا بأنه بشيري وسيادي وكياني وديغولي الهوى والنوى، وذلك لسنين طويلة برفعه شعارات سيادية واستقلالية وتحريرية جذابة شعبياً، هو وقع وبرضاه وعن سابق تصور وتصميم، وبفرح في تجارب عمنا لاسيفورس (ملك الشياطين) في أول عرض سلطوي جاءه من نظام الأسد وحزب الله الملالوي وهو كان لا يزال في منفاه الباريسي.

أعادوه من المنفى، واسقطوا عنه وعن حاشيته من المستزلمين والمغرر بهم كل الأحكام القضائية.

وبعد فترة قصيرة قيدوه وربطوه، لا بل شنقوه كيانياً وسيادياً وصدقاً ومصداقية بورقة تفاهم (ورقة مار مخايل) طروادية وملجمية تنازل من خلالها بذل عن كل ما كان رفعه من شعارات، وعن كل ما كان وعد الناس به.

وانتقل مع الورقة الإسخريوتية هذه من قاطع وطني إلى قاطع معاكس له 100% ، وأمسى بوقاً وصنجاً ومسوّقاً وأداة للإحتلالين السوري والملالوي.

داكش ميشال عون الوطن والسيادة والحرية والكيان والشعب العظيم والدستور وتضحيات ودماء الشهداء وبالتأكيد نفسه بكرسي رئاسية صورية.

نصبوه رئيساً وهو لم يخيب آمالهم (السوري والإيراني) كرئيس، وها هو ينفذ حتى يومنا هذا أجندتهما بالكامل.

أما سمير جعجع السياسي الذي سرق “القوات اللبنانية” وحولها إلى شركة يملكها هو وحرمه فقد وضع لها هدفاً واحداً فقط، وهو خدمة أجندته السلطوية والنرسيسية المرّضية.

وحتى لا نغرق في التفاصيل، وهي رزم من المجلدات…

فجعجع وباختصار أكثر من مفيد خيط وفصّل “حزب القوات اللبنانية” الجعجعي-المعرابي، والذي لا يمت بصلة لأهداف ورسالة وتضحيات القوات اللبنانية التاريخية، خيطه وفصله على مقاسه، وفقط على مقاسه النرسيسي.

الرجل في تركيبة شخصيته النفسية هو متردد، وباطني، ومتذاكي، ولا يثق بنفسه ولا بأي أحد، وذمي، واسخريوتي، ومنسلخ عن الواقع، ويتوهم بأنه أذكى من الجميع، وأن بإمكانه دائماً أن يدخل إلى فم الوحش ويخرج منه .. في حين أنه ما من مرة تذاكى وتشاطر وتوهم ودخل في فم الوحش إلا والوحش فرمه وطحنه.

وعلى خلفية تركيبة شخصيته هذه، فهو وقع وأوقع المجتمع المسيحي في سلسلة من النكسات الكارثية ولا يزال هو في نفس الوضعية هذه.

كوارث ضربت دور هذا المجتمع السياسي وهمشته وهجرت الآلاف من أبنائه.

وذلك بداية من سلسلة الانقلابات الدموية داخل القوات اللبنانية،

ومروراً بتحالفه مع الجيش السوري خلال حزب الإلغاء الغبية التي قام بها ميشال عون،

وبتغطيته اتفاقية الطائف الإلغائية للدور المسيحي في الحكم، وبتسليم السلاح، ومن ثم دخوله الاتفاق الرباعي،

وأخيراً، وليس أخراً ع الأكيد، بفرطه تجمع 14 آذار وعقده الاتفاق المصلحي والغبي مع ميشال عون من خلال ما سموه “ورقة النوايا”.

في ورقة النوايا “النعوة” هذه تبنى ترشح عون للرئاسة مقابل تقاسمه معه المسيحيين مغانم وحصص.

في ورقة النوايا “النعوة” هذه ارتضى أن يتعايش وأن يساكن المحتل الإيراني الذي هو حزب الله، ويضع كل واشكاليات ملفات دويلته وسلاحه واحتلاله وحروبه في “الجارور” مقابل وعد مرّضي هو وعد نفسه به، ولم يعطيه إياه أحد، وهو وهم أن يكون رئيساً للجمهورية بعد عون.

وكما سابقاً في كل محطاته السياسية الفاشلة، وكما حال كل حساباته النرسيسية والواهمة والمرّضية والخطأ والخطيئة، لقد فشل فشلاً ذريعاً بورقة “أوعا خيك” الكذبة، ولم يحقق أي شيء سوى تسليم لبنان وحكمه ومجلس نوابه وقانون انتخابه ورئاسة جمهوريته إلى حزب الله.

واليوم  وبعد أن عزله الحراك الشعبي .. ها هو وأبواقه والصنوج يلومون الآخرين، وهو شخصياً بتذاكي مفضوح يُسقط عن نفسه خطيئة دخوله تسوية الصفقة الرئاسية الخطأ والخطيئة، تحت شعار نفاق الواقعية وتخوين وشيطنة من عارضه يومها وفضح نوايا ورقته التعتير.

من هنا كمجتمع مسيحي عموماً، وكموارنة تحديداً، وعلى الأكيد الأكيد، لن تقوم لنا قيامة، ولن نستعيد دورنا في الحكم، ولن نُخرِّج أنفسنا من مسلسل الكوارث… إن لم نتجرأ ونخرج من صنميتهما ونحاسبهما (ميشال عون وسمير جعجع)، أقله ضميرياً ووجدانياً وتبعية عمياء، ونتوقف فوراً عن السير ورائهما والوقوع في الأفخاخ التي ينصبانها لنا وللوطن ولدورنا ولوجودنا.

وبس هيك…

ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ، وإلا من حفرة إلى أخرى، ومن مصيبة إلى مصائب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

ملاحظة: المقالة التي في أعلى هي من أرشيفنا لعام 2019

 

قاسم قصير والمعادلة الظالمة للفكر وللحرية وللمنطق وللعقل..”ما قبل وبعد السحسوح”

الياس بجاني/18 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95092/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%af%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b8%d8%a7%d9%84/

كانت إطلالة الصحافي قاسم قصير على قناة نبيه بري التلفزيونية لافتة في ما قاله عن حزب الله وعن ضرورة لبننته وعدم مشاركته في حروب خارج لبنان وتسليم سلاحه للدولة على خلفية عدم تفرده بالمقاومة وبأن الطائفة الشيعية لا تقدر ولا يجب أن تكون أكبر من لبنان.

وقد وزع العشرات من اللبنانيين مقطع من كلامه هذا على كل وسائل التواصل معتبرين أن الرجل دخل حالة من الوعي الضميري وبأنه قال ما تفكر به غالبية أبناء الطائفة الشيعية الكريمة بما يخص إرهاب وفارسية وظلم ولا لبنانية حزب الله الملالوي والإيراني… ورأوا في الشجاعة هذه بارقة أمل يبنى عليها.

إلا أنه وعلى ما يبدو فقد قلب حزب الله الفرح إلى حزن والوعي الضميري إلى تراجع قسري من خلال معادلة “ما قبل وما بعد السحسوح”..

ومن يقرأ كلام قاسم الذي أفرح كثيرين ومن ثم يلقي نظرة على مفردات بيانه التراجعي الركيكة (موجود في أسفل) يدرك كم أن حزب الله متحجر وكم أنه إيراني وكم أنه ظالم ولا يرحم من يعارضه من أبناء بيئته تحديداً وفي نفس الوقت يتأكد بأن هذا التنظيم الإيراني الميليشياوي والإيديولوجي والمذهبي لن يتلبنن لا اليوم ولا في أي يوم لأنه إن فعل فهو يفقد مبرر وجوده. من هنا فإن الخوف والتهديد الفعليين ربما هما وراء هذا التبرير الركيك لقاسم في بيانه “التوضيحي” كما سماه.. إنها حقاً وفعلاً معادلة “ما قبل وبعد السحسوح” الفاعلة بإرهابها في ظل الهيمنة والإحتلال وغياب الدولة ورجال الدولة..نحن نفهم كلام قصير التبريري على خلفية “العين ما بتقدر تقاوم مخرز” وصدقاً نتعاطف معه.

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

#من_الميليشيا_الكتائبية_الى_القوات_اللبنانية

سعود ابوسبل/موقع المقاومة_اللبنانية/22 كانون الثاني/2021

"إذا كانت السلطة السياسيّة لا تستطيع تغيير قائد القوات اللبنانيّة، فلا تعود بالتالي هذه القيادة خاضعة للسلطة السياسيّة". كلام للعقيد إبراهيم طنّوس خلال إجتماع ضمّه والآباتي نعمان لمناقشة توحيد القوى العسكريّة التابعة للأحزاب- من مذكرات الآباتي بولس نعمان الإنسان، الوطن، الحرية. ص ٢٩٤-

لمعرفة ما يجري اليوم في ما بين القوى السياسيّة المسيحيّة بشكل عام، وفي ما بين حزبي الكتائب اللبنانية وحزب القوات اللبنانية بشكل خاص، يفترض العودة ستة وأربعون سنة إلى الوراء، أي إلى بداية الحرب على لبنان في ١٣ نيسان ١٩٧٥.

لقد واجه حزب الكتائب منفرداً بواسطة قواه النظاميّة تعديات المنظّمات المسلّحة الفلسطينية طيلة ستة أشهر، وكانت الصحف قد إعتمدت تسمية"الميليشيات الكتائبية" في وصفها لمقاومة المسيحيّين العسكريّة ل"القوى المشتركة" إي تحالف المنظّمات الفلسطينية مع أحزاب اليسار اللبناني. في شهر أيلول من العام ١٩٧٥ إشترك في القتال حزب الوطنيين الأحرار بواسطة ذراعه العسكري"النمور الأحرار" وهي الميليشيا التابعة للحزب، فإنتقلت التسمية إلى"القوى المتحالفة"، أي تحالف القوى التابعة للكتائب والأحرار إضافة إلى الميليشيا التابعة لحزبي"حرّاس الأرز" و"التنظيم".

مع إتساع رقعة المعارك لتشمل كافة المدن والقرى المسيحيّة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب في بداية العام ١٩٧٦ وإشتراك المجتمع المسيحي بأكمله في المجهود الحربي، وظهور تجمّعات عسكريّة مناطقيّة خارج إطار الأحزاب الأربعة المذكورة، على مثال: لواء تنّورين، لواء قاديشا ولواء المقدّمين في بشرّي، لواء المردة في زغرتا، لواء عكّار، التجمّع الزحلي العام، حركة الشبيبة اللبنانية في الدكوانة، إضافة إلى مجموعات من الجيش اللبناني التي قادها ضبّاط من عديده بعد إنفراط المؤسسة العسكريّة على أثر إنقلاب العميد عزيز الأحدب في ١١ آذار ١٩٧٦.  أطلقت الصحافة اللبنانية والعالمية تسمية"القوى اللبنانية" على مجموع هذه القوى، التي لم يكن لديها قيادة واحدة، ولم تتمكّن من التنسيق في ما بينها لا على المستوى الإستراتيجي، ولا حتى على المستوى التكتي في خوض المعارك إلّا نادراً.

هذا على المستوى العسكري، أمّا على المستوى السياسي، فلم يكن الحال أفضل. إذ إن عدم مبادرة حزب الوطنيين الأحرار إلى التدخّل عسكريّاً فور إندلاع الحرب وهو الحليف التاريخي لحزب الكتائب، قد يكون لإختلاف النظرة في مقاربة موضوع السلاح الفلسطيني وتعدّيه على السيادة اللبنانية. التجمّع الأول للقيادات السياسيّة المسيحيّة إضافة إلى مفكّرين مسيحيّين كان في"جبهة الحريّة والإنسان" التي ضمّت إلى الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل، الآباتي شربل قسيس، شارل مالك، فؤاد افرام البستاني، فؤاد الشمالي وسعيد عقل كان في ٣١ كانون الثاني من العام ١٩٧٦، مع بداية التدخّل العسكري السوري المباشر بواسطة جيش التحرير الفلسطيني التابع لقيادة الجيش السوري الذي هاجم الدامور وأسقطها، وهاجم زغرتا وزحلة.

"جبهة الحريّة والإنسان لم تعمّر سوى بضعة أسابيع، وإنفرط عقدها سريعاً بسبب الخلاف بوجهات النظر بين أعضائها تجاه"الوثيقة الدستوريّة" التي سعى إليها رئيس الجمهوريّة سليمان فرنجيّة وكانت بإشراف سوري مباشر.

في التقليد الشعبي، أن"الجبهة اللبنانيّة" هي ذاتها"جبهة الحريّة والإنسان"، وهذا الأمر غير صحيح، ولو كان أركانها هم أنفسهم. فإذا كانت"جبهة الحريّة والإنسان" قد توافق أركانها على إنشائها، ولكنهم لم يتمكّنوا من مأسستها، ولا حتى من الإستمرار في بوتقتها، فإن"الجبهة اللبنانية" هي تسمية أطلقتها الصحافة اللبنانية على أثر الإجتماع الذي عُقد مع"دين براون" وهو المبعوث الأميركي إلى لبنان، ولقد كان حاضراً في الإجتماع إضافة إلى رئيس الجمهورية سليمان فرنجيّة، الرئيسين كميل شمعون وبيار الجميّل وإدوار حنين، بعد إضطرار الرئيس فرنجيّة إلى دعوتهم لحضور الإجتماع بسبب إستقالة حكومة رشيد كرامي ولكي يتشارك مع المدعوّين في تحمّل مسؤولية ما يجري من أحداث خطيرة تؤثّر تداعياتها على وجود الدولة اللبنانية وعلى الحضور المسيحي في لبنان. لم تشكّل"الجبهة اللبنانية" كياناً خاصاً بها، او اي إطار ينظّم شؤونها ولو بالحدّ الأدنى، ولم يصدر عنها أي بيان، لغاية العام ١٩٧٧ حيث إجتمعت القيادات السياسية والعسكرية لمختلف الأحزاب إضافة ل «أهل الميثاق والقلم»: شارل مالك، جواد بولس، فؤاد افرام البستاني وإدوار حنين، في دير سيدة البير في خلوة إستمرّت ثلاثة أيام بتاريخ ٢١-١-١٩٧٧، وكان من إبرز قراراتها الشروع بتنظيم وضعها، وهذا ما جاء حرفيّاً في بيانها:

أولاً: بعد أن تواضح للمجتمعين ما يجب أن تكون أهداف الجبهة اللبنانية ووسائل تحقيقها، قرروا تنظيم جبهتهم تنظيمًا فعّالاً يجمع طاقاتها وإمكاناتها بغية تشديد قدراتها الروحية والمادية والأمنية للقيام بجميع المهام التي أخذتها على عاتقها. كما قرر المجتمعون دعوة جميع القوى والهيئات والفاعليات في الوطن وما وراء البحار التي تشارك الجبهة إيمانها بلبنان لننشئ وإياهم تجمعًا لبنانيًا موحدًا شاملاً منظمًا يتولى السهر والمحافظة على لبنان، ويكون ملزمًا إلتزام شرف وكرامة بالدفاع عن حقوق هذا الوطن وشعبه، وذلك بجميع الطرق التي تقررها في حينه وبوسائلها في الداخل والخارج.

ـ ثانيًا: تلتزم الجبهة بلقاءات دورية تعالج فيها المواضيع الأصلية والقضايا الطارئة، فتتخذ بشأنها ما يلزم من المواقف ومن الإجراءات الكفيلة بتحقيقها. كما عمدت الى تعيين لجان لدرس ووضع مشاريع التشريعات اللازمة في شؤون الجنسية والمطبوعات والأحزاب والأحوال الشخصية والوجود الأجنبي في لبنان، وتملّك الأجانب فيه.

وفي التقليد الشعبي أيضاً، أن"القوات اللبنانية" كإطار عسكري جامع للقوى العسكريّة للأحزاب التي خاضت المقاومة العسكريّة، أنشأت مع بداية الحرب في العام ١٩٧٥، وهذا الأمر غير صحيح أيضاً، إذ أن"مشروع توحيد القوات اللبنانية" وهي الصفة التي أطلقتها الصحافة على القطعات العسكريّة المتعدّدة التي خاضت حرب السنتين كما أشرنا سابقاً، أتت بعد نهاية الحرب، وبالتحديد في ٣١ آب من العام ١٩٧٦، وبالطبع لم يكون مشروع التوحيد يعني الأحزاب  السياسية كما يتمّ تداوله أحياناً في التقليد الشعبي، إنما كان لإنشاء"قيادة فدرالية" تجمع القوى العسكريّة لهذه الأحزاب فقط، وقد عُرفت ب"القيادة الموحّدة للقوات اللبنانية"، وهذا"المشروع" باء بالفشل الذريع، إذ أن الإشتباكات بين القطعات العسكرية التابعة لهذه القيادة تعاظمت منذ العام ١٩٧٨ وصولاً إلى العام ١٩٨٠، وهنا لا بدّ من الإشارة أن العمل الأوّل الذي قامت به"القيادة الموحّدة للقوات اللبنانية" التي ضمّت: الكتائب، الأحرار، التنظيم وحراس الأرز، وبناء على توجيهات من القيادة السياسية لحزبي الكتائب والأحرار- حرّاس الأرز عارضوا الدخول العسكري السوري تحديداً وأعتصم مقاتليه في جرود العاقورة-، هو الموافقة على دخول"قوات الردع العربيّة" بحسب مقرّرات قمّة الرياض التي إنعقدت بتاريخ ١٧ تمّوز ١٩٧٦، والتي عادت وأكدتها جامعة الدول العربية في إجتماعها في مصر في ٢٥ تشرين الأول من العام ١٩٧٦ بعد تسلّم الرئيس الياس سركيس مهامه الدستوريّة.

في الخلاصة، لم تتمكّن القيادات السياسيّة المسيحيّة، وبالتالي القيادات العسكريّة التابعة لها من مأسسة عملها، لغاية العام ١٩٨٠، أي بعد سنوات خمسة من إندلاع الحرب.

-يتبع: تنظيم المؤسسة العسكريّة في"القيادة العسكريّة الواحدة" ل"القوات اللبنانية" وتحديد دورها كآداة عسكريّة تتبع للقيادة السياسية، أي لحزبي الكتائب والأحرار والشخصيات المستقلّة التي ضمّتها"الجبهة اللبنانية".

 

57 وفاة و3220 إصابة جديدة: أقسام الطوارئ ممتلئة

المدن/22 كانون الثاني/2021

بعد مرور تسعة أيام على الإقفال الشامل، ما زال عدد الإصابات بفيروس كورونا مرتفعاً، وإن بدأت الأرقام بالتراجع نسبياً. علماً أن الالتزام يشمل جميع المناطق مع استثناءات قليلة. ويحاول بعض الأشخاص التحايل على المنصة الإلكترونية عبر الاستحصال على إذن انتقال وهمي، وفق ما أعلنت قوى الأمن عن أشخاص ذهبوا للتزلج في كفرذبيان (نظمت محاضر ضبط بحقهم وأقفلت محلات التأجير بالشمع الأحمر). لكن هؤلاء المتحايلون عددهم قليل. كما اعتصم سائقون عموميون وسائقو الفانات جراء الأزمة المالية التي حلت بهم بعد توقف عملهم، مطالبين الدولة بتعويضات. وكذلك اعتصم بعض المواطنين احتجاجاً على الأوضع الاقتصادية المزرية في طرابلس.

انخفاض الإصابات

يستمر عداد كورونا في حصد الضحايا وتسجيل إصابات مرتفعة، لكن العدد اليوم تراجع عن الأيام السابقة رغم استمرار عدد الفحوص المرتفع. وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 57 وفاة و3220 إصابة جديدة، اليوم الجمعة في 22 كانون الثاني. وقياساً بعدد الفحوص المرتفع (20134 فحص) فهذا المؤشر إيجابي نسبياً، خصوصاً أن نسبة الفحوص الموجبة التراكمية تراجعت بشكل طفيف وسجلت 21 في المئة، ما يعني أن نتائج الإقفال بدأت تعطي مفاعيلها، لكنها ستكون بطيئة. في المقابل واصل عدد المرضى في المستشفيات بالارتفاع، ووصل اليوم إلى 2336 حالة، بينهم 889 في قسم العناية الفائقة، يحتاج 289 مريضاً منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعي. وسجل القطاع الصحي ثلاث إصابات بين عامليه، رفعت العدد التراكمي للإصابات في هذا القطاع إلى 2357 إصابة. ووصل عدد الإصابات الكلي في لبنان إلى 272411 إصابة، والوفيات إلى 2218 وفاة، منذ اندلاع الأزمة. هذا فيما انخفض عدد الحالات النشطة 62272 حالة.

ماكينات الأوكسيجين

بعد مطالبة نقابة مستوردي الأدوية بتمديد براءة الذمة لتخليص شحن المستلزمات الطبية العالقة في جمارك المطار، أصدرت المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء هذا المساء ملحقاً للعدد 3 من الجريدة الرسمية، نشرت فيه المرسوم الذي صدر اليوم برقم 7402، والمتعلق بتمديد مفعول براءات الذمّة التي يصدرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمنتهي مفعولها بين تاريخ 2020/12/31 ضمناً وتاريخ 2021/3/30 ضمناً وذلك إلى 2021/2/31. وهذا الإجراء الذي أتى لتسهيل عملية استيراد المعدات الطبية المستعملة في مواجهة فيروس كورونا، سيؤدي إلى توافر مئات الماكينات في الأسواق لدى الشركات المعتمدة. وكانت النقابة وعدت ببيعها للمرضى الذين يتلقون العلاج في المنازل، وفق تقارير طبية تثبت حاجتهم لها، كي لا تنتهي في السوق السوداء.

المستشفيات ممتلئة

بموازاة ارتفاع عدد المرضى في المستشفيات، أعلن مدير مستشفى الحريري فراس أبيض أنّ أقسام الطوارئ في غالبية المستشفيات ممتلئة بالمرضى والمصابين، مطالباً المستشفيات الخاصة برفع القدرة الاستيعابية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، معتبراً أنّ المستشفيات الميدانية لن تحل المشكلة، لأنّها بحاجة لطاقم طبي وتمريضي لتشغيله. إلى ذلك، حذرت غرفة عمليات إدارة الكوارث والأزمات في اتحاد بلديات صيدا-الزهراني من أن القدرة الاستيعابية لمستشفيات صيدا والجوار بلغت حدها الأقصى ليلاً، ولم يعد لديها أسرة فارغة في الوقت الحالي لمرضى كورونا، لا في قسم العناية ولا في الأقسام العادية. بدوره أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، أن المستشفيات غير قادرة على رفع عدد الأسرة في الوقت الحالي. لكن هناك مبادرات يعمل عليها عبر بعض الجهات المانحة لتمويل فتح نحو 120 سريراً لأقسام العناية، لكن لم يحدد الموعد بعد.

علاج في البيوت

وفي ظل نفاذ الأسرة طرح نقيب أطباء لبنان في بيروت، شرف أبو شرف، ونقيب أطباء الشمال سليم أبي صالح، ونقيبة الممرضات والممرضين ميرنا ضومط، خطة العمل الطبية على وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، بالتعاون مع الصليب الأحمر ‏اللبناني، والتي تتضمن بروتوكولاً طبياً لمعالجة مرضى كورونا ومتابعتهم في منازلهم حيث أمكن ذلك. وتباحثوا في البروتوكول الإداري وإمكان التعاون لتجهيز المراكز الصحية في البلديات بالمستلزمات الطبية والوقائية، وتأمين أجهزة الأوكسيجين للمرضى مجاناً عند الحاجة إليها. علما أن ثمة بلديات بدأت بهذا العمل بالتعاون مع الطاقم الطبي والتمريضي التابع لها، بغية تخفيف الضغط على المستشفيات.

كورونا في السجون

أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن آخر مستجدات السجناء في لبنان، حيث وصل عدد حالات الشفاء المخبري والسريري والزمني في سجن رومية المركزي وفي نظارة قصر عدل بيروت، وفي سجن القاصرات، إلى 650 حالة من أصل العدد الإجمالي 668 حالة. وفي سجن حلبا، تم تشخيص عشر حالات، فيما تماثلت ثلاث حالات للشفاء. هذا فيما تماثلت جميع الحالات للشفاء في نظارة فصيلة القبة. أما في سجن زغرتا فتم تشخيص عشر حالات إيجابية، وشُخّصت حالتان فقط في نظارات وحدة شرطة بيروت. كذلك تم تشخيص ست حالات في نظارات وحدة الشرطة القضائية.

 

قادمة من جنوب لبنان.. إسرائيل تسقط مسيرة على الحدود

مسيرة من جنوب لبنان إلى إسرائيل؟!/22 كانون الثاني/2021

في تطور خطير نسبيا وسط أجواء الاستنفار على الجانبين، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه أسقط طائرة مسيرة دخلت المجال الجوي من جنوب لبنان. وأضاف في بيان "‘ن قوات الدفاع الإسرائيلية راقبت الطائرة المسيرة طوال الوقت خلال الواقعة كما أكد أنه "سيواصل العمل من أجل منع أي محاولة لانتهاك السيادة الإسرائيلية". من جهته، أوضح مراسل "العربية" أن المسيرة دخلت الأجواء الإسرائيلية بعمق 150 مترا، فيما جرت السيطرة عليها إلكترونيا بعد أن اجتازت الحدود فوق مستوطنة "حانيتا" الإسرائيلية ولم تدمر. تحذير إسرائيلي/يأتي هذا الحادث بعد تحذيرات إسرائيلية سابقة من أن أي اعتداء من قبل حزب الله سيواجه بضربات قاصمة. فقد أكد مصدر عسكري إسرائيلي، الأسبوع الماضي، أن القوات الإسرائيلية متأهبة وتقف بالمرصاد تجاه أي تحرك لحزب الله على الحدود اللبنانية. وقال: "إن أي عملية من حزب الله ستقابل بضرب بنك أهداف كامل في لبنان". كما أضاف أن "حزب الله ما زال يحاول اصطياد جندي إسرائيلي واحد مقابل المسؤول الذي قتل بغارة في سبتمبر الماضي داخل سوريا، لفرض معادلة الرد من لبنان على استهدافه في سوريا". ومطلع يناير الجاري، منعت إسرائيل التحرك بالقرب من السياج الحدودي مع لبنان، وأعلنت مستوطنة "المطلة" القريبة من الحدود اللبنانية منطقة عسكرية مغلقة، دون أن تفصح عن تفاصيل إضافية. ويتخوف معظم اللبنانيين الغارقين في أزمة اقتصادية لم يسبق للبلاد أن شهدت مثيلا لها في السنوات الماضية، من أي تصعيد على الحدود، يفاقم الأوضاع في ظل جائحة كورونا التي ترزح تحتها كافة المستشفيات، والتي فرضت عودة الإغلاق مع ما يستتبعه من نتائج مرهقة على الاقتصاد الوطني المنهك أصلا.

 

الصحة العالمية”: الوضع في لبنان صعب وخطير

المؤسسة اللبنانية للإرسال/22 كانون الثاني/2021

أكّدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي أنّه “لا يوجد أي دراسة تؤكد أنّ دواء الإيفرمكتين هو فعّال لمعالجة عوارض كورونا”. وأضافت، في حديث عبر الـ”LBCI”: “الوضع صعب وخطير والعمل على مستوى البلديات بات اليوم أقوى، وإذا استمرينا بالاغلاق والتزم المواطنون به فيمكن خفض عدد من يحتاج للدخول إلى المستفشى”. ولفتت إلى أنّ “اللقاح الوحيد الذي أخذ موافقة حتى اليوم هو فايزر وباقي اللقاحات هي قيد الدراسة”.

 

لبنان يطلب من ألمانيا المساعدة في التصدّي لـ«كورونا»

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»/22 كانون الثاني/2021

طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب، اليوم الجمعة، من سفير ألمانيا في بيروت أندرياس كيندل، توفير أسرّة عناية فائقة مع أجهزة تنفس وعبوات أكسيجين للمصابين بكورونا. وقال دياب إن «لبنان لا يطلب مساعدات مالية مباشرة، بل بإمكان ألمانيا دعم المستشفيات مباشرة للتمكن من استيعاب مرضى كورونا بالسرعة اللازمة». وتمنى «توفير مليوني لقاح، علاوة على اللقاحات التي طلبها لبنان من دول أخرى، لتأمين كمية لقاحات تغطي جميع اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية». من جهته، أطلع السفير الألماني دياب «على تقدم عملية إزالة النفايات والترسبات الكيميائية في مرفأ بيروت والناتجة عن انفجار 4 أغسطس (آب) وشحنها إلى ألمانيا»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. يذكر أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في لبنان يسجل ارتفاعا قياسيا منذ بداية يناير (كانون الثاني) الجاري، فيما تراجعت قدرة القطاع الصحي على التعامل مع المشكلة بفاعلية. وتسعى حكومة تصريف الأعمال لتأمين وصول اللقاحات خلال فبراير (شباط) المقبل.

 

مجلة "فورين بوليسي: "النخبة في لبنان تحاول منع الحديث عن رابطة بين سوريا وانفجار مرفأ بيروت، في آب 2020".

عربي 21/22 كانون الثاني/2021

وأشارت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "تقريرا وثائقيا لتلفزيون الجديد كشف عن وجود رابطة سورية وأطنان من نترات الأمونيوم التي انفجرت في بيروت كانت في الطريق إلى موزمبيق، لكن الشركة المعنية هناك لم تطالب بها أبدا. وتضيف أن النخبة زادت من هجومها على القاضي العسكري السابق الموكلة إليه مهمة التحقيق، فادي صوان واستهداف عمله وسمعته". وكشفت مجلة "فورين بوليسي"، في آب، أن مصنع "روستافي أزوت للكيماويات في جورجيا، الذي صنع المتفجرات، حصل على رسوم لصناعة 2.750 طنا لشركة "فابريكا دي إكسبلوسيفز موزامبيق"، التي لم تحاول الحصول عليها.

لكن وثيقة جديدة حصلت عليها المجلة تقول إن شركة روستافي ازوت هي البائعة، إلا أن شركة فابريكا موزامبيق لم تكن المشتري المباشر، لكن شركة مسجلة في لندن باسم "سفارو". وتظهر وثيقة تاريخ البيع، وهو 10 تموز 2013، عندما كانت الحرب السورية في ذروتها. ورست السفينة "أم في روسوس" في ميناء بيروت بتشرين الثاني، ولكن تم الحجر عليها لعدم صلاحيتها للعمل في البحر.

ويُظهر سجل الشركات البريطانية أن شركة سفارو مسجلة بعناوين ممتلكات كان يملكها في السابق كل من جورج حسناوي ومدلل وعماد خوري، وكلهم يحملون الجنسية المزدوجة السورية- الروسية، مثل جنسية مالك السفينة إيغور غريتشوشكين، فهو روسي أيضا. وحصل حسناوي على شهادة الدكتوراه إبان حقبة الاتحاد السوفييتي السابق، وله خبرة في الوساطة بين روسيا وسوريا. ويعرف على أنه رجل موسكو في دمشق، وعمل على التوسط بصفقات مع جماعات جهادية وجماعات الشبيحة الموالية لنظام الأسد. ونقلت المجلة عن رجل أعمال من مدينة يبرود، بلد حسناوي، واشترط عدم الكشف عن هويته، وقال: "عرف حسناوي بالتوسط في حل الخلافات بين السكان والشبيحة، لكنه عرف تنظيم الدولة والنصرة". وشارك حسناوي في التفاوض الذي قاد للإفراج عن الراهبات الأرثوذكسيات اليونانيات عام 2014، اللاتي اختطفن على يد جبهة النصرة الموالية للقاعدة، والتي غيرت اسمها إلى هيئة تحرير الشام، وعرفت بقضية راهبات دير معلولا.

وأدرجت الولايات المتحدة حسناوي عام 2015 في قائمة العقوبات؛ بتهمة شراء النفط نيابة عن الحكومة في دمشق من تنظيم الدولة، الذي سيطر على منابع النفط السورية في ذلك الوقت.

وامتلك حسناوي الشركة التي صفت أعمالها الآن، وهي هيسكو للهندسة والإعمار المحدودة، والتي ورد اسم تحت نفس العنوان كسفارو. وطابق ذلك العنوان المكتوب على عقد البيع الذي اطلعت عليه فورين بوليسي.

وأدار عماد خوري شركة أي كي بيتروليوم إندستريال المحدودة حتى استقالته عام 2016. وهو ومدلل ليسا لا يعرفان في سوريا مثل حسناوي، لكن فرضت عليهما عقوبات لجرم يلمح لمشاركة محتملة في انفجار بيروت. وبحسب الخزانة الأمريكية، فقد حاول مدلل خوري توفير نترات الأمونيوم لنظام الأسد عام 2013. وتم فرض العقوبات على عماد خوري لاحقا؛ بسبب مساعدته شقيقه في نشاطاته التجارية. وتشترك شركة أي كي بتروليوم بنفس عنوان سفارو.

وكشف الفيلم الوثائقي للقناة اللبنانية عن علاقة المتفجرات بتجار سوريين، من خلال الشك بأن شركة سفارو قد تكون وهمية؛ لعدم وجود عنوان يمكن أن يدق أحد الباب عليه ويلتقي بأي شخص، والرجل الذي يزعم أنه مديرها هو مجرد واجهة؛ لأن اسمها يظهر في صفحات عدد من الشركات الأخرى.

وقالت المجلة إن مديرة الشركة الحالية، مارينا بيسلو، ورد اسمها كمستشارة واقتصادية في أكثر من 150 شركة أخرى، حسب "أوبن كوربيرت ويبسايت"، وهي مواطنة قبرصية يعتقد أن مالك السفينة غريتشوشكين مقيم هناك. وترى الكاتبة أن العلاقات السورية- الروسية بالشحنة ليست دليلا قاطعا على أن المتفجرات كانت في طريقها إلى النظام السوري، أو أن لبنان تعاون مع دمشق. ولكن الروابط كثيرة ولا يمكن تجاهلها، خاصة في تحقيق حسن النية. ولفتت إلى المشكلة الأبرز "هي أن المسؤولين اللبنانيين يعملون ما بوسعهم لمنع التحقيق الجاري؛ فقد اتحدت النخبة السياسية ضدّ القاضي صوان الذي عينته الحكومة. وطلب مساءلة أربعة وزراء، بمن فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ولم يستجب لدعوته أي منهم. وذهب وزيران بعيدا للطلب من المحكمة إعفاء القاضي من مهمته، وتعيين آخر مكانه".

وتجنبت الأحزاب السياسية التعاون معه، ونسقت في الوقت نفسه حملات اتهام متحيزة ضده. وتعرض صوان لتدقيق المواطنين اللبنانيين الذين تشككوا في أهدافه، خاصة أنه عرف كقاضي تحقيق عسكري بتعاطفه مع قوات الأمن، وأصدر أحكاما ضد مقاتلي الجيش السوري الحر، ما وضعه في صف المؤيد لبشار الأسد. وهناك من تحدث عن تعرضه لضغوط التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشيل عون، وقام بتحويل ملف اشتباك بين فصيلين درزيين إلى قاض موال للتيار الوطني الحر.

لكن الخبراء القانونيين الذين اتهموا القاضي بداية بمراعاة رغبات الحكومة، مالوا إليه بعد دعوته أربعة وزراء للمساءلة. وقال نزار صاغية، المؤسس المشارك في المنظمة غير الحكومية "المفكرة القانونية" والخبير القانوني المعروف، إن صوان ليس فاسدا أو أيديولوجيا، وهو "ليس مؤيدا لسوريا أو حزب الله أو التيار الوطني الحر، ولكن مجرد قاض لبناني" و"علينا النظر إليه من خلال سياق اجتماعي جديد، حدثت ثورة في لبنان وانفجار قاتل قتل الكثيرين". ويناقش صاغية وغيره من الأصوات المستقلة أن النخبة السياسية اجتمعت ضد صوان لحماية نفسها من التحقيق الحالي في الانفجار ومن تحقيقات مستقبلية.

لكن في مقابلة جرت في تشرين الأول، ألمح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وبحذر لتورط سوريا بالإنفجار. وقال إن المخابرات الفرنسية والمخابرات الأخرى طالما حذرت من التهريب الواسع للأسلحة ونترات الأمونيوم إلى سوريا عبر لبنان، مشيرا إلى محاولات ما بين 2012 -2013 لاستيراد معدات وتكنولوجيا إلى سوريا من كوريا الشمالية، حيث أوقفت المخابرات اللبنانية لاحقا الشحنة. أما الداعمون للنظام السوري في لبنان، فيقولون إن ربط دمشق بشحنة المتفجرات ضعيف. ولحرف اللوم عنه، أشاروا إلى محاولات المعارضة السورية لاستيراد السلاح عبر طرابلس، قاعدة دعم الحريري. وفي 2012، قامت القوات اللبنانية بوقف سفينة لطف الله 2 المحملة بالأسلحة كانت في طريقها لتفريغ الحمولة في ميناء طرابلس.

 

شحنة إفرمكتين تصل لبنان قريبا وبسعر زهيد

المؤسسة اللبنانية للإرسال/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

كشف نقيب مستوردي الأدوية في لبنان، كريم جبارة لبرنامج “نهاركم سعيد” عبر شاشة الـLBCI أن دواء الايفرمكتين الموجود في الاسواق اللبنانية لم يدخل الى البلاد عبر المستوردين لأنه غير مسجل. وأكد جبارة أن “أحد أعضاء النقابة سيستورد شحنة من الايفرمكتين بعد حصوله على استثناء من وزير الصحة بهدف خدمة المواطنين ووقف الفلتان الحاصل بسعر هذا الدواء.” وعلمت الـLBCI ان شحنة من دواء الايفرمكتين ستصل لبنان في نهاية الشهر من الأرجنتين وسيبلغ سعر العلبة حوالي الـ8000. وفي حديث اذاعي آخر، رأى جبارة بحديث لـ”صوت لبنان” أن “عملية جلب اللقاح يجب ان تكون سريعة وان تعتمد طريقة منظمة في عملية التلقيح، واعدا بالعمل على تأمين اللقاح بأسرع وقت وبسعر الكلفة.”كما شدد على أن هناك حوالى 450 الف حبة اسبيرين واسبيكور، تأمنت للسوق خلال شهرين، مشيرا الى أن النقابة تطبق قرار وزير الصحة بتسليم الصيدليات احتياجاتها. وختم جبارة: “ليس لدي اي معلومات عن الاخبار الذي تقدم للنيابة العامة ضد شركات الادوية من قبل مجموعة من المحامين”.

 

رسالة من الحريري إلى عون.. هذا مضمونها

الجمهورية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

علمت "الجمهورية" انّ الرئيس الملكف تأليف الحكومة سعد الحريري بعث برسالة الى رئيس الجمهورية ميشال عون أكد له فيها انه تجاوز الفيديو المسرّب وما تضمنه من اساءة شخصية له، لكنّ عون لن يبادر الى الاتصال به ودعوته الى لقاء في القصر الجمهوري اذا لم يلمس تغييراً في مواقفه المتصلبة والذهاب الى تشكيل حكومة وفق معايير سبق ان اثارها معه وتمنى عليه اخذها في الاعتبار. وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" ان عون لا يريد دعوة الحريري الى القصر الجمهوري لتسجيل رقم اضافي في عدد زياراته لهذا القصر، وانما يصرّ على ان تكون الدعوة الى لقاء جدي من شأنه ان يحدث خرقاً في جدار الازمة. هذا وأشارت معلومات "الجمهورية" انّ حراكين جاريين على خط التشكيل الحكومي، الاول يقوده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ويطغى عليه الطابع المعنوي والروحي، والثاني عملاني يقوم به المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ويتركّز بين بعبدا و"بيت الوسط" لتذليل العقبات.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 22/01/2021

وطنية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

حدثان خرقا اليوم جمود الإقفال العام / والجمود السياسي!

الأول: بيان لرئاسة الجمهورية جاء فيه أن قصر بعبدا ينتظر أن يأتيه الرئيس الحريري بطرح حكومي يراعي التمثيل العادل وفيه نفي لأن يكون الرئيس قد طلب الثلث المعطل ولأي تدخل للنائب باسيل أو حزب الله في عملية التأليف.

وقد أثار البيان عاصفة من الردود والردود المضادة على جبهتي التيارين الأزرق والبرتقالي.

رد بيت الوسط لم يتأخر وجاء عبر كل من النائبة رلى الطبش التي قالت: يا ليته يهب ويغرد دفاعا عن حقوق أبناء الجمهورية التي يحمل مسؤولية رئاستها، مثلما يهب للدفاع والتبرير والتبخير والتبجيل بالصهر.

والمستشار الاعلامي للحريري حسين الوجه الذي قال إننا أمام بيان نفي باسم الصهر لا ببيان توضيح.

اما الحدث الثاني فتمثل بإعلان جيش الاحتلال عن إسقاط درون ادعى أنها أتت من ا لأجواء اللبنانية مع ما يحمله هذا الاعلان من رسائل تصعيد على الحدود.

الجنوبية على مفترق تحولات سياسية إقليمية ودولية.

فماذا جاء في بيان رئاسة الجمهورية؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ان بي ان"

أيها اللبنانيون... خذوا نفسا عميقا.

في الصحة كما في السياسة الأنفاس مقطوعة وحتى غرفة العناية الفائقة لم تعد تستطيع تحمل الضغط.

مؤشر الإصابات المرتفعة دفع إلى إقفال البلد إسبوعين وأسهم التشكيل المنخفضة أدت إلى فتح السجال على مصراعين: بعبدا - بيت الوسط أما الناس "فإلهن الله".

مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية "فتح الردة" من باب ما وصفه بدحض الأقاويل حول مطالبة الرئيس ميشال عون بالثلث المعطل وعرقلة النائب جبران باسيل للتشكيل وغيرها.

إلا أن ما هو أهم في بيان الرئاسة التأكيد أن عون لن يكرر الدعوة للرئيس المكلف للصعود إلى قصر بعبدا الذي لا يزال ينتظر منه طرحا حكوميا يراعي معايير التمثيل العادل وفقا للدستور ... أي أن فكرة الإعتذار عن الفيديو التي ينتظرها بيت الوسط غير واردة.

وفي رسائل البريد الوارد من الحريري إلى بعبدا رد من مستشاره يبدأ بسؤال: هل نحن أمام توضيح من رئاسة الجمهورية أم نفي بإسم باسيل؟ وينتهي بنصيحة تدعو للسير بطرح الحريري الموجود لدى الرئاسة الأولى وهو يراعي التمثيل العادل وفقا للدستور وليس وفق الحصص السياسية والحزبية.

ومن النصيحة الحريرية لعون إلى النصيحة الجنبلاطية غير الملزمة للحريري: إعتكف.

جنبلاط وصف علاقته بالعهد قائلا: "لا أنا بحبهم ولا هني بحبوني".

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"

جبران باسيل.

كلمتان لا ثالث لهما تختصران جميع الردود على بيان بعبدا اليوم.

ذكر البيان بأن رئيس الجمهورية لم يطلب الثلث المعطل، فجاء ردهم: جبران باسيل.

أكد البيان أن النائب جبران باسيل لم يتعاط في عملية التشكيل، فأتى الجواب أيضا: جبران باسيل.

شدد البيان على أن حزب الله لا يتدخل في أي قرار لرئيس الجمهورية، بما في ذلك تأليف الحكومة، فعلقوا قائلين: جبران باسيل.

لفت البيان إلى ان اختيار الوزراء وتسميتهم وتوزيعهم على الحقائب ليس حقا حصريا لرئيس الحكومة، فأجابوا: جبران باسيل.

اعتبر البيان أن ليس لرئيس الجمهورية ان يكرر دعوة رئيس الحكومة المكلف الى الصعود الى بعبدا، ذلك ان القصر الجمهوري لا يزال بانتظار ان يأتيه رئيس الحكومة المكلف بطرح حكومي يراعي معايير التمثيل العادل عملا بأحكام الدستور، فتابعوا مكررين: جبران باسيل.

جزم البيان أن الظروف ضاغطة جدا على أكثر من صعيد لتأليف الحكومة… فأكملوا أيضا وأيضا مرددين: جبران باسيل.

حقا، ليس في ما تقدم أي مبالغة، بل هو اختصار دقيق لجملة البيانات والتصريحات والتغريدات التي تسابق أصحابها، أو من وزعها عليهم لنشرها، في تكرار عادة التشويه والتحريف والتضليل، التي ترافق مسيرتهم السياسية التي لم تجلب على البلاد إلا الانهيار بفعل سياسات فاخروا بها على مدى ثلاثين عاما، ليظهر اليوم أنها لم تكن أكثر من سراب.

وفيما نترك للرأي العام أن يحكم على الردود بناء على مضمونها وأشخاص مردديها في آن معا، نسأل مع كثيرين من اللبنانيين اليوم: هل يريد سعد الحريري حكومة في لبنان؟ وألا يدرك رئيس الحكومة المكلف أن في البلاد ميثاقا تكرار تخطيه مستحيل، وأن لدينا دستورا اصطلح على تسميته بدستور الطائف، يفترض أن يكون هو أول الحريصين عليه، لا طليعة المتربصين به، انطلاقا من التربص بصلاحيات رئيس البلاد؟

أسئلة كثيرة، ولا جواب، تماما كما لا جواب على تكرار تصريحات وليد جنبلاط حول الحب والأعمار التي بيد الله ومحاولته الدؤوبة لزرع الالغام، إلى جانب هوس سمير جعجع بالجبهات، التي لم تجلب يوما على لبنان إلا الخراب والدمار والخسارة تلو الخسارة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

العالم ما زال يقف ضعيفا أمام فيروس كورونا، على رغم كل الإجراءات التي يتخذها واللقاحات التي يكتشفها والوقايات التي ينصح بها.

بعض المؤشرات من عينة حول العالم تؤكد هذا الواقع: كندا رحلت الآلاف من طالبي اللجوء مع تصاعد الجائحة.

البرتغال أعلنت أنها تشهد وضعا وكأنها في حرب: مستشفيات القطاعين العام والخاص تقترب من الامتلاء التام بعد زيادة قياسية في حالات الإصابة، ألمانيا تحذر من تخفيف القيود قبل الأوان.

البلا مخ أصبحت معولمة... الشرطة البريطانية فضت حفل زفاف ضم 400 ضيف فيما وصفته بأنه "انتهاك غير مقبول على الإطلاق" لقواعد العزل العام المفروضة لمكافحة انتشار الكوفيد والتي لا تسمح سوى بحضور ستة أشخاص.

هذا في العالم، ماذا عن لبنان؟ قبل اربعة ايام من انتهاء المرحلة الأولى من الإقفال العام والشامل، مازالت الأرقام مرتفعة سواء بالنسبة إلى الوفيات أم بالنسبة إلى الإصابات. الوفيات بلغت اليوم سبعا وخمسين وفاة فيما تراجعت الإصابات نسبيا لتبلغ ثلاثة الاف ومئتين وعشرين إصابة.

هذه الأرقام ليست مريحة على الإطلاق خصوصا في ظل إمتلاء المستشفيات وعدم القدرة على المزيد من الإستيعاب...

في غضون ذلك، السياسة "في غير كوكب": بيان من مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية وفيه: النائب جبران باسيل لم يتعاط في عملية التشكيل مطلقا، وحزب الله لا يتدخل في أي قرار لرئيس الجمهورية. وأن رئيس الجمهورية

لا يزال بانتظار ان يأتيه رئيس الحكومة المكلف بطرح حكومي يراعي معايير التمثيل العادل.

الرد لم يتأخر عبر سلسلة تغريدات للمستشار الإعلامي للرئيس المكلف سأل فيها: هل نحن امام توضيح من ‏رئاسة الجمهورية ام اننا امام نفي باسم الوزير جبران باسيل؟ ليكمل: الأجدى بمن يعنيهم الأمر السير ‏بطرح رئيس الحكومة المكلف الموجود لدى الرئاسة الاولى الذي يراعي التمثيل العادل وفقا ‏للدستور.

إذا، رئاسة الجمهورية تقول إنها تنتظر التشكيلة. الرئيس المكلف يقول إن التشكيلة عند رئيس الجمهورية. "وحلوها إذا فيكن تحلوها".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

حمل "إعلان بعبدا" خمس نقاط تترحم على "الفيديو المسرب" وتنادي "يا محلا الكذب" فقد صدر عن مكتب المستشار سليم جريصاتي بيان ينصح بإحالته إلى أصول المحاكمات الجزائية وبتجريمه.. لإقدامه عمدا على التفسير السيئ للدستور وتسميم المادتين الثالثة والخمسين والرابعة والستين بإضافة تعويذات لا تستند الى النص أما المواد التي تستحق إعدامها من منبعها فتلك التي أدعت مسألتين: أولا أن رئيس الجمهورية لا يريد الثلث المعطل، وثانيا أن جبران باسيل لم يتعاط عملية التشكيل مطلقا فالثلث المعطل حصله رئيس الجمهورية والتيار.. إلا اذا كان يرى أن الارمن ليسوا من صلبه السياسي ولم يكونوا يوما من نسيج تكتل التغيير والاصلاح، أو أنهم لم يستخدم عون حزب الطشناق في تأجيل جلسة الاستشارات الشهيرة أما أن جبران لم يتعاط التأليف فإن هذا نوع من التعاطي والترويج لكذبة لن يصدقها أي عاقل يعيش على الكوكب اللبناني وكاد المريب يقول "زوروني".. حيث يؤكد بيان بعبدا أن القصر لا يزال في انتظار أن يأتيه رئيس الحكومة المكلف بطرح حكومي ويتراءى من البيان إيجابية سرعان ما يقضي عليها طرح يدعو إلى مراعاة معايير التمثيل العادل عملا بأحكام الدستور وبتفسير عملي لهذا الطرح أن رئيس الجمهورية يستدعي الرئيس المكلف إلى لقاء خامس عشر "مسموم بالمعايير وملطخ ببدعة التمثيل العادل" التي لم تعرف أوزانها عبر التاريخ البرتقالي.. والخلاصة مفادها: "انتظرك على كوع بعبدا" وليس في بعبدا كل هذا قد يكون محمولا في السياسة أما أن يغيروا مجرى الدستور فتلك براءة اختراع تسجل لحمورابي القصر فالمستشار الذي يخدم في مفرزة جبران باسيل لشؤون التعاطي والترويج الدستوري حطم مادتين من الدستور عن بكرة أبيهما ونسب الى الثالثة والخمسين والرابعة والستين صلاحية اختيار الوزراء وتسميتهم وتوزيعهم على الحقائب الوزارية معتبرا أن هذا الأمر ليس حقا حصريا لرئيس الحكومة ما يدل على أن للرئيس عون حقا دستوريا بأن يوافق على التشكيلة الحكومية كاملة قبل التوقيع وفي تصفح المادتين المذكورتين سنجد أن صلاحية رئيس الجمهورية منصوص عليها في فقرة وحيدة، ونقطة على السطر فهو يسمي الرئيس المكلف, يصدر مرسوم التمسية منفردا, ويصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسومم تأليف الحكومة ومراسيم قبول استقالة الوزراء أو إقالتهم ولم تطرح المادتان أي نقاط أخرى عن حق رئيس الجمهورية في الشراكة لناحية التسمية أو تقديم لوائح تناقض لائحة الرئيس المكلف ولم يعثر في المادتين على "نقطة معايير" أو "حزمة" حقوق طائفية أو ثلث معطل والدستور اوضح من "فزلكة" المستشارين حيث تناط بالرئيس المكلف مهمة التأليف.. يتقدم بتشكيلته الى رئيس الجمهورية الذي إما يوافق فيوقع وإما يعترض ويعلل أما أسبقية أن يكون لرئيس الجمهورية حصة فتلك من بدع الزمان الحديث سبقه عليها بضعة رؤساء بعد الطائف فأصبحت عرفا يتنافى والدستور لكون الرئيس هو الحكم.. حصته كل لبنان وليس طائفة بعينها.. ومتى اكتسب حصة وزارية أصبح طرفا غير محايد هذا هو الدستور الذي أصبح مكسر الاضلع ..وكل يفسره بحسب الرياح السياسية ويضع عليه نقاطا وحروفا مغايرة للمبادىء العامة والمواد هي النصوص التي لم يطبقها احد ..حيث تغلب عليها النفوس واختراع دساتير جديدة يكتبها معتوهون برتبة مستشارين اما وان تنص الرئاسة مواد دستورية صنعت في بعبدا .. حسنا فليكن ذلك للصالح اللبناني العام , وليرسل الرئيس ملاحظاته على التشكيلة الحكومية بصيغة رسمية ويبرق بها الى الرئيس المكلف من دون بيانات تطفو عليها صفة التعطيل المعدل المكرر.

ومن دون ابلاغ الخارج قبل الداخل ان الرئيس لا يريد الثلث المعطل وان جبرانه هو الصبي النائم التائب الناسك والراهب السياسي الذي لم يسبق له ان تدخل يوما في " تعنيف تشكيل الحكومات " .

فإن كان رئيس الجمهورية يخاطب فرنسا لانها ستحرك مفاعلاتها بعد تسلم بايدن سدة الرئاسة .. فإن رئيسها ايمانويل ماكرون لم يعد يصدقكم بعد ان ذاق مركم .

اما اذا كان الخطاب موجها الى بكركي فإن راعيها ..وصلته رسالتكم ..وقد يتحرك هذه المرة عكس التيار .

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

بانتظار السلاح الفعال لحسم المعركة ضد وباء كورونا، أي اللقاحات التي لن تكون متوافرة بين ليلة وضحاها يبقى التحدي الاكبر منع الخروقات للاقفال العام على مختلف الاراضي اللبنانية..

أشبه بحرب قد يدفع فيها اللبنانيون ثمنا باهظا في حال لم يستقيظ ضمير المخالفين ولم تنجح القوى الامنية في لجمهم..

سبع وستون ضحية سقطوا بالامس والحصيلة مرشحة للصعود ، هؤلاء لم يسقطوا بقذائف تخترق الشوارع هنا وهناك، لكن صداها المدوي لا بد سمع في كل بيت بوداع قريب أو جار بالوباء الفتاك..

واذا ما استمر الوضع على حاله، فالحصيلة السنوية لا شك ستكون أكثر وحشية من حرب..

حرب يخوضها كورونا متسلحا بمجموعات من العبثيين الخارجين عن القانون، فهل يوقف هؤلاء عند حد باجراءات امنية صنعت في لبنان؟

أم أن اللبناني سيفشل مرة اخرى بتسيير أموره بيده بعيدا عن التدخل الخارجي..

وبناء عليه، هل يفلح القضاء السويسري بما عجز عنه اللبناني؟ وهل ينتزع من رياض سلامة تقريرا مفصلا وأرقاما حقيقية لم يقدمها يوما للحكومة اللبنانية المسؤولة عنه؟

وبناء عليه، هل تولد الحكومة دون وصاية خارجية؟ مصادر متابعة لملف التأليف كشفت للمنار عن تواصل فرنسي اميركي حصل في الساعات الماضية من اجل ضخ شيء من الروح في المولود الحكومي..

وفيما لم تحدد المصادر مدى الضوء الاخضر الاميركي ، اشارت الى ان الفرنسيين يعتبرون أن التوقيت ملائم لتحقيق خرق في التأليف ، في وقت لم تتوقف المساعي الداخلية ..

فهل تنجح هذه الجهود بجمع الرئيس عون والرئيس المكلف؟

وفيما لم تظهر اشارات توحي بقرب تحقيق ذلك ، فان المصادر تؤكد أن جميع المعنيين بالتأليف متضررون من هذا التأخير دون استثناء..

فهل يطرق باب قصر بعبدا مجددا؟

الرئيس عون يؤكد انه ما زال بانتظار الحريري حاملا تشكيلة تراعي التمثيل العادل. والقصر يشدد: لا علاقة لجبران باسيل في مسار التأليف، وحزب الله لا يتدخل بشؤون بعبدا ان في الملف الحكومي أو غيره.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "أم تي في"

يمكننا الجزم ومن دون تعب ضمير ان لبنان لم يعد دولة، ليس لأن نيزكا أو زلزالا ضربه، وليس لفقدانه المقومات البشرية والإنسانية والمسوغات الكيانية والسياسية . بكل بساطة لم يعد دولة لأن لا رجال دولة يتولون شؤونه ويرعون مصالح شعبه ومصلحته كوطن سيد حر مستقل. يدفعنا الى هذا الكلام، التراشق المجنون المتفلت من أي ضوابط بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، فيما الشعب يجوع والمرض ينهش الناس, والاقتصاد ينهار والسيادة تنتهك. وهي اسباب اقوى من إهانة وجهها عون الى الحريري، وأعلى من اي مادة دستورية يتلطى خلفها رئيس الجمهورية، وقد حول الدستور الى وجهة نظر.

وكان رئيس الاشتراكي اختصر صورة ما يحصل بين المرجعيتين بأنها معركة يخوضها العهد لتوريث الصهر ومن ورائهما حزب الله، وكرر جنبلاط دعوته الحريري الى الإنكفاء وتركهم يحكمون.

الشأن الصحي المنهار هو نتيجة صارخة للفشل الرسمي، فتعثر الحكومة في استقدام اللقاحات أدى الى انهيار القطاع الصحي المختنق بالمصابين بكورونا، ويتفاقم الوضع الى حد الانفجار بفعل عدم احترام قسم كبير من الناس الحجر، وقد سجلت اليوم خروقات كبيرة ستؤدي الى ارتفاع مخيف في عدد المصابين.

وبعيدا من الكارثتين السياسية والصحية، نعتذر من مشاهدينا لنوجه كلاما واضحا ومباشرا الى احد أسفل من عمل في السياسة في تاريخ لبنان الحديث، نعتذر لأننا سنكلمه باللغة التي يفهمها ويخاطب هو الناس بها .. اسمع يا جميل السيد غير الآدمي ، ونعني هنا بأنك تنتمي الى فصيلة غير الآدميين . لقد دأبت على مهاجمة الmtv تكرارا وكنا آلينا على أنفسنا عدم تشريفك بالرد ، لكن أن تتهمنا بأننا محطة الدعارة ، فهذه طويلة على رقبتك ، فالدعارة كانت تصح بنا لو اننا وظفناك أو شغلنا أحد أفراد عائلتك ، لكننا اعلى وارفع وانظف واشرف منك.

إسمع أيها العبد القبيح ، لم تخفنا يوم أرعبت البلد ضاربا بسيف السوري لا السويسري ، ولن تخيفنا الآن وقد تحولت الى رجع صدى لعقدك النفسية المزمنة. لن ندخل معك في ثروتك وقصورك وشققك التي لا يمكن أن يجنيها ضابط آدمي بعرق جبينه، بل يجنيها عاهر داعر فرض نفسه شريكا مضاربا على كل من وظف فلسا في هذا البلد. فالناس تعرفك وتعرف كيف يجنى المال الحلال ، لذا نختصر وننهي بهذه الكلمات المقتضبة : من مثلك يحق له الصمت والخجل ، بئس هذا الزمان الذي صار فيه امثالك حيث هم ، ونسأل بعد لماذا انهارت الدولة وصرنا في ما نحن فيه من موت وعار ودمار .. إن لم تستح إفعل ما شئت ، لكن مش معنا ، مش مع الmtv ، لقد شرفناك الليلة لكنك لن تحظى بفرصة ثانية.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 كانون الثاني 2021

وطنية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

 النهار

تخوفت مصادر ديبلوماسية ان يستمر التصعيد في العراق وتتزايد التفجيرات بهدف منع زيارة البابا فرنسيس الى بغداد في اذار المقبل من جماعات متطرفة.

قال مصدر في كهرباء لبنان ان لا حاجة للرد على حملة تساق على المؤسسة لكن احد المستشفيات المطالبة بالتيار لم يدفع فواتير مستحقة بقيمة 735 مليون ليرة وان تأمين التيار له يحتاج الى تمديدات خاصة على حسابه تفوق قيمتها الـ 200 مليون ليرة.

دعت رئيسة حزب الكتلة الوطنية قبل ثلاثة اشهر اللبنانيين الى النضال السياسي عبر الانضمام الى احزاب وطنية لكنها لم تفتح باب الانتساب الى الكتلة.

الجمهورية

أوضح قريبون من شخصية بارزة أنها شعرت بالصدمة عند سماعها رأي أحد المسؤولين في مسؤول آخر ولهذا لم يبدر عنها أي رد فعل في حينه.

لوحظ أن مادة المازوت لم تعد مقطوعة في البقاع بعد الحملة القوية التي قام بها الجيش لمنع تهريبه الى خارج الأراضي اللبنانية.

تلقى مرجع أمني دعوة لزيارة واشنطن وهي أول دعوة من الإدارة الأميركية بعد تسلّم بايدن.

اللواء

نقل عن زوّار مرجع رسمي اعتقاد البطانة المحيطة أن تأليف حكومة أكثر ربحاً، مهما شابته من ثغرات من الاستمرار على النحو الحالي.

تشكو الجهات غير المدنية من إخضاعها إلى مساهمات مالية في الاستشفاء في الظروف الحالية الصعبة جداً!

فهم أن الحماية السياسية ما تزال قوية على سلطة نقدية، بحيث بات طموح فريق سياسي لاستهدافها دون جدوى.

نداء الوطن

تتحضر وزارة الطاقة لسيناريو العتمة الشاملة بسبب تفاقم الأعطال على الشبكة العامة واستمرار خروج مركز التحكم الوطني عن الخدمة وتأخّر تأمين مادة الفيول وتعثر سداد مستحقات البواخر بالدولار مع العمولات للشركاء المحليين.

وصف مصدر في مديرية الجمارك معظم ما حصل في الآونة الأخيرة من مداهمات لضبط سلع ومواد في مرفأ بيروت غير مطابقة للمعايير الصحية، بأنها "استعراضات إعلامية" خصوصاً وأنها تتعلق بمواد معدة أساساً للتلف بموجب قرارات صحية وإدارية.

يشكو بعض رؤساء مجالس إدارة المستشفيات الحكومية من استدعائهم الى مكتب وزير الصحة مع الأختام الرسمية للمستشفيات، بعبارة "جيب الختم وتعا"، لإجبارهم على توقيع عقود رضائية لصالح بعض الشركات.

الأنباء

مرجع نقابي بدا في موقع دفاع ضعيف بإطلالة تلفزيونية في ظل تقاعس القطاع المعني به عن القيام بواجباته رغم الوضع الاستثنائي والطارئ.

وجوه من دون صفة ذات علاقة تشارك في اجتماعات رفيعة معنية باتخاذ قرارات وطنية مصيرية.

البناء

قالت مصادر حقوقية إن تعليق حاكم مصرف لبنان على المساءلة السويسرية كان محصوراً بتحويلات مصرف لبنان ولم يجب على السؤال المتصل بجوهر المساءلة وهو عن تحويلات لحسابات شخصية إلا إذا كان قد أوضح الأمر عند المدّعي العام التمييزيّ وتم الاتفاق على عدم إثارته في الإعلام.

قالت مصادر أميركية إعلامية إن تعيينات إدارة الرئيس جو بايدن ترسم سياسة تستبعد خيار الحرب وتركز على إعادة العمل الدبلوماسي، لكن بعض الاسماء تشكل مفاتيح لخيارات واضحة دبلوماسياً مثل فرضية تعيين روبرت مالي مشرفاً على الملف الإيراني وهو من أبرز المشاركين في إنجاز الاتفاق النووي ومن أشد المتحمّسين للعودة إليه.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

النهار: إقفال بلا سيطرة والمعاندة "الحاكمة" لا تتراجع

النهار/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

لم يفاجئ قرار تمديد الاقفال العام في البلاد حتى 8 شباط المقبل اللبنانيين الذين لا يكتوون فقط بالوقائع الشرسة للانتشار الوبائي حاصدا كل يوم الاف المصابين وعشرات الضحايا، وانما أيضا وأساسا بحالة مخيفة ومستشرسة أيضا من المعاندة السياسية التي تمعن في تعطيل ولادة حكومة انقاذية لا مجال للسيطرة على شتى الازمات والانهيارات التي تعتصر لبنان واللبنانيين من دونها. فاذا بدا قرار تمديد الاقفال لأسبوعين إضافيين من باب تحصيل الحاصل والضرورات التي لا مفر منها لمحاولة لجم الانتشار المخيف الآخذ في التصاعد للاصابات بكورونا وتخفيف الوضع غير المسبوق حتى في الحروب في المستشفيات، فان ذلك لم يحجب في أي شكل حقيقة يتداولها الداخل والخارج سواء بسواء وهي ان لبنان يهرول بسرعة مخيفة نحو الارتطام الكبير الذي ستتداخل فيه التداعيات الصحية الخطيرة بتداعيات الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي الذي سينفجر في نهاية المطاف ما دام المعنيون المباشرون بتعطيل تشكيل الحكومة التي طال انتظارها لا يقيمون اعتبارا للشق السياسي الأساسي الإلزامي لإنقاذ البلاد ويسخرون غرق اللبنانيين في تداعيات الكارثة الصحية في إبقاء الفراغ الحكومي سلاحا للضغط على خصومهم ولتحقيق أهدافهم الفئوية المكشوفة. ولعل ما يزيد الوضع خطورة وقتامة ان مصادر سياسية بارزة نقلت في مجالسها الخاصة كلاما عن قصر بعبدا يفيد بان لا حل قريبا للازمة الحكومية وان بعبدا على موقفها من تشكيلة الرئيس المكلف سعد الحريري وليست في وارد التراجع بل على الحريري التراجع ووضع أسس جديدة لتشكيلة حكومية، كما ان بعبدا لا تجد نفسها معنية باي موقف او توضيح لشريط الفيديو الذي نال فيه كلام رئيس الجمهورية من الرئيس المكلف. وتجدر الإشارة الى انه في سياق المواقف العربية من لبنان، أكد امس وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن "لبنان يمتلك مقومات للنجاح لكنه يحتاج للإصلاح ولن يزدهر بلا إصلاح سياسي ونبذ ميليشيات حزب الله".

التمديد والتفشي

يجري هذا وسط تفاقم مخيف لكارثة الانتشار الوبائي التي سجلت آخر اعدادها امس 4594 إصابة و67 حالة وفاة الامر الذي استدعى مجددا استنفارا لتمديد الاقفال العام والتشدد في إبقاء الاستثناءات محدودة ابتداء من 25 الجاري حتى 8 شباط المقبل. وأعلن المجلس الاعلى للدفاع بعد اجتماع طارئ برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا تمديد العمل بقرار الإغلاق الكامل لغاية صباح يوم الإثنين 8 شباط وتم الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية التشدد في تطبيق القرار المحدد. واذ اوضح ان "الاجراءات مستمرة على حالها خلال الاسبوعين الممددين للاقفال"، اشار الى ان "في حال ورود أي استثناء سيعمم على الجميع" والى ان "الاقفال لـ10 أيام لم يكن كافياً والمستشفيات وطاقمها الطبي مرهقون والاصابات والوفيات الى ارتفاع". وإذ بدا لافتا امس ان رئاسة حكومة تصريف الاعمال كانت استبقت اجتماع المجلس الأعلى بإعلان قرار تمديد الاقفال ببيان أصدرته عقب ترؤس رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب اللجنة الوزارية المختصة بملف كورونا، اعلن دياب في اجتماع المجلس الأعلى ان الإجراءات التي تتخذها الحكومة جعلت لبنان الدولة الثانية في العالم التي تطبق بقسوة الإجراءات الواجب اعتمادها لمكافحة هذا الوباء خصوصا ان الاستثناءات ليست كثيرة بل تقتصر على الضرورة منها وسوف تستمر خلال الفترة المقبلة من الاقفال. وفي سياق هذا الاستنفار اعلن مصرف لبنان انه استلم بعد ظهر امس طلبا من وزارة المال لتحويل مبلغ 18 مليون دولار للخارج لشراء اللقاح عبر منصة كوفاكس وقام مصرف لبنان بتنفيذ التحويل فورا حيث تم تحويل الاموال المطلوبة. كذلك استلم مصرف لبنان الاثنين الماضي من وزارة الصحة طلب تحويل مبالغ محددة لصالح المستشفيات الحكومية والخاصة وذلك بدل تسديد فواتير مرضى كورونا. وقد نفذت المديريات المعنية في مصرف لبنان هذه التحويلات بشكل فوري وسريع مشددا على انه يعطي الاولوية القصوى للتحويلات الخاصة بمكافحة فيروس كورونا. واعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي بعد اجتماع اللجنة العمل للحصول على ما مجموعه 6 ملايين لقاح لتلقيح نحو 3 ملايين بين لبنانيين ومقيمين وكشف ان وزارة الصحة ستطلق منصة لتسجيل اسماء من يريدون الحصول على لقاح. وأوضح ان كمية من اللقاحات ستصل في بداية شباط لتصل الأخرى تباعاً بشكل اسبوعي . وكان البنك الدولي وافق على إعادة تخصيص مبلغ 34 مليون دولار في إطار مشروع تعزيز النظام الصحي الحالي للمساعدة في توفير اللقاحات للبنان. ويمثّل ذلك أول عملية يُموِّلها البنك الدولي لشراء لقاحات كورونا. وسيتيح هذا التمويل اللقاحات لأكثر من مليوني شخص، ومن المتوقع أن تصل إلى لبنان في أوائل شباط.

المأزق وجبهة المعارضة

وسط هذه الأجواء لم يحمل المشهد السياسي أي جديد على صعيد المأزق الحكومي باستثناء زيارة قام بها مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي الى بكركي حيث استقبله البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في إطار استكمال مساعيه للاسراع في تشكيل حكومة.

وفيما أكدت كتلة "الوفاء للمقاومة" ان الواقع المأزوم في لبنان "يتطلب تأليف حكومة في أسرع وقت"، اعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنّ الهدف من الاتصالات التي تقوم بها "القوات اللبنانية" في الوقت الحاضر، "هو تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال انتظارها" . وقال "إن السلبية والعقبات واللامبالاة التي يضعها البعض في طريق نشوء هذه الجبهة، لا تؤدي سوى إلى إطالة عمر الأكثرية النيابية الحاكمة، وبالتالي إطالة أمد الأزمة، وإطالة درب جلجلة اللبنانيين." وأكّد "أنّ التباكي والتشكي والانتقاد والتحسر والبكاء على الاطلال لا يفيد بشيء، وما يفيد هو تجميع قوى المعارضة لتشكيل قوة سياسية لا يستهان بها تعمل بكل جد لحصول انتخابات نيابية مبكرة، تكون مدخلا للتغيير المنشود في السلطة".

 

أين لبنان من اهتمامات الدول الخليجيّة؟

المركزية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

باتت المواقف الخليجية عموما والسعودية خصوصا، من الملف اللبناني، نادرة جدا كي لا نقول معدومة. هذا الصمت، إن دل الى شيء، فالى سقوط بيروت من اهتمامات دول مجلس التعاون، غير الراضية عن مسار الامور عندنا، لا استراتيجيا وسياسيا، لناحية سقوط الدولة كلّها تحت سيطرة حزب الله الذي يكرّسها لخدمة راعيته الاقليمية ايران، العدو الاول للخليج، ولا اقتصاديا وماليا، حيث الفساد ينخر كل شيء، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". آخر هذه المواقف القليلة، سجل أمس وجاء في كلمات قليلة، لكن مثقلة بالرسائل والمعاني. فقد قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله إنّ "لبنان يمتلك مقومات للنجاح لكنه يحتاج للإصلاح، ولن يزدهر بلا إصلاح سياسي ونبذ "حزب الله". الرجل اكد ان لبنان قادر على ان يقوم من محنته، وفي هذا الكلام رسالة معنوية قوية للبنان شعبا، حيث تعطيه املا بأن قيامه من الورطة التي يتخبّط فيها اليوم ليس صعبا، بل يحتاج الى قرار. وهنا الرسالة الثانية الموجهة، الى لبنان الدولة. فالكرة في ملعبها، وهذا ما أبلغها به بن فرحان، أمس. العرب ينتظرون وجاهزون للعودة الى لعب دور المنقذ والسند والصديق والاخ، وهو دورهم التاريخي في بيروت، شرط ان يبادر اهل الحكم الى خطوات ملموسة تشجّعهم على العودة، وقد سهّل عليهم المهمة أكثر، بتحديده العلل التي يجب ان ينكبّوا على اصلاحها: الاقتصاد والسيادة. على الصعيد الاول، يريد العرب، حكومة من اختصاصيين خارجة عن سيطرة الاحزاب كلّها، تعمل على مكافحة الفساد بالتعاون مع صندوق النقد والجهات المعنية دوليا، بإنقاذ دول منهارة، كما هي حال لبنان اليوم. وهم - اي الخليجيون - لن يرضوا عن تشكيل حكومة سياسية او تكنو - سياسية، يديرها اركان المنظومة، وعلى رأسهم حزب الله، شبيهة بحكومة حسان دياب مثلا، لان أداءها سيكون كأداء كل الحكومات السابقة... فهل ستحث هذه الدعوة الصريحة الرئيس المكلف سعد الحريري على التمسك اكثر بحكومة تلاقي جوهر المبادرة الفرنسية، وهو موقفه حتى الساعة، أم يمكن ان يتراجع ويوافق على تكنو - سياسية، في خطوة ناقصة قد تبعد العرب والدول المانحة كلّها عن لبنان؟ اما الاصلاح الثاني، الذي يريده الخليجيون، فسيادي، عنوانه إخراج لبنان من تحت الهيمنة الايرانية، وإعادته الى الحضن العربي. وهذا يعني، تصدّي الدولة اللبنانية فعلا لا قولا، لوجود حزب الله وعناصره في الميادين العربية كلّها، اضافة الى تصدّيها لتحويل لبنان منصّة لصواريخ ايران التي يمكن ان تنطلق وتتحرك في اي اتجاه، متى تأمر طهران، لا الدولة اللبنانية. كما يطالب العرب والخليجيون، بتقيّد جدي بسياسة النأي بالنفس. فهل تتجاوب المنظومة وتباشر السير وفق خريطة الطريق التي حددها لنا العالم كلّه، وليس فقط المملكة، لتهبّ الى نجدة لبنان واللبنانيين، أم تبقى مستسلمة لحزب الله سياديا، وغارقة في خلافاتها حكوميا، مولية الاولوية لحصصها والاحجام على حساب مكافحة الفساد، فتتركنا وحيدين تبتلعنا وحول الازمة الاقتصادية الصحية القاتلة؟

 

بالأسماء والمناطق: “دهاليز” ومروّجو كبتاغون حزب الله في سوريا

قناة الحدث العربية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

في تقرير خاص عن أهم تجار المخدرات في دمشق وريفها وارتباطهم ‏بحزب الله، بحسب مصدر استخباراتي، أكد أن حزب الله اللبناني يقود تصنيع وتهريب وتجارة ‏المخدرات.‏ وأشار المصدر الاستخباراتي إلى أن “منتفعين في الفرقة الرابعة يعملون مع حزب الله في مجال ‏المخدرات، ومسؤولين عن الكبتاغون هم عناصر بالمخابرات وضبّاط في حزب الله”.‏ أما الأسماء، فكشف المصدر الاستخباراتي عن أن سامر الأسد يدير مصانع لتصنيع الكبتاغون تحت ‏قيادة حزب الله، والأخير نقل معدات التصنيع إلى جنوب سوريا. بالاضافة الى عماد حمدان المسؤول عن مكبس الكبتاغون بمطحنة حبوب قمح ببلدة نوى. ويستخدم حزب الله موقع اللجاة عبر ‏شخص يدعى حسن رويضان لتأمين احتياجات مهربي المخدرات، ويشرف الحزب مع الفرقة ‏الرابعة على ترويج المخدرات في دمشق وريفها.‏ ويضيف المصدر أن “حزب الله يستخدم منشأة أوبري للأدوية لتصنيع الكبتاغون، أما في منشأة ‏عدرا، يشرف كل من حيدر علي بادي وأبو علي مصطفى وهم من الفرقة 4 على المخدرات.‏ وتشير مصادر “الحدث” إلى أن حزب الله يخزن انتاجه من الكبتاغون داخل مستودعات ‏في مزارع يعفور وضاحية الأسد. أما ألقاب أشهر مروجي المخدرات في سوريا، توضح المصادر ‏أن ‏”أبو رضوان” من أهم تجار المخدرات ويجمع أموال حزب الله بالسوق السوداء في دمشق، ‏‏وشخص آخر يدعى “أبو فهد مازن” وهو أحد رجال الفرقة الرابعة ومن أهم مروجي حبوب ‏الكبتاغون‏، أما في الكسوة، ‏”أبو الحروف” وهو أشهر المروجين للكبتاغون.‏ وتوضح المصادر أن حزب الله يحوّل الأراضي الزراعية في منطقة القصير لزراعة ‏‏الحشيش، وينقل المواد المخدرة من القلمون والمناطق الحدودية إلى القصير ويخزن الحزب ‏‏الحشيش عقب حصاده في منطقة “بين السكتين”.‏

 

هل يقبل الحريري بانتخابات مبكرة؟

أخبار اليوم/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

تعمل "القوات اللبنانية" على تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، انطلاقا مما اعلنه الدكتور سمير جعجع في بيان له يوم امس، فهل انطلقت هذه الاتصالات وهل يمكن التعويل عليها؟! فقد اكد مصدر قواتي ان الاتصالات التي تقوم بها القوات لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بملف تأليف الحكومة، بل هدفها الوحيد الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة على مختلف الصعد. وأوضح المصدر ان هذه الاتصالات ستشمل كل القوى السيادية بما فيها "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، قائلا: "سنفكر معا بصوت عال عما يمكن ان نفعله في هذه المرحلة الدقيقة". وعما اذا حصل اتصال مع الرئيس سعد الحريري، اجاب المصدر: التواصل قائم مع تيار "المستقبل"، لكن حتى اللحظة لم يحصل اي اتصال بين جعجع والحريري. وردا على سؤال، استبعد المصدر ان يؤيد الحريري الفكرة التي تطرحها القوات في وقت يسعى فيه الى تأليف حكومة، وقد جاء تكليفه من قبل الاكثرية القائمة حاليا، والتي تسعى القوات الى اسقاطها بالسبل الديموقراطية. واذ شدد على اهمية التواصل وان كان هناك اختلاف في وجهات النظر، ختم المصدر: الانتخابات المبكرة وحدها المدخل الصحيح للانقاذ.

 

هل تتمكّن يد الراعي من التصفيق وحدها؟

المركزية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

لم تحمل الايام القليلة الماضية، أي موقف يمكن البناء او التأسيس عليه، للانتقال لا الى مرحلة انتظار لقاء ما بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري - والذي يمكن ان يحصل - بل الى المرحلة الاهمّ: فك أسر الحكومة المنتظرة.

فجولة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب على كل من بيت الوسط فعين التينة وبعبدا، كانت نتائجها صفرا، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، مشيرة الى ان احدا لم يكلّف الرجل او يدعمه، وهو لما كان في "أيام عزّه" على رأس حكومة "مواجهة التحديات"، لم يتمكّن من تحقيق اي انجاز يذكر. فكيف له اليوم ان يلعب دور الوسيط بين اللاعبين الكبار في لعبة معقّدة الى هذا الحد، اعتبرها هو - للمفارقة - "شبه محلولة، وتبقى بعض التفاصيل الصغيرة"؟! اما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيبدو بدوره غير مستعد للدخول في اي وساطة، ويفضّل، وفق المصادر، ابقاءَ محرّكاته مطفأة في انتظار مؤشرات محلية من قبل طرفي الازمة، الى استعدادهما للتنازل،  يبدو انها لم تتوافر بعد. أما حزب الله، فمن جانبه، لا يزال يتفرّج ولم ينطلق جديا بعد - أقله في العلن - في اي مسعى لترطيب الاجواء بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية. ففي وقت يفترض ان يركّز في اتصالاته، على حليفه النائب جبران باسيل لدفعه الى وضع بعض المياه في نبيذ شروطه.. لم يغيّر الاخير قيد أنملة بعد في مطالبه، بدليل البيان الاخير لتكتل لبنان القوي، منذ يومين، حيث اكتفى بتكرار دعوته الرئيس المكلف الى التواصل من جديد مع رئيس الجمهورية. على اي حال، دلّ بيان كتلة الوفاء للمقاومة امس، على ان الحزب لا يزال في مرحلة "العموميات"، ويقارب الملف الحكومي عن بعد، لا اكثر. فقد قالت الكتلة "رغم انقضاء ما يقرب من ثلاثة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، وسواء تم تجاوز المهلة الطبيعية للتأليف أو يكاد... فإن الواقع المأزوم في البلاد، يتطلب تحريكا استثنائيا لعجلة التأليف الحكومي من أجل أن تباشر السلطة التنفيذية إدارة شؤون الوطن والمواطنين". وأردفت "الظروف ضاغطة والإمكانية متوفرة لإنجاز تشكيل الحكومة خصوصا إذا ما تم القيام ببعض الخطوات التي تسهم في تدوير الزوايا وتعزيز الثقة وإزالة المخاوف بين المعنيين"... فممّن تتوقّع الكتلة ان يدوّر الزوايا، يا ترى؟

في مقابل هذا الانسداد، وحدها بكركي في حركة غير منقطعة لمحاولة فتح ثغرة في الحائط الحكومي المقفل. فبعد ان طلب البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته الاحد الماضي، من رئيس الجمهورية توجيه دعوة للحريري للقاء والتفاهم على التشكيل - وهي دعوة لم تلق أي صدى ايجابي بعد في القصر - أوفد الراعي الاثنين المطران بولس مطر الى بيت الوسط، قبل ان يستقبل امس في الصرح البطريركي في بكركي مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي في إطار استكمال مساعيه للاسراع في تشكيل حكومة جديدة.

فهل تتمكن يد الراعي من التصفيق "وحدها"؟ المصادر تقول انه في افضل الاحوال، قد تنجح بكركي، من باب "المونة"، في جمع عون والحريري، علما ان ما تردد اليوم عن "رسالة وجهها الحريري الى بعبدا يعلن فيها تجاوزه شريط الفيديو، واستعداده لتلبية دعوة رئاسية الى بكركي، قوبلت بتصلّب من عون واصرار على ان يغيّر في تركيبته قبل اي لقاء"، يصيب من مساعي الصرح مقتلا... على اي حال، ما لم تضع القوى السياسية كلّها ثقلها في القضية، وارتضت التعاون وتقديم التنازلات الحقيقية بعيدا من حساباتها الشخصية والمحاصصتية والاقليمية، فإن الحكومة لن تبصر النور في المدى المنظور، تختم المصادر.

 

هل تدخل روسيا على خطّ الملفّ اللبناني؟

المركزية/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

انتقلت السلطة في الولايات المتحدة الاميركية من دونالد ترامب الى جو بايدن، لكن الحكومة اللبنانية التي ربط معظم المحللين تأليفها بهذا الاستحقاق، ما زالت مجمدة، ومعها المبادرة الفرنسية، وسط مخاوف من ان تكون قد توقفت ولم تعد قابلة للحياة. ويتساءل معظم الدبلوماسيين والخبراء في مختلف عواصم العالم، هل ستنشغل إدارة بايدن بالمشكلات الداخلية والانقسامات التي خلفتها إدارة ترامب عن لعب دور قيادي في العالم؟ أوساط سياسية مطلعة تتوقع، أن يكون بايدن أكثر نشاطًا في ما يخص ملفات السياسة الخارجية، حتى في الوقت الذي تعاني فيه أميركا من جائحة كورونا، والدليل في هوية الأشخاص الذين اختارهم لشغل مناصب رئيسية في السياسة الخارجية، وتعهده بإصلاح تحالفات الولايات المتحدة والانخراط مع العالم مرة أخرى. هذه التعيينات لا توحي بوجود بيت أبيض يتطلع إلى الداخل فقط. ومن المرجح أن تكون أول زيارة خارجية رسمية لبايدن في اجتماع لزعماء مجموعة السبعة في حزيران، الذي تستضيفه بريطانيا في منتجع ساحلي في كورنوال. وقد يوسع تلك الرحلة لتشمل وجهات أوروبية أخرى، بما في ذلك ألمانيا، حيث يمكنه توديع المستشارة أنجيلا ميركل قبل أن تتنحى. وفي الخريف المقبل، يفترض ان يحضر بايدن اجتماع مجموعة العشرين في روما ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في غلاسكو، اسكتلندا، حيث يمكن أن يعرض خطوته للانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ. كل هذه الأمور تحتاج الى بعض الوقت، لترتيب الملفات الخارجية، خصوصا تلك المتعلقة بالمنطقة ومنها لبنان، بدءا من الاتفاق النووي مروراً بالعقوبات الاميركية على ايران وأذرعها وصولاً الى الحفاظ على أمن اسرائيل، ما يدفع الاوساط الى التأكيد ان الولايات المتحدة منشغلة راهناً عن الملف اللبناني ولا توليه أولوية. فهل من الممكن ان تدخل روسيا على الخط أو تقوم بخطوة معينة باتجاه مساندة فرنسا في مبادرتها باتجاه لبنان، خصوصاً في ظل الحديث عن زيارة لموفد روسي الى لبنان قريباً؟ في هذا الاطار، وعن إمكانية زيارة موفد روسي للبنان، أوضح سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار لـ"المركزية" "ان الامور كلها ما زالت في الاطار العام، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، من خلال تواصلي الدائم معه، يقول عن زيارة لبنان "انشالله قريبا". الزيارة واردة، لكن لا تحديد لموعد معين، إنما من المرجح الا يزور أي موفد لبنان قبل تشكيل الحكومة، كي لا تعتبر نوعا من التدخل، أو أن يتمّ تفسير نشاطهم بطريقة خاطئة، او على أنهم يضغطون لصالح فريق ما، او يقومون بمبادرة وفشلت اذا لم تشكل الحكومة، لا يريدون ان تفشل مبادرتهم ويصيبهم ما اصاب المبادرة الفرنسية. الروس لديهم توجهات تختلف عن الفرنسيين".  وأكد "ان المسؤولين الروس يشجعون على تشكيل الحكومة في أسرع وقت، ويستغربون التأخير في التشكيل، وقد لمست ذلك خلال اتصالاتي مع المسؤولين في الخارجية الروسية ومجلس الدوما. طبعا يعرفون طبيعة لبنان وتناقضاته والتنوع فيه، لكنهم لا يعتبرونها مبرراً مقبولاً للتأخير خصوصاً في ظل هذه الاوضاع المأساوية التي يعيشها لبنان اقتصادياً وسياسياً وصحياً، ويتساءلون دائماً عن سبب التأخير، ولماذا يعجز الوسط السياسي اللبناني عن ايجاد نوع من الحلول الوسط بين المتخاصمين، وهل ان الامور معقدة لهذه الدرجة؟"  وختم: "الروس يستغربون حتى لا نقول انهم مستاؤون من عدم تشكيل حكومة في لبنان. وطبعا كانت سياستهم ولا تزال داعمة للرئيس المكلف سعد الحريري خاصة وان علاقتهم كانت ممتازة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري. من حيث المبدأ يدعمون الحريري بجهوده لتشكيل الحكومة".   

 

رئيس الاتحاد السرياني: للانتقال إلى نظام متطور يعيد للشعب حقوقه

وطنية - الجمعة 22 كانون الثاني 2021

اشار رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد في بيان، الى "إننا منذ أكثر من سنة ونصف سنة نطالب بإطلاق جبهة سيادية تتضافر من خلالها الجهود لمواجهة مشروع إيران في لبنان، إلا أن الردود كانت تأتي دوما أن لا إمكانية لجبهة كهذه، في ظل الفروق والمصالح المتضاربة ضمن المحور السيادي الواحد". أضاف: "الآن، تتم الدعوة إلى إطلاق جبهة سيادية هدفها الوحيد المطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة تهدف، حسب الآراء، إلى تقليص نفوذ حزب الله وسيطرته على ما تبقى من الدولة ومؤسساتها". وقال: "اليوم، نقف وندعم أي جبهة وأي مبادرة للخلاص من المشروع الايراني، خصوصا عبر انتخابات نيابية تطيح ببعض أركان الفساد والانهيار الذي أوصلنا إليه هذا المحور. لكن من حقنا أن نتساءل ماذا لو حصلت الانتخابات النيابية المبكرة وفاز عدد كبير من الشخصيات الخارجة عن الانتظام الحزبي بمقاعد نيابية؟ فهل سيلتزمون مصالح الوطن العليا الجوهرية على حساب زعامتهم ومصالحهم الخاصة؟". أضاف: "إن تجارب الانتخابات السابقة، التي كان محورنا يشكل أكثرية نيابية فيها، كانت غير مشجعة". وسأل: "هل الحصول على زيادة في مقاعد نيابية لمحورنا، محور السيادة، من دون إجراء قراءة موضوعية شاملة وخطة استراتيجية جوهرية داخلية وخارجية تهدف إلى تغيير واقعنا المرير عبر التبني والإصرار ومطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الدولية، لا سيما القرار 1559 والإقرار عن قناعة بأن نظامنا المركزي أثبت فشله على كل الصعد، والتأكيد أن علينا الانتقال إلى نظام متطور يعيد للشعب حقوقه وكرامته ويحفظ ويحمي التعددية لكل الأطراف يفي بالمطلوب؟".

 

المكتب الإعلامي في بلدية الشويفات:التعدي على البلدية غير مقبول جملة وتفصيلا

وطنية - الجمعة 22 كانون الثاني 2021

صدر عن المكتب الإعلامي في بلدية مدينة الشويفات، بيان حول الإشكال الذي حصل في محلة دوحة الشويفات، حيث جرى اطلاق نار أدى الى تدخل القوى الأمنية: واشار البيان الى انه "وخلال قيام شرطة بلدية مدينة الشويفات بدوريتها المعتادة وتوجيه الإنذارات وقمع المخالفات في مختلف أحياء المدينة، تطبيقا وتنفيذا لتدابير قرار التعبئة العامة، وحرصا على الإلتزام التام من قبل المواطنين منعا لإنتشار فيروس كورونا، حصل تلاسن في ما بين عناصر من الشرطة وأحد المواطنين في منطقة دوحة الشويفات وتطور الى اطلاق نار مما ادى الى تدخل القوى الأمنية". واضاف البيان: "يهم المكتب الإعلامي التوضيح أن البلدية لم تتقاعس يوما عن خدمة المواطنين من كافة أحياء المدينة دون التمييز بين مواطن وآخر ووفق امكاناتها، الا أن التعدي على البلدية غير مقبول جملة وتفصيلا، كما تضع هذا الإشكال في عهدة القوى الأمنية وما يظهره التحقيق لملاحقة المخلين بالأمن وسوقهم أمام المراجع المختصة".

وذكرت البلدية ب" ضرورة التعاون معها وإلتزام التدابير الصادرة عن المراجع المختصة".

 

"فورين بوليسي" تكشفُ عن تفاصيل "مثيرة" بشأن إنفجار المرفأ!

عربي21/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

قالت مجلة "فورين بوليسي" إن "النخبة في لبنان تحاول منع الحديث عن رابطة بين سوريا وإنفجار مرفأ بيروت، في آب 2020". وأشارت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن "تقريرًا وثائقيًا لتلفزيون الجديد كشف عن وجود رابطة سورية وأطنان من نترات الأمونيوم التي انفجرت في بيروت كانت في الطريق إلى موزمبيق، لكن الشركة المعنية هناك لم تطالب بها أبدا. وتضيف أن النخبة زادت من هجومها على القاضي العسكري السابق الموكلة إليه مهمة التحقيق، فادي صوان واستهداف عمله وسمعته". وكشفت مجلة "فورين بوليسي"، في آب، أن مصنع "روستافي أزوت للكيماويات في جورجيا، الذي صنع المتفجرات، حصل على رسوم لصناعة 2.750 طنا لشركة "فابريكا دي إكسبلوسيفز موزامبيق"، التي لم تحاول الحصول عليها. ولكن وثيقة جديدة حصلت عليها المجلة، تقول إن "شركة روستافي ازوت هي البائعة، إلا أن شركة فابريكا موزامبيق لم تكن المشتري المباشر، لكن شركة مسجلة في لندن باسم "سفارو". وتظهر وثيقة تاريخ البيع، وهو 10 تموز 2013، عندما كانت الحرب السورية في ذروتها. ورست السفينة "أم في روسوس" في ميناء بيروت بتشرين الثاني، ولكن تم الحجر عليها لعدم صلاحيتها للعمل في البحر". ويُظهر سجل الشركات البريطانية أن شركة سفارو مسجلة بعناوين ممتلكات كان يملكها في السابق كل من جورج حسناوي ومدلل وعماد خوري، وكلهم يحملون الجنسية المزدوجة السورية- الروسية، مثل جنسية مالك السفينة إيغور غريتشوشكين، فهو روسي أيضا. وحصل حسناوي على شهادة الدكتوراه إبان حقبة الاتحاد السوفييتي السابق، وله خبرة في الوساطة بين روسيا وسوريا. ويعرف على أنه رجل موسكو في دمشق، وعمل على التوسط بصفقات مع جماعات جهادية وجماعات الشبيحة الموالية لنظام الأسد.

ونقلت المجلة عن رجل أعمال من مدينة يبرود، بلد حسناوي، واشترط عدم الكشف عن هويته، وقال: "عرف حسناوي بالتوسط في حل الخلافات بين السكان والشبيحة، لكنه عرف تنظيم الدولة والنصرة".

وشارك حسناوي في التفاوض الذي قاد للإفراج عن الراهبات الأرثوذكسيات اليونانيات عام 2014، اللاتي اختطفن على يد جبهة النصرة الموالية للقاعدة، والتي غيرت اسمها إلى هيئة تحرير الشام، وعرفت بقضية راهبات دير معلولا.

وأدرجت الولايات المتحدة حسناوي عام 2015 في قائمة العقوبات؛ بتهمة شراء النفط نيابة عن الحكومة في دمشق من تنظيم الدولة، الذي سيطر على منابع النفط السورية في ذلك الوقت. وامتلك حسناوي الشركة التي صفت أعمالها الآن، وهي هيسكو للهندسة والإعمار المحدودة، والتي ورد اسم تحت نفس العنوان كسفارو. وطابق ذلك العنوان المكتوب على عقد البيع الذي اطلعت عليه فورين بوليسي. وأدار عماد خوري شركة أي كي بيتروليوم إندستريال المحدودة حتى استقالته عام 2016. وهو ومدلل لا يُعرفان في سوريا مثل حسناوي، لكن فرضت عليهما عقوبات لجرم يلمح لمشاركة محتملة في انفجار بيروت. وبحسب الخزانة الأميركية، فقد حاول مدلل خوري توفير نترات الأمونيوم لنظام الأسد عام 2013. وتم فرض العقوبات على عماد خوري لاحقا؛ بسبب مساعدته شقيقه في نشاطاته التجارية. وتشترك شركة أي كي بتروليوم بنفس عنوان سفارو.

وكشف الفيلم الوثائقي للقناة اللبنانية عن علاقة المتفجرات بتجار سوريين، من خلال الشك بأن شركة سفارو قد تكون وهمية؛ لعدم وجود عنوان يمكن أن يدق أحد الباب عليه ويلتقي بأي شخص، والرجل الذي يزعم أنه مديرها هو مجرد واجهة؛ لأن اسمها يظهر في صفحات عدد من الشركات الأخرى.

وقالت المجلة إن مديرة الشركة الحالية، مارينا بيسلو، ورد اسمها كمستشارة واقتصادية في أكثر من 150 شركة أخرى، حسب "أوبن كوربيرت ويبسايت"، وهي مواطنة قبرصية يعتقد أن مالك السفينة غريتشوشكين مقيم هناك. وترى الكاتبة أن العلاقات السورية- الروسية بالشحنة ليست دليلا قاطعا على أن المتفجرات كانت في طريقها إلى النظام السوري، أو أن لبنان تعاون مع دمشق. ولكن الروابط كثيرة ولا يمكن تجاهلها، خاصة في تحقيق حسن النية. ولفتت إلى المشكلة الأبرز "هي أن المسؤولين اللبنانيين يعملون ما بوسعهم لمنع التحقيق الجاري؛ فقد اتحدت النخبة السياسية ضدّ المحقق العدلي القاضي فادي صوّان الذي عينته الحكومة. وطلب مساءلة أربعة وزراء، بمن فيهم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ولم يستجب لدعوته أي منهم. وذهب وزيران بعيدا للطلب من المحكمة إعفاء القاضي من مهمته، وتعيين آخر مكانه".

وتجنبت الأحزاب السياسية التعاون معه، ونسقت في الوقت نفسه حملات اتهام متحيزة ضده. وتعرض صوان لتدقيق المواطنين اللبنانيين الذين تشككوا في أهدافه، خاصة أنه عرف كقاضي تحقيق عسكري بتعاطفه مع قوات الأمن، وأصدر أحكاما ضد مقاتلي الجيش السوري الحر، ما وضعه في صف المؤيد لبشار الأسد. وهناك من تحدث عن تعرضه لضغوط التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشيل عون، وقام بتحويل ملف اشتباك بين فصيلين درزيين إلى قاض موال للتيار الوطني الحر، وفق ما أفاد "التقرير". لكن الخبراء القانونيين الذين اتهموا القاضي بداية بمراعاة رغبات الحكومة، مالوا إليه بعد دعوته أربعة وزراء للمساءلة. وقال نزار صاغية، المؤسس المشارك في المنظمة غير الحكومية "المفكرة القانونية" والخبير القانوني المعروف، إن صوان ليس فاسدا أو أيديولوجيا، وهو "ليس مؤيدا لسوريا أو حزب الله أو التيار الوطني الحر، ولكن مجرد قاض لبناني" و"علينا النظر إليه من خلال سياق اجتماعي جديد، حدثت ثورة في لبنان وانفجار قاتل قتل الكثيرين". ويناقش صاغية وغيره من الأصوات المستقلة أن النخبة السياسية اجتمعت ضد صوان لحماية نفسها من التحقيق الحالي في الانفجار ومن تحقيقات مستقبلية. لكن في مقابلة جرت في تشرين الأول، ألمح رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وبحذر لتورط سوريا بالإنفجار.

وقال إن المخابرات الفرنسية والمخابرات الأخرى طالما حذرت من التهريب الواسع للأسلحة ونترات الأمونيوم إلى سوريا عبر لبنان، مشيرا إلى محاولات ما بين 2012 -2013 لاستيراد معدات وتكنولوجيا إلى سوريا من كوريا الشمالية، حيث أوقفت المخابرات اللبنانية لاحقا الشحنة. أما الداعمون للنظام السوري في لبنان، فيقولون إن ربط دمشق بشحنة المتفجرات ضعيف. ولحرف اللوم عنه، أشاروا إلى محاولات المعارضة السورية لاستيراد السلاح عبر طرابلس، قاعدة دعم الحريري. وفي 2012، قامت القوات اللبنانية بوقف سفينة لطف الله 2 المحملة بالأسلحة كانت في طريقها لتفريغ الحمولة في ميناء طرابلس.

 

"نيوزويك": حزب الله يَستَعدّ لخوض حرب مع إسرائيل

سبوتنيك/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

أفادت وسائل إعلام أميركية، بأنّ إسرائيل تواجه 4 تهديدات وجودية متزامنة في العام الجديد 2021. وذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية، يوم الأربعاء، أنه "رغم مرور منطقة الشرق الأوسط بعام آخر دون أن تشهد إندلاع صراع عسكري كبير"، فإنّ "حالة التوتر ما تزال مستمرة، والكثير منها يحيط بإسرائيل، حيث تواجه 4 صراعات وجودية ومتزامنة". وأكدت المجلة، أنّ "الصراعات الوجودية التي ستواجهها إسرائيل في العام 2021، هي سوريا وغزة ولبنان ومصر، حيث رأت أن الحدود مع سوريا أحد أهم أسباب الصراع الوجودي لبلادها، خاصة وأن تل أبيب ترى في وجود إيران والقوات المتحالفة معها مثل "حزب الله" اللبناني تهديدا للأمن القومي". وأشارت المجلة الأميركية إلى أن الجيش الإسرائيلي يشن غارات جوية بشكل شبه منتظم على سوريا، بدعوى إستهداف القوات الموالية لإيران، وكذلك في بعض الأحيان القوات الحكومية السورية، في وقت ترى أن الحدود المشتركة مع لبنان هي تحد آخر، في العام 2021.

وأوضحت، أنّ "حزب الله يستعد لخوض حرب جديدة مع إسرائيل، خاصة وأنّ لدى الحزب كمية كبيرة من الصواريخ الدقيقة، وأن إسرائيل ترى في هذا الأمر خطراً وجودياً وحقيقياً عليها". أما عن الخطرين الآخرين، فترى المجلة أن قطاع غزة كان وما يزال جبهة خطر وجودي حقيقي على الأمن القومي الإسرائيلي، رغم وجود أسباب تحول دون ذلك، مثل الخلافات الجارية بين حركة حماس والجهاد الإسلامي في القطاع، وجائحة كورونا، والأزمات الإقتصادية والإجتماعية التي تمر بها غزة. وعلى الرغم من السلام بين مصر وإسرائيل، فإنّ "الأخيرة ترى أن الحدود مع شبه جزيرة سيناء مشكلة حقيقية تؤرق الإسرائيليين".

 

حسابات "الحاكم" تحت مجهر العدالة السويسرية...ورقة سلامة "احترقت"

نداء الوطن/22 كانون الثاني/2021

كل الملفات والاستحقاقات على تعقيداتها ولا شيء يوحي بفرج قريب، لا على المستوى الصحي مع دخول لبنان مرحلة متقدمة من التفشي المجتمعي للوباء حاصداً عشرات الأرواح وآلاف المصابين يومياً، بينما عملية استيراد اللقاح وتوزيعه لا تزال "شرحاً يطول"، ولا على المستويات الحكومية والمالية والاقتصادية مع تبدد الآمال بأي مساهمة عربية في عملية الإنقاذ، لأن "لبنان لن يزدهر من دون نبذ ميليشيات حزب الله" حسبما جزم وزير الخارجية السعودي أمس. أما إصلاحياً، فلا أمل يُرتجى من منظومة الفساد الحاكمة، ولولا تدخل القضاء السويسري مباشرةً في قضية التدقيق بالتحويلات المالية من المصرف المركزي لما كان القضاء اللبناني تحرّك وتحرّى الموضوع بالنيابة عن الجهات السويسرية، استجابةً لطلب الاستماع لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في القضية على خلفية شبهات متصلة بعمليات تبييض أموال.

في الجوهر، لا يزال سلامة خارج دائرة الاتهام القضائي المباشر ولم يثبت بعد ارتكابه أي جناية أو جرم، وليس ثمة إدانة موصوفة بحقه، لكنه في الشكل أصبح بلا شك تحت مجهر الشبهات القضائية الدولية، وهذا بحد ذاته مؤشر إلى كون "ورقته احترقت ومظلته الخارجية ثُقبت"، وفق تعبير مصادر مراقبة حرصت في الوقت عينه على التشديد على أنّ تشخيصها هذا "لا ينطلق من ولاء ولا من عداء لشخص رياض سلامة، إنما من قراءة موضعية بين سطور استدعائه للتحقيق القضائي بطلب سويسري".

واعتبرت المصادر أن "الطلب القضائي السويسري المتصل بحوالات مالية شخصية لحاكم المصرف المركزي وشقيقه ومساعدته، لا يمكن فصله، تحت وطأة تسلسل مجريات الأحداث على مدار الفترات الأخيرة، عن مسار تراكمي من المؤشرات والتقارير الغربية إزاء دور حاكم المصرف المركزي في ما آلت إليه الأوضاع المالية في البلاد، ربطاً بشبهات وعلامات استفهام ترتسم حول هندسات مالية قام بها وعمليات تبييض أموال جرت عبر النظام المصرفي اللبناني، خصوصاً وأنّ بعض هذه التقارير كان قد تحدث بالإسم عن إمكانية فرض عقوبات على سلامة والمصرف المركزي بتهمة تسهيل ولوج نافذين مقربين من "حزب الله" إلى النظام المصرفي العالمي، عبر حسابات مصادق عليها من مصرف لبنان".

وعن طبيعة الطلب السويسري، تنقل المصادر عن جهات معنية مواكبة للملف أنّ الموضوع المطلوب الإستماع إلى سلامة فيه، "هو على صلة وفق المعلومات الأولية بحركة حسابات تتعلق بإحدى الشركات المشتبه بضلوعها بعمليات تبييض أموال في سويسرا، وفي معرض التحقيق في القضية ظهرت على ما يبدو تحويلات مالية شخصية ترتبط بحاكم المصرف المركزي وبعض المقربين منه، فطلب القضاء السويسري الاستفسار عنها"، لافتةً الانتباه إلى أنّ سلامة "لم ينكر أمام المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات حصول تحويلات مالية خاصة لحساباته في الخارج، لكنه تطرق في دفوعه إلى نقطتين أساسيتين، الأولى تتصل بقيمة هذه التحويلات التي تمت عام 2016 والنقطة الثانية تتعلق بنفي إجرائها من حسابات مصرف لبنان وموازناته، مع الإشارة إلى أنّ امتلاكه حساباً خاصاً في مصرف لبنان مردّه إلى كونه كحاكم مصرف مركزي لا يحق له فتح حسابات شخصية في مصارف تجارية".

وإذ أبدى استعداده أمس أمام عويدات للإجابة عن أي أسئلة أو استفسارات قضائية في الملف، آثر سلامة في المقابل اختيار المثول أمام القضاء السويسري مباشرةً للاستماع إلى إفادته في القضية المثارة حول تحويلاته المالية، باعتباره، كما نقلت المصادر، "يثق بحياد القضاء في سويسرا ويرغب بتجنّب أي تشويش أو ضغط سياسي ضده في القضاء اللبناني"، سيّما وأنه تحدث بصراحة عمن وصفهم بـ"الوشاة" في لبنان وتوعَّدهم بالمقاضاة والملاحقة القانونية.

وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أنّ سلامة بدا خلال الساعات الأخيرة "في حالة نفسية غير مرتاحة" ويتحدث مقربون منه عن "مطبخ سياسي – ديبلوماسي" في لبنان يعمل منذ مدة للتحريض عليه أمام الدوائر الخارجية، وسط توجيه اتهامات مبطّنة في هذا المجال إلى "الفريق العوني بالضلوع في عملية إثارة شبهات مالية حوله وضخها من خلال وزارة العدل عبر قنوات السفارة السويسرية في لبنان، بغية نقلها إلى سلطات بلادها والدفع تالياً باتجاه تسليط الضوء على وجوب إخضاعه للتحقيق القضائي حول تحويلات مالية معينة"، ولذلك، تختم المصادر: "كان باستطاعة حاكم المركزي تقديم إفادته في السفارة السويسرية في لبنان بدل الذهاب إلى سويسرا للإدلاء بهذه الإفادة، لكنه على ما يبدو فضّل تجنّب أي إسقاطات سياسية على مسار إفادته في مقر السفارة قبل رفعها إلى السلطات القضائية في سويسرا".

 

فتفت: الجميع يعرف قُرب اجواء وزيرة الدفاع من النظام السوري

فتفت: لِعون "إعتذِر" وللحريري "صارِح الناس" ولصوّان "تنحَّ"

نداء الوطن/22 كانون الثاني/2021

أطلق النائب والوزير السابق احمد فتفت عبر "نداء الوطن" رسالتين سياسيتين في اتجاه رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، بالتوازي مع رسالة "قضائية" الى المحقّق العدلي في ملفّ انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، داعياً في الوقت نفسه الى تصويب بوصلة أساس المشكلة "وهي "حزب الله" وسلاحه وهيمنته على القرار السياسي في لبنان، وعدم حصرها عند عون والحريري والنائب جبران باسيل". في رسالته الاولى، أكّد فتفت أنّ عون "لا يُعتب عليه بعد المرحلة التي بلغها"، وإذ لم يستغرب "أقواله وتصرّفاته في الماضي"، دعاه اليوم الى "التحلّي بالشجاعة والإعتذار من اللبنانيين"، بعدما عاب عليه "منطقه، وهو في موقع الرئاسة الاولى، ونعت الحريري بالكذب، فهو بذلك أهان الرئاسة الاولى بعدما اعلنت أنّ عون تسلّم من الرئيس المكلّف تشكيلة حكومية من 18 وزيراً وسلّمه طرحاً متكاملاً حول التشكيلة المقترحة، كذلك أهان مجلس النواب الذي سمّى الرئيس المكلّف بأكثرية 65 صوتاً، وأهان الرئاسة الثالثة والشعب اللبناني بعدما أظهر عون أنّه غير صادق تجاهه"، مؤكّداً أنّ القصّة كبيرة و"مش قصة كلمة قالها".

أمّا في رسالته الثانية، فإنّ فتفت، الذي لم يُبدِ حماسة بداية لترشيح الحريري مُجدّداً في اعتبار أنّ الموضوع ليس موضوع تسوية مع عون وباسيل، بل "حزب الله"، فيعلن اليوم انه لا يستطيع بالتأكيد أن يدعو الحريري الى الإعتذار "في الظرف السياسي الحالي، وبعد ما فعله عون، فالمعطيات تبدّلت، والناس، أقلّه في الشارع السنّي و"المستقبل" يرفضون أن يعتذر الحريري عن التكليف بهذه السهولة، إن لم يكن هناك متغيرات سياسية كبيرة، وأنا ادعوه الى مصارحة الناس، فهو فعل ما عليه، وزار بعبدا وسلّم عون تشكيلته المقترحة وينتظر جوابه، فاذا كان الرئيس يملك جواباً عليه الاتصال بالحريري وابلاغه به. فلينتظر الحريري اذاً هذا الجواب، وإن لم يصله في مدّة معقولة، ليصارح الناس وليكشف أمامهم الأسماء التي اقترحها وهي أسماء مميّزة ومستقلة، وليقل: لا نعرف لماذا رفض الرئيس التشكيلة المقترحة".

أمّا في رسالته الثالثة، فدعا فتفت القاضي صوان الى "الإعتذار والتنحّي وكفّ يده عن ملفّ التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، وأن يعلن للبنانيين بأن هذا العمل يفوق قدرته خصوصاً وأنه اكتشف يوماً بعد يوم الحدود القضائية والسياسية والامنية المرسومة له، بعد "هوبرة" الادّعاء على رئيس حكومة ووزراء، ورأى كيف أنّ الدنيا قامت في وجهه ولم تقعد، وهذا الأمر سينسحب على كل المستويات". ووصف فتفت التحقيق المحلي بالـ"تجليطة" و"مضيعة للوقت لانه سيغرق في النهاية في الوحول السياسية والطائفية ولن يوصل الى مكان"، مؤكّداً أنّ الحقيقة تُكشف مع التحقيق الدولي.

واعتبر فتفت انه "لو لم يفضح النائب جورج عقيص نيترات الصوديوم امس لكانت القصّة قطعت، والكونتينرات مشيت، وصارت في أحد مرافئ لبنان، والا لماذا لم يتّخذوا الاجراءات من قبل؟ ولماذا أصدرت وزيرة الدفاع زينة عكر قراراً فورياً، علماً انّ كل الناس تعرف أنّ اجواءها السياسية قريبة جداً من النظام السوري". ونبّه الى أنّ "ما يجري خطير جداً، وواضح أنّ هناك قراراً وغطاء سياسياً لنيترات الامونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت ولنيترات الصوديوم التي اكتُشفت قبل فوات الاوان". ورأى فتفت اخيراً أنّ الرئيس حسان دياب "تعب بعد حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، لكن الاساس هو اكتشافه أنّه كان اداة استعملها عون و"حزب الله" في لحظة معينة ويستطيعان الاستغناء عنها عندما يحين وقت الجدّ".

 

التناقضات في السياسة اللبنانية غريبة وهذا يرجع إلى طبيعة نظام المحاصصة الذي يقوم على المهابشة وتناتش المغانم ، حتى بين صفوف الفريق الواحد!

أحمد سويسي/فايسبوك/22 كانون الثاني/2021

لو أخذنا عملية انتخاب الرئيس عون على كرسي بعبدا لوجدنا كماً من المفارقات التي يعجز المنطق عن فهمها!

بعد فراغ رئاسي طويل،  ترك بصماته بارزة على الوضع المالي الذي نعيش انهياره اليوم، لأنه ترك الحبل على غاربه للمتحكمين بالأوضاع المالية كي يمارسوا منهبتهم من دون حسيب ولا رقيب. بعد هذا الفراغ استقر الرأي على انتخاب الجنرال عون رئيساً، كمرشح وحيد أوحد لحزب الله وسوريا وإيران. ولكن الغريب العجيب في الأمر أن حلفاء هذا المحور، وفي طليعتهم نبيه بري وسليمان فرنجية، رفضوا إنتخابه وجاهروا بذلك!!! أما من انتخبه وأمن الأصوات اللازمة فكانوا خصوم هذا المحور التقليديين وفي طليعتهم سعد الحريري وسمير جعجع ووليد جنبلاط! لم يكتفِ الخصوم بانتخابه بل إن بعضهم، مثل جعجع، وضع فلسفة  خاصة لعملية الانتخاب واعتبرها  عملية إنقاذٍ وطنية، بعد ان وقع تحالفا مع الجنرال، يجعل من هذا التحالف عملية إنقاذٍ للمسيحية والمسيحيين في إنطاكية وسائر المشرق، تحت رايات حزبلله الذي رهن لبنان والمسيحيين طوع بنانه بعد إتفاق مار مخايل!!! والمفارقة الأغرب في كل ذلك، أنه بعد وصول الجنرال إلى بعبدا، ترك الحزب لصبيّه، الموعود برئاسة الجمهورية، الحبل على غاربه كي يبطش بمن انتخب الجنرال ومن لم ينتخبه على حدٍ سواء! فبدأ باسيل معاركه الدونكيشوتية مع نبيه بري بحملة تكسير الرؤوس، وبعدها مع جعجع، المتمسك مكابرة باتفاق معراب، فحرمه من مفاعيله كافة، ثم تنكر لاتفاق تقاسم المغانم مع الحريري، رغم تخلي الأخير عن صلاحيات موقع رئيس الحكومة من اجل الغنيمة، ومن بعد ذلك اخترع  معارك طواحين الهواء مع فرنجية !!! كل هذا والحزب مسرور برؤية الوضع السياسي يتخلخل بين الحلفاء والخصوم على حد سواء، لأنه يعلم تمام العلم ان الإنهيار السياسي هو ضرورة لازمة للإنهيار الإقتصادي والمالي مما يسهل مهمته بوضع يده على مقدرات الأمور في البلد! وهذا ما هو حاصل اليوم.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

في حماة… استهداف 5 مواقع لـ”الحزب” وجماعات موالية لإيران

 قناة الحرة/22 كانون الثاني/2021

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “أربعة مدنيين قضوا جراء سقوط بقايا صاروخ أطلقه النظام في محيط مدينة حماة”. بدورها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “عائلة مؤلفة من أم وأب وطفلين قد قضوا جراء ما قالت أنه “غارات إسرائيلية”. وأوضح المرصد أن “القصف استهدف 5 مواقع على الأقل يتواجد بها عناصر من الميليشيات الموالية لإيران و”حزب الله” اللبناني ضمن ثكنات ومعسكرات قوات النظام بمحيط مدينة حماة وقربها في المنطقة الوسطى من سوريا، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل” وتابع: “إن بقايا الصواريخ التي أطلقتها كتائب الدفاع الجوي التابعة للنظام تسببت بمقتل عائلة مكونة من”امرأة وزوجها وطفلين”، بالإضافة إلى إصابة أربعة وهم،رجل مسن بجراح خطيرة وطفلين وامرأة، وذلك بعد سقوط بقايا إحداها على حي كازو الواقع في القسم الشمالي الغربي لمدينة حماة”.

 

إيران: مستعدون للحوار مع دول الخليج

روسيا اليوم/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن “طهران مستعدة للحوار مع دول الخليج استجابة لدعوة قطر أو دعوة سابقة من الكويت”. وذكر ظريف في حديث للتلفزيون الإيراني: “مددنا دوما يد الصداقة إلى دول الخليج، لأن هذه المنطقة ملك لكافة دولها وضمان أمنها لصالح الجميع، وزعزعة أمن المنطقة لا يخدم سوى فئة خاصة”. وشدد على أن “ردنا كان إيجابيا على دعوة الكويت للحوار مع دول الخليج في زمن أمير الكويت الراحل، لكن بقية الدول فضلت أن تصبر بسبب مجيء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب”. كما اعتبر أن “دول الخليج خسرت فرصة أربع سنوات للحوار مع إيران والآن ذهب ترامب وبقينا نحن ودول الخليج”، مشيرًا الى أنه “على دول الخليج أن تدرك أنها باقية إلى جانب إيران والرؤساء الأميركيون يتغيرون”.

 

الكونغرس الأميركي يعتمد تعيين أوستن وزيرًا للدفاع

قناة العربية.نت/الجمعة 22 كانون الثاني 2021

اعتمد الكونغرس، اليوم الجمعة، تعيين الجنرال لويد أوستن وزيرًا للدفاع في إدارة الرئيس جو بايدن. إلى ذلك، منح أوستن الذي سيكون أول أميركي من أصل أفريقي يدير البنتاغون، تنازلًا عن شرط يلزم أي مرشح لوزارة الدفاع الانتظار لمدة سبع سنوات بعد الخدمة العسكرية، قبل تولي الوظيفة.

 

بعد تهديد ترامب بالقتل… “تويتر” يعلّق حساب خامنئي

 روسيا اليوم/ الجمعة 22 كانون الثاني

علّق موقع “تويتر” اليوم الجمعة حساب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”. وكان حساب خامنئي نشر اليوم الجمعة صورة لاعب غولف يشبه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وتعهد بالثأر لمقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني.

 

مستشار الأمن القومي الأميركي: ناقشنا مع أوروبا ملف إيران/بايدن متمسك بتعزيز التحالف عبر الأطلسي

العربية/الجمعة 22 كانون الثاني

في أولى اتصالاته الخارجية، أعلنت متحدثة باسم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الجمعة أنه ناقش مع عدد من الحلفاء الأوروبيين ملفات إيران وروسيا والصين وغيرها.' وأوضحت المتحدثة اميلي هون في بيان أن سوليفان أجرى مكالمات تمهيدية مع مسؤولين من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان حول عدد من الملفات، والقضايا التي تتعلق بالصين وإيران وروسيا وكوريا الشمالية وفيروس كورونا. كما شدد مستشار الأمن القومي على الأهمية التي يوليها الرئيس جو بادين لـ "تعزيز التحالف عبر الأطلسي". وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي تطرقت في أول إحاطة صحافية مساء الأربعاء إلى الملف النووي الإيراني، مشددة على أن الولايات المتحدة تسعى إلى تعزيز القيود النووية على إيران، وأن هذه المسألة ستكون جزءا من المشاورات المبكرة للرئيس مع نظرائه الأجانب وحلفائه. كما أضافت أن الرئيس الأميركي ينوي التشاور بسرعة مع الحلفاء بشأن المفاوضات مع إيران. وقالت "نتوقع أن تكون بعض محادثاته المبكرة مع نظرائه الأجانب والقادة الأجانب مع شركاء وحلفاء، ومن المؤكد أنكم تتوقعون أن يكون هذا جزءا من المناقشات". إلى ذلك، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن إيران خرقت الكثير من قيود الاتفاق النووي.

 

مجلس كنائس الشرق ورؤساء الكنائس في رسالة الى بايدن: المصالح الوطنية لاميركا يمكن أن تتحقق من دون معاقبة الشعب السوري جماعيا

وطنية - الجمعة 22 كانون الثاني 2021

وجه مجلس كنائس الشرق ورؤساء الكنائس وفاعليات رسالة الى الرئيس الاميركي جو بايدن، واشار في بيان، الى انه "مرة جديدة ودفاعا عن حقوق الإنسان وكرامته الانسانية، يجدد مجلس كنائس الشرق الأوسط نداءه لإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، والتي تُمعن أكثر وأكثر في انتهاك حقه بالعيش بكرامة وتنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة. وفي دعوة مباشرة وملحة لفك الحصار عن الشعب السوري، وقع ألامين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس رسالة جمعت تواقيع عدد من رؤساء كنائس الشرق الأوسط بينهم أصحاب الغبطة: بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس الثالث يونان، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني وجمع من المرجعيات الدينية والسياسية والاجتماعية ووجهت الى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

والرسالة تحث الرئيس 46 للولايات المتحدة على الاستجابة فورا لحال الطوارئ الانسانية القصوى في سوريا. وبعد التمني له بالتوفيق في ولايته الجديدة، تطالبه خصوصا بالعمل على إلغاء العقوبات الاقتصادية التي يرزح تحتها الشعب السوري منذ سنوات، في ظل ظروف حياتية صعبة وأزمات اقتصادية واجتماعية وصحية تتفاقم يوميا لا سيما مع جائحة فيروس كورونا وتداعياتها الكارثية". واستندت الرسالة، بحسب البيان، على "تقرير الخبيرة الأممية ألينا دوهان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأثر السلبي للإجراءات القسرية الأحادية على التمتع بحقوق الإنسان، الصادر بتاريخ 29/12/2020 في جنيف، والذي ذكرت فيه "أن العنف والصراع خلفا أثرا رهيبا على قدرة الشعب السوري على التمتع بحقوقه الأساسية، ودمرا بشكل هائل البيوت والوحدات الطبية وغير ذلك من المنشآت. وأن النطاق الواسع لقانون العقوبات الأميركي، الذي دخل حيز التنفيذ في حزيران الفائت، قد يستهدف أي أجنبي يساعد في عملية إعادة البناء أو حتى موظفي الشركات والجهات الإنسانية الأجنبية التي تساعد في إعادة بناء سوريا". وأعربت عن "القلق من أن تؤدي العقوبات المفروضة بموجب هذا القانون إلى تفاقم الوضع الإنساني الصعب بالفعل في سوريا، وخاصة في سياق جائحة كوفيد-19، وتعريض الشعب السوري إلى مخاطر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان". واشارت الرسالة الى انه "قبل عشر سنوات، كانت سوريا السلة الغذائية للمنطقة. أما اليوم، فهي ليست على شفير الجوع فحسب، بل يتهددها خطر المجاعة وفقا لبرنامج الغذاء العالمي". وشددت على "أن الملايين من السوريين الذين يعانون من ضغوط معيشية وحياتية ينامون في البرد والجوع". وأكدت أن "العقوبات الأحادية المفروضة من قِبل الولايات المتحدة تزيد من خطورة المحنة الاقتصادية التي يرزح تحتها الشعب السوري". ودعا موجهو الرسالة "الرئيس بايدن الى مساعدة السوريين بشكل طارئ بغية التخفيف من آثار الأزمة الإنسانية التي تتهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم بموجة جديدة من عدم الاستقرار، وذلك من خلال تنفيذ توصية المقررة الخاصة للأمم المتحدة. وختموا: "نعتقد أنه يمكن مواصلة العمل على تحقيق المصالح الوطنية المشروعة للولايات المتحدة من دون معاقبة الشعب السوري عقابا جماعيا عن طريق العقوبات الاقتصادية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

صور سيدة التجارة

الكولونيل شربل بركات/22 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95190/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a9/

سوف نتكلم في هذا المقال عن عظمة صور زمن الفينيقيين. ولكي نلقي الضوء على مرحلة البحبوحة والازدهار التي عمت صور في الألف الأول قبل الميلاد، وفي ظل التفاهم مع جارتها الجنوبية، وقبل بدء الهجمات الكبرى من ملوك ما بين النهرين من آشوريين وبابليين وفرس، لنا من مرثاة صور التي دونها النبي حزقيال (القرن السابع قبل الميلاد) ما يظهر بشكل واضح مدى عظمة صور وتجارتها في تلك الفترة. واليكم المقطع بالتفصيل:

النبي حزقيال الاصحاح 27

1 وكان الي كلام الرب قائلا

2 وأنت يا ابن آدم، فارفع مرثاة على صور

3 وقل لصور: أيتها الساكنة عند مداخل البحر، تاجرة الشعوب إلى جزائر كثيرة، هكذا قال السيد الرب: يا صور، أنت قلت: أنا كاملة الجمال

4 تخومك في قلب البحور . أبناؤوك تمموا جمالك

5 عملوا كل ألواحك من سرو سنير . أخذوا أرزا من لبنان ليصنعوه لك سواري

6 صنعوا من بلوط باشان  مجاذيفك. صنعوا مقاعدك من عاج مطعم في البقس من جزائر كتيم

7 كتان مطرز من مصر هو شراعك ليكون لك راية. الأسمانجوني والأرجوان من جزائر أليشة  كانا غطاءك

8 أهل صيدون وإرواد كانوا ملاحيك. حكماؤك يا صور الذين كانوا فيك هم ربابينك

9 شيوخ جبيل وحكماؤها كانوا فيك قلافوك. جميع سفن البحر وملاحوها كانوا فيك ليتاجروا بتجارتك

10 فارس ولود وفوط  كانوا في جيشك، رجال حربك. علقوا فيك ترسا وخوذة. هم صيروا بهاءك

11 بنو إرواد مع جيشك على الأسوار من حولك، والأبطال كانوا في بروجك. علقوا أتراسهم على أسوارك من حولك. هم تمموا جمالك

12 ترشيش  تاجرتك بكثرة كل غنى. بالفضة والحديد والقصدير والرصاص أقاموا أسواقك

13 ياوان  وتوبال وماشك  هم تجارك. بنفوس الناس وبآنية النحاس أقاموا تجارتك

14 ومن بيت توجرمة  بالخيل والفرسان والبغال أقاموا أسواقك

15 بنو ددان  تجارك. جزائر كثيرة تجار يدك. أدوا هديتك قرونا من العاج والآبنوس

16 أرام تاجرتك بكثرة صنائعك، تاجروا في أسواقك بالبهرمان والأرجوان والمطرز والبوص والمرجان والياقوت

17 يهوذا وأرض إسرائيل هم تجارك. تاجروا في سوقك بحنطة منيت وحلاوى وعسل وزيت وبلسان

18 دمشق تاجرتك بكثرة صنائعك وكثرة كل غنى، بخمر حلبون والصوف الأبيض

19 ودان وياوان قدموا غزلا في أسواقك. حديد مشغول وسليخة وقصب الذريرة كانت في سوقك

20 ددان تاجرتك بطنافس للركوب

21 العرب وكل رؤساء قيدار  هم تجار يدك بالخرفان والكباش والأعتدة. في هذه كانوا تجارك

22 تجار شبا  ورعمة هم تجارك. بأفخر كل أنواع الطيب وبكل حجر كريم والذهب أقاموا أسواقك

23 حران وكنة وعدن تجار شبا وأشور وكلمد تجارك

24 هؤلاء تجارك بنفائس ، بأردية أسمانجونية ومطرزة، وأصونة مبرم معكومة بالحبال مصنوعة من الأرز بين بضائعك

25 سفن ترشيش قوافلك لتجارتك، فامتلأت وتمجدت جدا في قلب البحار

26 ملاحوك قد أتوا بك إلى مياه كثيرة. كسرتك الريح الشرقية في قلب البحار

27 ثروتك وأسواقك وبضاعتك وملاحوك وربابينك وقلافوك والمتاجرون بمتجرك، وجميع رجال حربك الذين فيك، وكل جمعك الذي في وسطك يسقطون في قلب البحار في يوم سقوطك

28 من صوت صراخ ربابينك تتزلزل المسارح

29 وكل ممسكي المجذاف والملاحون، وكل ربابين البحر ينزلون من سفنهم ويقفون على البر

30 ويسمعون صوتهم عليك ، ويصرخون بمرارة، ويذرون ترابا فوق رؤوسهم، ويتمرغون في الرماد

31 ويجعلون في أنفسهم قرعة عليك، ويتنطقون بالمسوح، ويبكون عليك بمرارة نفس نحيبا مرا

32 وفي نوحهم يرفعون عليك مناحة ويرثونك، ويقولون: أية مدينة كصور كالمسكتة في قلب البحر

33 عند خروج بضائعك من البحار أشبعت شعوبا كثيرين. بكثرة ثروتك وتجارتك أغنيت ملوك الأرض

34 حين انكسارك من البحار في أعماق المياه سقط متجرك وكل جمعك

35 كل سكان الجزائر يتحيرون عليك، وملوكهن يقشعرون اقشعرارا. يضطربون في الوجوه

36 التجار بين الشعوب يصفرون عليك فتكونين أهوالا، ولا تكونين بعد إلى الأبد

بتحليل بسيط لهذا النص التاريخي (للنبي حزقيال الذي عاش حوال 600 ق.م.) يتبين لنا أنه يتكلم عن صور البحرية والتي يسميها "تاجرة الشعوب إلى جزائر كثيرة" أي أنها معروفة في ذلك الزمن بتجارتها الواسعة خاصة عبر البحار إلى أراض بعيدة. ثم يدعي بأنها تتفاخر بجمالها (أنت قلت: أنا كاملة الجمال) وأنك تملكين أراض في قلب البحور أي في بلاد بعيدة لا أحد يقدر أن يصلها. ألواحك من سرو سنير السواري التي لسفنك من أرز لبنان بينما المجازيف فيها من بلوط باشان وهذه تفاصيل دقيقة عن صناعة السفن والفن الذي يدخل فيها ومن أي بلاد تأتي الأخشاب التي تصنع منها هذه السفن ومن هنا صلابتها ومرونتها وقدرة ملاحيها على المناورة. فبينما السواري أي الأعمدة الأساسية التي تحمل الأشرعة وهي جهاز الدفع الأساسي مصنوعة من أفضل خشب وأقواه، خشب أرز لبنان، فإن المجازيف مصنوعة من السنديان وهو أيضا قوي ولكنه أخف من خشب الأرز. وهي تستورده من باشان التي تقع بين الأردن وسوريا. وألواح هذه السفن مصنوعة من خشب السرو وهو يأتي من جبل سنير أي حرمون جنوب دمشق. أما مقاعد هذه السفن فهي مصنوعة من العاج. والعاج يجب أن يكون من أفريقيا أو الهند. وهو مطعم بالبقس من جزر اليونانية القريبة من الساحل التركي اليوم. أما الأشرعة المطرزة فهي من الكتان المصري. والأغطية المستعملة فيها من الأسمنجوني والأرجوان القادمة من مستعمرات قرطاجة.

البحارة والملاحون من سكان صيدون وأرواد المدينتين الفينيقيتين. والمعروف بأن أرواد هي ايضا جزيرة مثل صور ما يجعل سكانها قديرين في ركوب البحر. أما سكان صيدون فشهرتهم في ذلك كبيرة ايضا. أما الربان وقائد السفينة فهو دوما من صور. وهذا يعطينا فكرة عن ذلك الزمن الذي كانت فيه صور بالفعل قائدة بلاد فينيقية من الناحية التجارية والسياسية. فترك مكان الربان لأبناء صور لأنهم هم التجار وهم من يجب أن يعرف إلى أين يتجه وماذا يحمل في رحلته، وهي جزء من اسرار المهنة واسرار الملاحة في البحار، ووسائل التوجه ليلا ونهارا، وهي التي امتاز بها ابناء صور لكي يستمروا في السيطرة على التجارة هذا الوقت الطويل.

حكماء جبيل وشيوخها هم قلافوكي اي المسؤولين عن صناعة سفنك أي انهم التقنيون البارعون بصناعة هذه السفن وصيانتها أثناء الرحلة. ففي كل سفينة كما اليوم هناك مهندس يعرف كل اسرار صناعة السفن لكيما يصلح أي عطل يطرأ خاصة بعد تعرضها لأمواج شديدة أو عواصف عاتية. وأخيرا يقول بأن جميع سفن البحر كانوا يخدمون تجارتك. وهذا وحده دليل على عظمة تجارة صور في تلك الأيام. وكأننا في عالم اليوم حيث يستأجر التجار سفنا لنقل بضائعهم من وإلى اي مكان.

وعندما يتكلم عن الجيش والحماية ها هو يعدد فارس ولود وفوط  أي رجال القتال من المشرق إلى المغرب من بلاد فارس إلى شمال افريقيا. هؤلاء انضبطوا تحت رايات صور لحماية سفنها وقوافلها وبذلك حافظوا على بهائها اي الانضباط والاستقرار. فهؤلاء يعملون في وحدات عسكرية منظمة مهمتها حماية القوافل والبضائع. وهم يقبضون اجرتهم ويحافظون على حسن سير العملية التجارية. ولا دخل لهم فيها أي لا يعرفون أحيانا ما هي البضائع ومن هم الزبائن. من هنا التنظيم الذي يحفظ بهاء المدينة لأن لكل واحد عمله ومهمته. أما الحفاظ على المدينة والأسوار فكان من مهمات بني أرواد أي جماعات فينيقية لهم دوافع اقوى للحفاظ على المدينة خاصة وأنهم تدربوا في مدينتهم المشابهة لصور  من حيث كونها جزيرة كما سبق.

ثم يتكلم على المستعمرات أو ما سميناه مراكز أو محطات تجارية خارج صور وهذه هنا خلف البحار . فيقول بأن ترشيش (التي تقع في اسبانيا اليوم)، وهي تاجرة أوروبا الغربية قبل اليونان والرومان، تشكل اساس تجارة صور ومصدر الكثير من المواد الأولية التي تصنّعها وتتاجر بها مثل الفضة والحديد والقصدير والرصاص. أما النحاس فمن اليونان وتركيا اليوم بينما تشكل أرمينيا مصدر الخيول والبغال وبالطبع تزودها بالفرسان.

ومن الجنوب أي بلاد العرب (شبه الجزيرة العربية اليوم) يتاجرون معك ببضائع آتية من بلاد ابعد مثل الهند لأن قرون العاج يجب أن تأتي من الفيلة أي من الهند أو من الحبشة أي الجانب الأفريقي حيث تكثر الفيلة وتربى وتستعمل. وأما الأبانوس ومصدره معروف كونه يأتي من شجر لا ينمو الا في الهند وسيريلانكا وأندونيسيا. وكان العرب وخاصة جماعة اليمن وعمان يعملون لصالح تجار صور ويشترون هذه البضائع من الهند وغيرها (والجدير بالذكر أن هناك مدينة قديمة على شاطيء عمان اسمها صور  ما قد يعني بأنها بنيت من قبل تجار من صور بهدف التجارة مع الهند أو انها كانت إحدى محطات تجارتها).

آرام، أي بلاد ما بين النهرين، كانت تتاجر معك بالصباغ الأرجواني والبهرمان (أي الصباغ الأصفر) وبالأقمشة المطرزة والمرجان والياقوت. أما أرض يهوذا واسرائيل فقد تاجروا معك بالحنطة والحبوب والحلاوة والعسل والبيلسان. ودمشق كانت تأتيكي بالصوف الأبيض وخمر حلبون . ومن ثم يعود إلى اليونان الذين باعوا غزلا أي خيطان مغزولة للنسيج في اسواق صور كما باعوا حديدا مشغولا وعطورا (سليخة قصب الذريرة). أما العرب فقد باعوا في اسواق صور ايضا منتجات من طنافس الركوب وهي البسط التي توضع على ظهور الخيول والأبل. وتاجروا ايضا بالخرفان والكباش والأعتدة. أما تجار اليمن فقد كانوا يتاجرون بالطيب والبهارات والذهب والأحجار الكريمة .

وإذ يلخص بأن التجار من الشرق والشمال والجنوب قد تاجروا معك وبكل أنواع المصنوعات المطلوبة في تلك الأيام بينما سفن ترشيش هي التي تحمل كل تلك البضائع إلى المناطق التي خلف البحار ولا أحد غيرك يملك تلك الوسائل أو الأسواق مجتمعة.

من هنا وبهذا الوصف الدقيق يعطي النبي حزقيال فكرة جيدة وواضحة عن تجارة صور التي تعتمد على البيع والشراء وعلى تصنيع أنواع من المنتجات التي تحتاج إلى مواد أولية تستوردها وتعيد بيعها مصنعة.

وإن كان النبي حزقيال قد وصف عظمة صور وغناها وتجارتها في القرن السادس قبل الميلاد فإن سفر الملوك عندما يتكلم عن بناء هيكل سليمان بكل التفاصيل الدقيقة يعطينا فكرة عن مدى تقدم الصناع والفنانين والمهندسين الصوريين الذين وضعوا خبرتهم في بناء هذا الهيكل. وهذا الغنى والاستقرار والأسواق التي تتاجر معها صور بحسب وثيقة النبي حزقيال لا بد أن تكون قد بنيت خلال قرون من الزمن ساد فيها نوع من السلم وساهمت باستمرارها سياسات حكيمة أمنت علاقات ناجحة مع دول المحيط بدون أن يكون هناك تسلط بالقوة بل نوع من القانون الذي يحمي حقوق الكل مع بعض السرية حول مصادر المواد الأولية ومن ثم طرق التصنيع وكمية الأرباح التي يدخل فيها بالطبع النقل ومخاطره ووسائله والضرائب التي تدفع فلا يمكن لأي كان أن يدّعي المقدرة على الغوص في كل هذه الأمور ومعرفة تفاصيلها التي تجمّعت عند زعامة صور والتي تألفت من الملك رأس الهرم وكهنة الهيكل حافظي الأسرار ومراقبي الأخلاقيات وطبقة التجار والصناعيين وربابنة السفن الذين كان لهم المعرفة والخبرة التي، مجتمعة، تؤمن استمرار العمل الناجح بينما التمثيل السياسي في المجالس المنتخبة كان يؤمن الاستقرار الداخلي وعدم التوجه نحو السيطرة بالقوة. فقد كانت القوى العسكرية دوما من المأجورين المتنوعي المصادر وتحت امرة الملك بواسطة قادة محليين. وكان لكل المدن الفينيقية وخاصة صور نوع من الحماية الخاصة والتي تتألف من نخبة السكان وأبناء التجار وكبار المنظورين وهي تسمى "الكتائب المقدسة" التي لا تتدخل إلا في حالات الدفاع عن المدينة مباشرة.

 

عـدم الايمـان

الأب سيمون عساف/22 كانون الثاني/2021

كان بنو اسرائيل يتعلمون كثيرا من الرب. وكان الله يزودهم بالطعام والماء باخلاص. ويخبرنا الكتاب المقدس ان الله قد جعل احذيتهم متينة  لا تهترئ. وكان لهم قانون اخلاقي يعيشون بموجبه. ورغم ان الالتزام بالوصايا العشر لم ينتج عنه قبولا لدى الله، الا انه اعطى معيارا للحياة الصحيحة ووحدة الامة. فقد عرفوا  الخير من الشر. اظهر الله محبته لهم بتزويدهم بطريقة تمكنهم من القبول- بالايمان - كما دل على ذلك من خلال ذبيحة الدم. وقد تظن ان بني اسرائيل كانوا شاكرين ويشعرون بالامتنان  للابد لكل ما كان الرب يصنع لهم،  الا ان افعالهم الخارجية لم تكن كذلك. فقد بدأوا بالتذمر مرة ثانية. ولكي لا نتخذ موقفا يبرر موقفنا، ونظن بأن بني اسرائيل وحدهم كانوا يتميزون بالعناد، يجب ان نتذكر بأننا من نفس اللحم والدم. كان بنو اسرائيل يمثلون بعملهم الجنس البشري بأكمله، وقد اصبحوا  اكثر معرفة بالله في كل عام، ولكن المعرفة التي اكتسبوها فرضت عليهم مسؤولية اضافية. يقول الكتاب المقدس …

وكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن اودع كثيرا يطالب باكثر. لوقا 12: 48

وعرف بنو اسرائيل الآن عن الله اكثر من اية امة اخرى على الارض.

ثم رحلوا من جبل هور على طريق بحر القلزم ليدوروا من حول ارض ادوم، فضجرت نفوس الشعب في الطريق ، وتكلم الشعب على الله وعلى موسى وقالوا: لماذا اصعدتنا من مصر لنموت في البرية، فانه ليس لنا خبز ولا ماء وقد سئمت نفوسنا هذا الطعام الخفيف.!

سفر العدد 21: 4، 5

كانت هذه الاتهامات غير صحيحة، لأن الله كان يلبي حاجاتهم. وبدل ان يشكروا الرب لعنايته اليومية بهم، اتهموه بالاهمال، وتجاهلوا ناموسه، وقالوا الاكاذيب، ولم يكرموا اسمه.

وكما رأينا سابقا، كانت لمخالفة القانون نتائج وتبعات. وكما ينتج الضرر الكبير نتيجة لتحدى قانون الله في الجاذبية، فان مخالفة ناموس الله الاخلاقي لها عواقبها ايضا. تغاضى الله مرارا عن الخطيئة وكان رحيما. لم يكن بنو اسرائيل مبتدئين في علاقتهم مع خالقهم ومالكهم، لقد تعلموا الكثير عن الله. انهم يعرفون الآن الوصايا العشر، وتجعلهم هذه المعرفة عرضة للمحاسبة. لا يستطيع الله ان يتغاضى عن خطيئة الشعب: "انسوها.. سوف نتظاهر انها لم تحدث ابدا". كلا، للخطيئة نتائجها دائما.

وارسل الرب حيات نارية، فلدغت الشعب وما ت قوم كثيرون من  اسرائيل.  سفر العدد 21: 6

قال الله منذ البداية بأن الخطيئة تؤدي الى موت الانسان الجسدي، وموت العلاقة والموت الابدي. وتم الآن توضيح هذه الحقيقة بالصورة عندما مات العديد منهم.

اصبح بنو اسرائيل يائسين، وكانوا بلا حول ولا قوة، وادركوا ان الله وحده يمكن ان ينقذهم من عقوبتهم..

قأقبل الشعب على موسى وقالوا قد خطئنا اذا تكلمنا على الرب وعليك، فادع الرب ان يزيل عنا الحيات. سفر العدد 21: 7

ان الله يهدف من خلال حكمه ان يحدث تغييرا في الاتجاه والتفكير. ويصف الكتاب المقدس  هذا التغيير بالندم. ويستطيع الناس خلال حياتهم الارضية ان يندموا، وسيكون الوقت متأخرا جدا لحدوث تغيير بعد الموت الجسدي، عندها يواجه الخاطئ الحكم في بحيرة النار. .

ادرك بنو اسرائيل انهم قد اخطأوا، وشعروا بالندم وطلبوا من الله ان يخلصهم. اصبحوا يثقون بالله مرة ثانية. فتضرع موسى من اجل الشعب:  قال الرب لموسى اصنع لك حية وارفعها على سارية، فكل لديغ ينظر اليها يحيا. فصنع موسى حية من نحاس وجعلها على سارية، فكان أي انسان لدغته حية ونظر الى الحية النحاسية يحيا. سفر العدد 21: 7-9

لم تكن الحية على السارية نوعا من الحيل المادية. كان الله ببساطة يعطي بني اسرائيل فرصة لاظهار ايمانهم به. اذا لدغ احد بني اسرائيل، كان عليه ان يلتفت وينظر  الى الحية النحاسية ليشفى. ويعبر الشخص بتلك النظرة عن ايمانه بالرب، واثقا بأنه صادق في كلمته.

دعنا نفترض ان احدهم قد لدغ ولم ينظر الى الحية النحاسية. وبدلا من ذلك قال لجيرانه: "ان موسى المسن مختل عقليا في الواقع. اذا اعتقد ان النظر الى تلك الحية السخيفة سوف يشفي عضة سامة. انا لا أومن بذلك". سيموت مثل هذا الشخص، ليس بسبب لدغ الحية له فقط، وانما بسبب عدم ايمانه بالله. يكرم الله الايمان، ويحاكم عدم الايمان. ومن الضروري ان نعرف ان الله يحملنا مسؤولية كل شيء نعرفه، ويحاسبنا على كل ما نقوم به. بعد سنوات لاحقا حطم الملك حزقيا الحية النحاسية الاصلية التي صنعها موسى لان الشعب كان يعبدها وبذلك خالف وصية اخرى من الوصايا العشر. انظر سفر الملوك الثاني 18: 4                         

المـوت

يتكلم الكتاب المقدس عن الموت بثلاث طرق مختلفة:

1-موت الجسد (انفصال روح الانسان عن جسده).

2-موت العلاقة (انفصال روح الانسان عن الله).

3- موت الفرح المستقبلي (انفصال روح الانسان عن الله للأبد)

اجرة الخطيئة هي الموت…. الرسالة الى اهل روما 6: 23

3-قضاة وملوك وانبياء

نأتي الآن الى درس يوجز قرونا من الاحداث في بضعة صفحات فقط. ومن توجد لديه حساسية خاصة من دراسة التاريخ، عليه ان يكون واثقا بأن هذا الدرس مفيد، حتى ولو لم يفهمه. سوف نربط بين النصوص التي تحتاج الى معرفتها، لكي نقدم فكرة حول الموضوع. وان مقارنة العناوين الموجودة في راس كل قسم في التشجير الزمني الموجود على الصفحات 212- 215 قد يساعد في ذلك. مضت اربعون سنة منذ ان غادر بنو اسرائيل مصر ودخلوا الى ارض كنعان. مات موسى قبل ان يدخل البلاد الموعودة، وحل محله قائد قدير اسمه يشوع .انقضت سنوات عدة بعد دخولهم الى هذه الارض، قبل ان يتمكن بنو اسرائيل من الاستيطان فيها بشكل كامل. قسمت الارض حسب الاسباط، وكان كل سبط يعادل في الغالب شخصا واحدا من ابناء يعقوب ( او اسرائيل) الاثني عشر.

عصر القضاة

آمن بنو اسرائيل بالله لفترة من الوقت، ولكنهم بدأوا بعد ذلك ينحرفون عن الحق، وانتهى الامر بهم الى عبادة الاصنام. فعاقب الرب اسرائيل لعبادتهم الهة كاذبة، وذلك بأن سمح لامم اجنبية باجتياحهم، واجبارهم على دفع الجزية وخدمتهم. وبعد مضي وقت قصير اخذ بنو اسرائيل يشعرون بالندم، ويصرخون الى الله لكي يخلصهم من مضطهديهم. فبعث الله لهم قادة يدعون بالقضاة لتحرير بني اسرائيل من الغزاة الاجانب. وهكذا بدأت دورة  استمرت ثلاثمائة عام تقريبا. ظهر خلالها خمسة عشر قاضيا. واستخدم الله في العديد من الاوقات امما اخرى لمعاقبة بني اسرائيل عندما آمنوا بإله كاذب، كما استخدم بني اسرائيل لمعاقبة امم مختلفة لكونها تشرك به. ان الله غير منحاز ولا تفضيل لديه. كان هو الآمر، ويريد ان يثق الناس من كل الامم به وحده.

عصر الملوك

كان بنو اسرائيل الاكثر حظا بين جميع امم العالم، لان الله نفسه كان قائدهم وملكهم. ومر الوقت، وراقب بنو اسرائيل امما اخرى، فرفضوا الله وطالبوا بملك بشري. ولبى الله طلبهم، ولكن الميل الى الانحراف والثقة بآلهة كاذبة بقي على حاله. وكان لبني اسرائيل ملوك كثيرون، ولم يؤمن بالرب منهم ولم يطعه الا عدد قليل. وبسبب هذا ، استمرت دورة السنوات السابقة، واصبح لديهم الآن ملك بدلا من القاضي. وبرز عدد من ملوكهم، وكان داود اعظمهم واكثرهم شهرة. وقد آمن داود بالله بعكس الكثيرين من الملوك الذين حكموا بني اسرائيل. وآمن بأن الله فقط يمكن ان يخلصه من نتائج الخطيئة. وسمي داود الرب "المخلص".

كان داود الملك نبيا عظيما، الهمه الله ان يكتب النصوص المقدسة. اشتهر بالاناشيد التي كتبها في سفر المزامير، الذي يسبح الله فيه لمحبته ورحمته. وكتب داود عن المخلص الموعود، وتعهد له الله، بأن يكون المسيح عليه السلام واحدا من احفاده. كان داود الملك يطمح كثيرا الى أن يستبدل المسكن المحمول ببناء دائم له نفس التصميم يدعى الهيكل. اراد ان يبنيه في القدس التي اصبحت عاصمة البلاد في عهده. ورغم ان داود هو الذي جمع مواد البناء، الا ان سليمان ابنه هو الذي قام باتمام هذه المهمة. وعرف سليمان الملك بحكمته العظيمة اولا، وبناء الهيكل ثانيا. وقد اقام هذا البناء على جبل موريا في القدس. ويمكن ان يكون قد اقيم في نفس الموقع الذي حاول فيه ابراهيم التضحية بابنه اسحق. وانقسمت الامة بعد موت سليمان الى قسمين: احتفظت الاسباط العشرة الشمالية باسم اسرائيل، بينما اصبح السبطان الجنوبيان شعب يهوذا! وكان هذا الانقسام هو الخطوة الاولى في ابتعادهم بصورة شبه دائمة عن الله. وقادت الاسباط الشمالية المسيرة، واستمر الناس من خلال اعمالهم في فعل ما قاله الرب، ولكن قلوبهم كانت بعيدة عنه. لقد فشلوا في ان يكونوا شهادة للعالم بطريقة ترضي الله.

الانبـياء

ارسل الله الانبياء الذين بشروا ضد الاخلاق المنحرفة المنتشرة بين ابناء الشعب، وحذروهم من الحكم الآتي. ودوى صوت هؤلاء الانبياء ضد بني اسرائيل، محذرين الامة بأن الله سيدينهم بسبب انانيتهم وتركيزهم على انفسهم. لقد اصبحوا قساة القلوب على الغرباء، ولا يشعرون مع الضعفاء،  ويأخذون ما ليس لهم.

هكذا قال الرب: اني لاجل معاصي اسرائيل الثلاث او الاربع لا ارده، لانهم باعوا الصديق بالفضة والمسكين بنعلين. وهم انما يبتغون ان يغطي تراب الارض رأس الفقراء، ويأوّدون طريق البائسين، ويدخل الرجل وابوه على صبية واحدة ليدنسا اسمي القدوس. ويضجعون على ثياب مرهونة بجانب كل مذبح، ويشربون خمر المغرمين في بيت الههم. سفر عاموس 2: 6-8. وقد حفز الله العديدمن هؤلاء الانبياء على كتابة النصوص المقدسة، واعطى قسما منهم معلومات محددة عن المخلص الموعود الآتي. وبشكل عام لم يتقبل بنو اسرائيل او ملوكهم  الانبياء استقبالا حسنا. كان هنالك سبب. فقد كان الانبياء يبلغونهم رسالة كانوا لا يرغبون في سماعها. قال النبي اشعيا للشعب: فقال السيد: بما ان الشعب يتقرب اليَّ بفيه ويكرمني بشفتيه، وقلبه بعيد مني، وانما مخافته لي وصية بشر تعلموها.

سفر اشعيا 29: 13   

احتقرت الاغلبية رسالة الانبياء، ورفضت الوثوق بالله. فعذبوا الانبياء وقتلوهم. وزاد من تعقيد الامور، سيطرة عدد من الانبياء الكذبة الذين كان يلهمهم الشيطان، على الواقع الروحي للناس. ورغم ان الله قد اعطى تعليمات واضحة من اجل التمييز بين الصواب والخطأ، كان المعلمون الكذبة اكثر شعبية،لأنهم كانوا يخبرون الناس ما يرغبون في سماعه. ارسل الله النبي ارميا ليحذرهم من الانبياء الكذبة: هكذا قال رب الجنود لاتسمعوا لكلام الانبياء الذين يتنبأون لكم ويخدعونكم. يتكلمون برؤيا قلوبهم لا عن فم الرب. يقولون للذين يهينونني قد تكلم الرب سلام يكون لكم…اني لم ارسل الانبياء وها انهم منطلقون ولم اكلمهم وها انهم متنبئون. لو وقفوا في مجلسي واسمعوا شعبي كلامي لكانوا ردوهم عن طريقهم الشرير وعن شر اعمالهم. سفر ارميا 23: 16، 17، 21، 22

تشتت اسرائيل

ارسل الله في النهاية حكمه، فغزا الاشوريون الاسباط العشر الشمالية سنة 722 ق.م. واخذوهم اسرى، ولا يسجل الكتاب المقدس عودة منظمة لهؤلاء الناس الى ارض كنعان.

قبيلة يهوذا في الاسر

استمر السبطان الجنوبيان في كيان سياسي متميز حتى عام 586 ق.م، عندما خرب البابليون (شعب المنطقة التي بني فيها برج بابل) القدس، وهدموا هيكل سليمان العظيم، واخذوا اليهود الى المنفى.

اثناء وجود قبيلة يهوذا في المنفى اطلق على افرادها اسم اليهود، اشارة الى كون معظمهم من سبط يهوذا. وبما ان الهيكل لم يعد مركزا للعبادة، ادخل اليهود الكنيس (الكلمة اليونانية لكلمة مجمع) كمكان للتفاعل الاجتماعي والتعليم ودراسة الكتاب المقدس.

استمر النفي سبعين عاما، وبدأ السبطان الجنوبيان في عام 536 ق.م. بالعودة باعداد قليلة، والاستقرار في القدس والمناطق المحيطة بها، والتي احتلها سبط يهوذا في السابق. واعيد بناء الهيكل رغم انه لم يكن بالعظمة التي عرف بها ايام سليمان الملك، واعيد العمل بنظام الاضاحي.

تأثير اليونانيين

يتوقف سجل الكتاب المقدس حوالي عام 400 ق م، ويبقى صامتا لمدة اربعة قرون. ولكن التاريخ لم يتوقف. فقد اجتاج القائد اليوناني المعروف الاسكندر الكبير البلاد،  وابتلع اليهود في تلك الحملة. واحضر مبعوثوه اللغة اليونانية التي اصبحت لغة التجارة، وانتشرت الحضارة الهيلينية واصبحت رمزا هاما للنفوذ والقوة خلال القرون التالية.

تأثر عدد من اليهود بالثقافة اليونانية، ومزجوها بمعتقداتهم الدينية. ودعي هؤلاء بالصدوقيين. ورغم ان عددهم لم يكن كبيرا، فقد كانوا ذوي ثروة ونفوذ. واصبحوا يسيطرون على كبير الكهنة، الذي اصبح منصبه يباع ويشترى. وتنكر الصدوقيون لسوء الحظ لاجزاء هامة من الكتاب المقدس، وابتعدوا عن كلمة الله.

ورزح اليهود خلال مائتي عام تحت نفوذ القوات اليونانية المحتلة، ثم ثاروا في عام 166 قبل الميلاد، وقاد يهوذا المكابي الشعب الى فترة من الحكم الذاتي. وظهر على الساحة خلال هذا الوقت حزب من اليهود المتحمسين دينيا يسمون بالفريسيين. حارب هؤلاء نفوذ الثقافة اليونانية وتمسكوا بالشريعة التي اعطيت لموسى. وخلقوا نتيجة لحماستهم مجموعة اخرى من القوانين تابعة لناموس موسى، حتى لا يتمكن احد من مخالفة الناموس الحقيقي. واصبحت هذه القوانين الاضافية سلطة في حد ذاتها، واصبحت تعادل وتساوي شريعة موسى.

لقد اضاف الفريسيون الى كلمة الله شيئا جديدا. وكان الكتبة يمثلون قوة اجتماعية هامة في الحياة اليهودية، وكانوا يقومون في ذلك الوقت ما تقوم به اجهزة النسخ والتصوير اليوم. وقام هؤلاء قبل وقت طويل من اختراع المطابع، بنسخ كلمة الله مرة تلو المرة بعناية كبيرة. وكان مصطلح "كاتب" الذي كان يطلق عليهم، يشمل المعرفة والحماسة الدينية. وقد كان هذا الاسم وصفا لوظيفة اكثر من كونه وصفا لجماعة دينية او سياسية. ولسوء الحظ فقد امتزج اجتهادهم بالعجرفة.

الرومـان

لم تستمر حرية اليهود  في ظل القيادة المكابية الا ما يقرب من 100 عام. وقد سحقت القبضة الحديدية لروما حرية اليهود عام 67 ق م، عندما دخل القائد بومبي القدس. كانت روما متساهلة مع الدين اليهودي، طالما كان اليهود يدفعون الضرائب ويبتعدون عن الشغب او التمرد. ودخل العالم المتحضر في ذلك الوقت في سلام غير مستقر. كانت الامبراطورية الرومانية واسعة جدا، ولم يكن بامكان روما ادارة اطرافها بشكل فعال. ولهذا فقد تم اختيار قادة محليين لحكم المناطق المختلفة. وتم تعيين رجل اسمه هيرودس ملكا صوريا في اليهودية، التي اصبحت الآن ولاية رومانية. وكان هيرودس المعروف بهيرودس العظيم، رجلا قاسيا فوق كل تصور، وكان يتبع الديانة اليهودية بالاسم فقط. وقد حكم هيرودس وسلالته اليهود تحت ظل السلطة الرومانية لمدة مائة عام. وتاق اليهود الى الخلاص من حكمه والى شخص آخر قادر على قيادتهم. مر اكثر من الفي عام منذ ان وعد الله للمرة الاولى ابراهيم بأن يكون احد احفاده المخلص الموعود. وكان هناك عبر القرون عدد قليل من الاشخاص الذين آمنوا بكلمة الله وحافظوا على استقامتهم. وقد انتظروا مجيء المسيح بشوق كبير. وفي تلك السنوات الاولى للامبراطورية الرومانية كان هؤلاء الذين تمسكوا بوعود الله ينتظرون ان تتحق هذه الوعود. لقد جاء الوقت، ولكنهم لم يشعروا به. وتمت تهيئة المسرح. وصمتت ملائكة السماء. وارتجف الشيطان. فمن سيكون هذا المخلص الموعود؟

قـال الانبـياء…

عرف الله بأن عددا من الرجال سيأتون ويعلنون كذبا انهم "المخلص الموعود". ولكي يتأكد الله من قدرة الناس على التمييز بين الصادق والكاذب، طلب من عدد من الانبياء ان يكتبوا عن مجيء المخلص على امتداد مئات السنوات. ويوجد اكثر من 300 نبوءة محددة تتعلق بالمخلص في التوراة ومزامير داود والانبياء. ان حظ أي فرد في اتمام هذه النبؤات ال 300 هي فلكية. وقد حسب الدكتور بيتر ستونر وهو استاذ متقاعد في العلوم في جامعة وستمونت، بأنه اذا اتم شخص ثمانية واربعين نبوءة فقد كانت حظوظه 1 في 10000000000000000000000000000 (157). وهذا رقم كبير يفوق الاستيعاب. ولم يكن الدكتور ستونر يقوم بتخمين غير محسوب، فقد حكمت الجمعية العلمية الامريكية على عمله بأنه سليم تماما.

 

أي تأثير للمحور الإسرائيلي - الروسي المتنامي على إيران وأذرعها وشريانها السوري؟

رلى موفّق/اللواء/22 كانون الثاني 2021

يقول أحد الخبراء العسكريين العاملين طويلاً في عالم الاستخبارات «إن لا إرهاب في أوروبا والشرق الأوسط إلا بتحريك إيراني، حتى لو كانت الأدوات «داعش» و«القاعدة». وهذه الحقيقة يعرفها جيداً أصحاب القرار سواء في أميركا أو روسيا أو إسرائيل أو تركيا». ففي اليوم الأول من ولاية جو بايدن، ترحّب طهران بالوافد الجديد إلى «البيت الأبيض» على طريقتها، وتختار بغداد مكاناً. لا وهم لدى أي من المتابعين أن المنطقة مقبلة سريعاً على حلول، وكذلك لبنان الذي يعيش معضلات عدة. الجميع ينتظر الإدارة الأميركية الجديدة لتطرق باب الملف النووي مع إيران، لكن ذلك سيأخذ وقتاً. فحتى لو سارت التعيينات بسلاسة أكثر مع سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس بمجلسيه، فإن الاعتقاد السائد أن أولويات الإدارة هي داخلية بامتياز، حيث إن وباء كورونا والأزمة الاقتصادية والانقسام في المجتمع الأميركي يشكلون تحديات قوية أمام بايدن ولا سيما في أول 100 يوم من ولايته، وما بعد ذلك بشهور، ما يُبقي الوضع في الإقليم على ما هو عليه من ساحات مفتوحة على النزف والاستنزاف، وعلى عملية الحفاظ على الأوراق التي بيده وتحصينها وتحسينها في آن. فالحسابات راهناً لدى «محور إيران» تنطلق من أن إعادة تقييم شاملة لا بدّ منها على ضوء المرحلة الانتقالية، ولن تبدأ المعطيات بالنضوج لتبلور الصورة قبل مطلع الصيف. الاستراتيجية التي ستلجأ إليها طهران في هذا الوقت هي استراتيجية خلق وقائع جديدة والضغط على الساحات بغية أن تُقايض بها عند الجلوس إلى طاولة التفاوض، بحيث تُصبح العودة عن تلك الوقائع الثمن الإضافي المطلوب أن تدفعه، في وقت بدأت الإدارة الأميركية الجديدة ترفع من سقفها بالإعلان عن وجوب مناقشة مسائل أخرى إلى الملف النووي، ولا سيما ملف الصواريخ البالستية والسياسة الإيرانية في المنطقة، الأمر الذي ترفضه إيران، ولن ترضخ له بسهولة.

لا ضرورة تُملي على «حزب الله» لفرض كلمته في شأن تأليف الحكومة... وكل من الأطراف لن يتخلى عن مواقع قوّته

فسياسة التمسّك بأوراق القوة وتعزيزها وخلق وقائع جديدة ستكون عنوان الفترة المقبلة إيرانياً، ولن يكون لبنان بمنأى عن تلك السياسة، في رأي متابعين مناهضين لـ«محور الممانعة»، الأمر الذي سيُترجم وفق قراءتهم مزيداً من الضغوط في الداخل. لكن ثمّة من يرى على مقلب «حزب الله» أن لا تبدلات في المشهد اللبناني. فحال المراوحة أو «الستاتيكو» سيبقى على حاله لأشهر، ومرشح أن يتفوّق على مشهد حدوث اختراقات إيجابية تؤول إلى حكومة يُفترض بها أن تُدير الأزمة. الأكيد وفق هؤلاء أن «حزب الله» لن يُقدّم هدايا ولن يفعل غيره ذلك. الكل سيتمسّك بما لديه من عناصر قوّة على ضفتي الحلفاء أو الخصوم. يقول أحد اللصيقين بـ«الحزب» إن تعقيدات عدّة تفرض نفسها على الوضع الداخلي، فهناك حالة لا ثقة ومقاربة مختلفة دستورياً بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف في ما خص مفهوم الشراكة في عملية تأليف الحكومة. كما أن عملية الإرث السياسي لرئيس الجمهورية تطغى على الحسابات السياسية لديه في ما تبقى من عهده، فضلاً عن حساباته وحسابات حلفائه في ما يتعلق بالساحة المسيحية، إضافة إلى حسابات ما ستفرزه المنطقة من موازين قوى مستقبلية ستترك تأثيراتها الطبيعية على المشهد اللبناني.

ما يتجنّب أحد اللصيقين بـ«الحزب» الغوص فيه هو مدى قدرة «حزب الله» على التأثير على حليفه المسيحي من جهة، أو الاستجابة لما يطلبه منه هذا الحليف من جهة ثانية. فالصورة معقدة، حيث إن «وريث الرئيس» دفع ثمناً سياسياً باهظاً لالتصاقه بـ«الحزب» والغطاء الذي وفّره له، وإزاء ذلك بات صعباً تحميله أكثر، فيما يعاني عقوبات أميركية وعزلة دولية. ويعي «الحزب» أن عون وجبران باسيل يلقيان عليه مسؤولية فتح الطريق أمام عودة سعد الحريري إلى الحكم، والذي اعتبر باسيل أنه نجح في إقصائه عن سدّة الرئاسة الثالثة والإتيان بآخر إليها. وفي المقابل، يُدرك «حزب الله» أن وجود الحريري يضبط داخلياً العلاقة السنية - الشيعية الهشّة، وأنه الأكثر قدرة على تقطيع المأزق الاقتصادي - المالي بالانفتاح على الخارج الذي يضرب حصاراً على لبنان، وهو يسير على خط مستقيم في العلاقة مع «حارة حريك». ولعل العامل المهم أن «الحزب» قادر على الانتظار إلى حين تبيان معالم المرحلة المقبلة إقليمياً، وليس من «ضرورة» تُملي عليه أن يفرض كلمته، وإن شعر بذلك، فلن يتوانى بغض النظر عن الأكلاف. على أن ثمة من يقرأ مستقبل الوضع عموماً من زاوية التحوّلات الجديدة في الشرق الأوسط على وقْع اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، والتي ظهر فيها اسم النظام السوري من بين الدول المرشحة لذلك برعاية روسية، ذلك أنه في عملية التقييم لصورة المنطقة لا بدّ من التوقف عند المحور الإسرائيلي - الروسي الآخذ بالترسّخ أكثر فأكثر مع دور موسكو في سوريا وحساباتها الاستراتيجية فيها، فضلاً عن المصالح المشتركة بين البلدين ودور اليهود الروس في كلا البلدين. هذا المحور الإسرائيلي - الروسي، في رأي الخبير العسكري ذات الباع الطويل في عالم الاستخبارات، يتمتع بحرية قد تفوق في حركتها المحور الإسرائيلي - الأميركي على المقلب السوري، ما يجعل طهران وأذرعها العسكرية ومناطق نفوذها التي تتغذى من الشريان الحيوي السوري على المحكّ، بما يتجاوز الضربات الجوية التي تطال مراكزها إلى تهديد أصل وجودها فيه وصولاً إلى نفوذها في لبنان الذي لن يكون أبدياً!.

 

هل يُثير عون ملفّ تفجير المرفأ في وجه الحريري؟

منير الربيع/المدن/22 كانون الثاني 2021 

لا يبدو رئيس الجمهورية، ميشال عون، في وارد التنازل أو تسهيل تشكيل الحكومة. لا يزال على موقفه، وعلى مطالبه كي يوقع على مرسوم تشكيل حكومة سعد الحريري.

عناد وتصلّب

مطالب عون معروفة، ويكررها في لقاءاته كلها: 6 وزراء مسيحيين، غير الوزير المحسوب على حزب الطاشناق. وعندما يفاتحه أحدهم بأن وزير الطاشناق يكون محسوباً عليه، يجيب بالنفي. و6 وزراء مسيحيين مع وزير الطاشناق، يعني حصوله على الثلث زائد واحد المعطل.

والحريري ليس في وارد تقديم هذا التنازل. بل متمسك بشروطه، مكرراً أنه لن يمنح عون ما يريد. الاستعصاء مستمر إذاً. الجميع ينتظر موقف حزب الله. هناك ترقب لقيامه بمبادرة بين الطرفين. وهناك معطيات تفيد أن معاون السيد حسن نصرالله السياسي، حسين الخليل، سيجري اتصالات مع الأطراف المختلفة، لاستمزاج آرائهم، ومعرفة سبل التحرك بحثاً عن حلّ. لم يتضح حتى الآن التقدير السياسي لحزب الله: هل دخول جو بايدن إلى البيت الأبيض يفرض تسهيلاً لمهمة تشكيل؟ أم أن التعقيد يستمر، طالما لا اتفاق على حلّ داخلي؟ وليس من معطيات إقليمية تؤشر إلى مقومات حلّ.

الإصلاح المستحيل

ولا ريب في أن جهات عديدة تفضل استمرار الوضع على ما هو عليه، في ظل عدم توفر خطة اقتصادية واضحة. فأية حكومة تأتي تواجهها مسؤولية البحث في إجراءات مالية واقتصادية، أولها رفع الدعم. وهذا ما لا يريده كثيرون، يفضلون إطالة أمد الأزمة الحكومية وإبقاء الوضع على ما هو عليه. وهناك وجهة نظر سياسية محلية وإقليمية: استحالة إنجاز تشكيلة حكومية تشكل فريقاً إصلاحياً جدياً حقيقياً مع ميشال عون، طالما أن حساباته مدارها الصراع السياسي الآني والمستقبلي. وفي هذه الحال ليس من حكومة قادرة على إخراج البلد من الأزمة. عون يؤكد أنه لن يتراجع أو ينكسر أمام الحريري. والحريري يراهن على دور حزب الله في الضغط على عون وباسيل، لتسهيل تشكيل الحكومة. لكن حزب الله لم يبدر منه بعد ما يفصح عن وجهة تحركه. وهناك معطيات تفيد أنه سيعمل في البداية على حلّ معضلة وزارتي الداخلية والعدل. ويبقي مشكلة الثلث المعطل، ومشكلة توسيع الحكومة وتكثير عدد وزرائها لإرضاء حلفائه الدروز والكاثوليك، لإثارتهما في مرحلة لاحقة.

شتائم وملفات

يصر عون على المضي في سياسة التصعيد ضد الحريري، حسبما ينقل عنه. والتصعيد العوني لن يقتصر على السياسة. فهناك تحضير لإثارة العديد من الملفات القضائية في وجه الرئيس المكلف، بهدف محاصرته أكثر، ودفعه إلى تقديم التنازلات المطلوبة، أو بهدف إحراجه لإخراجه. وهذه تماما كانت وظيفة تسريب فيديو الشتيمة الذي وصف فيه الحريري بالكاذب. وعندما حاول سعاة الخير دفع عون إلى المبادرة تجاه الحريري، رفض ذلك بشدّة، وقال على منوال الشتيمة: إذا أراد الحريري أن يراني، فليتقدم بطلب موعد فيحدد له موعد. لا يريد عون إذاً تصحيح موقفه بعد الفيديو المسرب. إحراج الحريري لإخراجه سيستمر بإثارة الملفات القضائية في وجهه. جبران باسيل في مؤتمره الصحافي الأخير لمّح إلى ذلك، عندما قال إن الحريري يخشى من فتح ملفات قضائية ومواجهته بها. ولذلك يتمسك بوزارتي العدل والداخلية. وبحسب معلومات، عون متحمس لإثارة ملف تفجير المرفأ في وجه الحريري، وتحميله مسؤوليته، من باب الضغط على القضاء للإدعاء عليه باعتباره كان رئيساً للحكومة ووصلته مراسلات حول نيترات الأمونيوم. في المقابل، تنفي معلومات أخرى أن يكون الحريري قد تلقى أي مراسلة، أو أنه كان على علم بوجود هذه المواد. وعندما قيل لعون ذلك لم يقتنع، وقال: لا بد من الإدعاء على الحريري. لكن حزب الله يعلم مدى الخطورة السياسية والقضائية للإقدام على مثل هذه الخطوة. لذا يحاول دفع عون إلى التراجع عنها.

 

غراهام فولر يكتب: وليام بيرنز، الاختيار الحكيم لبايدن، لإدارة الاستخبارات الأميركية

مركز الدراسات الآسيوية والصينية/ترجمة بتصرف: هيثم مزاحم/الميادين نت/22 كانون الثاني 2021

كتب غراهام إي. فولر، وهو مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مقالة في موقع “ريسبونسيبل ستات كرافت” الأميركي، تناول فيها تعيين الدبلوماسي الأميركي المخضرم ويليام بيرنز، الذي عمل سفيراً في روسيا ونائباً لوزيرة الخارجية في عهد الرئيس باراك أوباما، كمدير جديد لوكالة الاستخبارات المركزية. وقال إن هذا التعيين هو تطور مرحب به. فبعد سنوات طويلة من فساد وتسييس وكالة الاستخبارات الأميركية من قبل الرؤساء الأميركيين وبعض مدراء وكالة الاستخبارات المركزية، قد نرى أخيراً تغييراً مهماً مع تعيين خبير حقيقي في السياسة الخارجية يتمتع بالنزاهة.

وأضاف: غالباً ما يشار إلى مدير الاستخبارات المركزية على أنه “أكبر جاسوس أميركي”، ولكن هذه تسمية خاطئة جيمس بوندية، مما يعكس جهلاً شائعاً حول ماهية الاستخبارات والتجسس. فالتجسس هو “الجزء السهل”، إذا صح التعبير، من عمل الاستخبارات. الأمر كله يتعلق باكتساب “أسرار” محددة تحاول البلدان في جميع أنحاء العالم حمايتها. لكن المهمة الأكثر أهمية هي الفهم الصحيح للأهمية الاستراتيجية الحقيقية لـ”الأسرار” المكتسبة.

كان ضابط استخبارات ماهراً منذ سنوات عديدة يحب التمييز بين “الأسرار” و “الألغاز” في عالم الذكاء الاستراتيجي. تمثل الأسرار تفاصيل أو حقائق محددة تحاول الدول جمعها من المنافسين. إنها تقع عموماً في مجال الذكاء التكتيكي، أي معلومات محددة وضيقة حول المعارضين المحتملين. هذا صحيح بشكل خاص في المجال العسكري حيث يريد المخططون العسكريون معرفة نوع الأسلحة والقدرات التقنية التي يمتلكها خصومهم. هذا النوع من المعلومات الاستخباراتية بمعنى ما “يمكن سرقته” إلى حد ما – مثل وثائق التخطيط المصنفة سرية الملموسة أو الخصائص التقنية للصواريخ أو مواقع وحدات الإنتاج العسكري الإستراتيجي. اختراق المنظمات الإرهابية الأجنبية لمعرفة خططها هو شكل آخر من أشكال السرقة. غالبًا ما يكون لهذه المعلومات مدة صلاحية محدودة قبل أن تصبح قديمة. هذا ما يفعله معظم ضباط عمليات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في الخارج.

يقع الذكاء التقني تقريباً في نفس الفئة: معلومات محددة يتم الحصول عليها من خلال وسائل تقنية غير تدخلية بشكل عام مثل اعتراض الاتصالات والتصوير عبر الأقمار الصناعية.

النوع الثاني، وهو الأكثر تعقيداً من الاستخبارات، غالباً ما يُطلق عليه “الاستخبارات النهائية” – هو ما يتم تسليمه إلى الرئيس. وهنا يأتي دور “الألغاز”. توفر هذه التقارير أفضل التقييمات التحليلية أو التنبؤات (التخمينات) لما تعنيه الأحداث في بلد آخر وكيف يمكن أن تتكشف في المستقبل. إنها تنطوي على استخلاص نوايا وعقول القادة الأجانب، هي أكثر استراتيجية من كونها تكتيكية في طبيعتها. يمكن لضباط الاستخبارات والتكنولوجيا جمع كل “الحقائق” التي يريدونها، لكن السؤال النهائي هو: ماذا تعني هذه الحقائق في النهاية؟

هذا هو المكان الذي تأتي فيه خبرة بيرنز كديبلوماسي كبير وصانع سياسات. لأنه ، في الاستخبارات الاستراتيجية والتنبؤ، فإن “الحقائق” المعروفة ليست كافية. يجب تطبيق الحكم الناضج والذكاء على أساس الخبرة عند النظر إلى “حقائق” الاستخبارات الخام. من غير المرجح أن تعطينا الحقائق إجابة واضحة حول كيفية تأثير صحة كيم جونغ أون على الإجراءات الكورية المستقبلية. ماذا سيحدث في إيران بعد وفاة المرشد الأعلى؟ ما مقدار الدعم الذي يتمتع به شي جين بينغ فعلياً داخل الحزب الشيوعي الصيني وهو يوجه مستقبل الصين الاستراتيجي؟ هل من المحتمل أن تحاول “إسرائيل” جر الولايات المتحدة إلى صراع عسكري مباشر مع إيران؟ هل من المرجح أن يثبت التحالف البالغ الأهمية بين روسيا والصين أنه دائم على المدى الطويل؟ هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى التفكك أم سيستمر؟

ربما لا توجد وثيقة يمكن أن تسرقها وكالة الاستخبارات المركزية، ولا يوجد ميكروفون مخفي في مكتب أي زعيم أعلى، ولا يوجد استطلاع رأي عام موثوق به حول كيفية تفكير السكان في قادتهم الاستبداديين الذين يمكنهم الإجابة على هذه “الألغاز”.

وتابع فولر: عندما كنت مسؤولاً عن الإشراف على صياغة مثل هذه “التقديرات الوطنية” في وكالة الاستخبارات المركزية، غالباً ما كان هناك نقاش حاد بين المحللين من مجتمع الاستخبارات – بما في ذلك جميع المنظمات الاستخباراتية الأخرى ذات الصلة في واشنطن – لمحاولة تقديم أفضل إجاباتنا على هذه الأسئلة التي عادة ما تفتقر إلى إجابات واضحة. يمكنك سرقة الأسرار، لكن لا يمكنك سرقة إجابات الألغاز، بغض النظر عن مدى جودة عملاء الاستخبارات لديك.

وكلما كانت القضية أكثر تعقيداً، زاد دور الغرائز السياسية الشخصية والدهاء. يمكن أن يجعل ذلك الأحكام الاستخباراتية مثيرة للجدل إلى حد كبير. تعتمد الأحكام المتعلقة بمسائل صعود وسقوط الدول والقادة إلى حد ما على الكيفية التي ينظر بها المحلل إلى طبيعة السياسة الدولية. يمكن أن تصبح الاستنتاجات التي يتوصل إليها مجتمع الاستخبارات مسيّسة وفاسدة بسهولة على مستوى السياسة إذا لم يعجب القادة بالتقارير. في حالة الفترة التي سبقت الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان هناك جدل كبير حول ما إذا كان صدام حسين لديه برامج أسلحة دمار شامل أم لا. اعتقدت وكالة الاستخبارات المركزية بشدة أنه لم يفعل ذلك. ولكن في النهاية، مارس الرئيس جورج دبليو بوش ونائب الرئيس ديك تشيني ضغوطاً شديدة على محللي وكالة الاستخبارات المركزية وحتى على مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينت، للتوصل إلى الحكم الذي أراد بوش سماعه – وهو أن العراق يمكن أن يمتلك أسلحة نووية و/ أو أسلحة حيوية و/ أو أسلحة كيميائية – وبالتالي تبرير الحرب التي أراد شنها.

في النهاية، بالطبع، تحولت هذه الأسلحة إلى نسج من الخيال. كان الأمر كله يتعلق بسياسات الحروب العالمية التي سعى بوش إلى إطلاقها في الشرق الأوسط. لسوء الحظ، لم يكن لدى الولايات المتحدة رئيس لوكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت لديه الشجاعة والنزاهة الكافية لإخبار بوش بما لا يريد سماعه بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. حتى ما يسمى بـ”الحقائق الثابتة” يمكن أن يخضع لتفسيرات مختلفة حسب السياق. ربما لا تكون خبرة وليام بيرنز القليلة أو المعدومة في مجال التجسس على هذا النحو أمراً مهماً. يمكنه ترك برنامج التجسس للنواب الأكثر خبرة. ولكن بصفته دبلوماسياً كبيراً سابقاً يتمتع بخبرة واسعة، فهو يدرك أهمية الذكاء الجيد ويمتلك إحساساً “بالطريقة التي يسير بها العالم”. بيرنز هو بالضبط الرجل المناسب لهذا النوع من الوظائف الصعبة. لديه ما يكفي من “الإحساس” السياسي لفهم متى يحظر عمليات وتقديرات الاستخبارات غير الحكيمة والمفرطة في الحماس.

في النهاية، وكالة الاستخبارات المركزية لا تصنع السياسة، وليس من المفترض أن يقدم رئيس وكالة الاستخبارات المركزية المشورة للرئيس حول ما يجب فعله. مثل هذه المشاركة المباشرة تجعل مدير الوكالة جزءاً من عملية صنع السياسة وبالتالي تستثمر في نجاحها.

سيكون لدى بيرنز الخبرة والحكمة لطرح الأنواع الصحيحة من الأسئلة على مرؤوسيه من أجل إرضاء نفسه بشأن أحكامهم. لديه أيضاً خبرة سياسية كافية لمعرفة نوع المعلومات الاستخباراتية الأكثر أهمية لصانع السياسة.

للأسف، غالباً ما ذهبت جميع التعيينات الأخيرة لمديري وكالة الاستخبارات المركزية في العديد من الإدارات إلى الأشخاص الذين يفتقرون إلى هذا النوع من الفهم الشامل للسياسة العالمية وتداعياتها، أو “الإحساس” بالكيفية التي يميل العالم إلى العمل بها، أو القدرة على التمسك بأسلحتهم في تقديم تقييمات استخباراتية غير مرحب بها إلى الرئيس. يشير اختيار بايدن لبيرنز لهذا المنصب إلى أنه يتفهم طبيعة تحديات السياسة الخارجية هذه، وهو على استعداد لتعيين مدير يتمتع بالمعرفة الكافية والمكانة والنزاهة للوقوف في وجه الرئيس إذا لزم الأمر بدلاً من تلبية نزوات الرئيس.

هذا فن، بعد كل شيء، وليس علماً. إن وجود مدير لوكالة الاستخبارات المركزيو مسؤول وحكيم مثل بيرنز، هو أمر حيوي إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تجنّب المزيد من السياسات والعمليات العسكرية الفاشلة وغير المدروسة في الخارج. لقد اتخذ بايدن خياراً ذكياً.

**غراهام إي فولر هو مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية ومؤلف العديد من الكتب عن العالم الإسلامي.

 

“هآرتس”: إيران تلوّح أمام بايدن بورقتين خطرتين للغاية

مركز الدراسات الآسيوية والصينية/شموئيل مئير/ خبير استراتيجي في مركز الأبحاث الاستراتيجية بجامعة تل أبيب

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

تعريف “الأزمة” هو وضع في غاية الخطورة يتطلب حلاً فورياً. “الأزمة” هي نقطة زمنية تتطلب من الأطراف الذين لهم علاقة بها اتخاذ قرار مهم وعاجل. وكما في الدراما، “الأزمة” هي نقطة يصل فيها الصراع إلى ذروته قبل حله أو انفجاره. وتحديداً، بعد أن تغلب الاتفاق النووي بصعوبة على الجهود الرامية إلى تفكيكه، وعلى سياسة “الضغط الأقصى” لإدارة ترامب، ها هو يصل إلى موعد تنصيب جو بايدن ودخوله إلى البيت الأبيض بينما هو في المحطة الأكثر حساسية لاستمرار وجوده. في كل ما يتعلق بالموضوع النووي الإيراني المجتمع الدولي بالتأكيد أمام أزمة جديدة. إذا أقر المرشد الأعلى علي خامنئي مجمل الخطوات المقبلة لبلده – فإنه سيحسم على ما يبدو مصير الاتفاق الموقّع في فيينا في تموز/يوليو 2015، لأن الباب سيُغلق أمام مخطط بايدن والأوروبيين لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق القائم. ستواجه المنظومة الدولية بصورة فورية واقعاً يكون فيه التصعيد وسيناريوهات مهاجمة المنشآت النووية في إيران مرة أُخرى في مركز جدول الأعمال العالمي كما كانت عليه في الصيف الحار لسنة 2012. كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ اغتيال العالم النووي الكبير محسن فخري زادة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر كان بمثابة الشرارة التي أطلقت سلسلة سيناريوهات سريعة من طرف إيران. اختارت الجمهورية الإسلامية عدم الرد على الاغتيال بطريقة عسكرية (أو انفعالية أُخرى)، كما مالت إليه التقديرات في إسرائيل، بل بطريقة مدروسة على صعيد الدبلوماسية النووية. وذلك بواسطة قانون مرره المحافظون في البرلمان على الرغم من إرادة رئيس الجمهورية حسن روحاني، وعلى الرغم من جهوده، لعرقلته.

القانون الجديد المسمى “خطة عمل استراتيجية لرفع العقوبات” يحدد الخطوات المطلوبة لتسريع مشروع إيران النووي. وهو يتضمن خروقات أكبر وأكثر من الخروقات المدروسة التي نفّذتها إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من طرف واحد من الاتفاق النووي وفرض العقوبات. تتضمن هذه الخروقات: تخصيب اليورانيوم على درجة 20%، ومعنى ذلك السير سريعاً في مسار التخصيب العسكري (90%) الذي يتطلبه سلاح نووي؛ تسريع البحث والتطوير لنماذج أجهزة طرد مركزي متطورة وبناء آلاف منها، إعادة بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك؛ فرض قيود على مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية؛ إلغاء البروتوكول الملحق الذي يسمح للمراقبين بالقيام بزيارات مفاجئة لمنشآت غير مصرّح بها.

الخرقان الملموسان الأكثر خطورة من بين القائمة، واللذان أشرت إليهما، هما تخصيب اليوارنيوم على درجة 20% وإلغاء البروتوكول الملحق الخاص بالوكالة الدولية للطاقة. هذان هما أيضاً الشرطان الضروريان اللذان وضعهما الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الثلاث الموقّعة على الاتفاق (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) على إيران إذا كانت تريد المحافظة على الاتفاق. في الأيام الأولى من سنة 2021 بدأت إيران بتغذية أجهزة الطرد في منشأة فوردو (التي بحسب الاتفاق ممنوع تخصيب اليورانيوم فيها) والتخصيب على درجة 20%. وأكد ذلك مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الموجودون هناك.

لم يتأخر وصول الرد الأوروبي. ففي بيان مشترك حاد للغاية، أعرب وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقهم العميق إزاء الخطوة الإيرانية، ورأوا أن ليس لها أي مبرر مدني، ودعوا طهران إلى العودة بسرعة إلى القيود التي فرضها الاتفاق. لأول مرة تحدث الأوروبيون بلغة واضحة عن “خرق الاتفاق”، ولم يستخدموا “عدم الانسجام” كما فعلوا في بيانات سابقة. بعثوا في الرسالة بتهديد مبطن يتعلق باحتمال أن يتحركوا. استخدام مصطلح “عدم انصياع إيران للاتفاق” هو بمثابة بطاقة حمراء. خلال العامين الماضيين، ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وفي ضوء جهود الأوروبيين للمحافظة عليه، لم نسمع تعابير حادة كهذه.

هذه التطورات دفعت مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية رفائيل غروسي إلى التطرق علناً وبصورة مباشرة إلى الوضع الجديد، وعدم انتظار صدور التقرير الفصلي للوكالة. في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز قال إن إيران تتقدم بوتيرة سريعة جداً في تخصيب اليوارنيوم على درجة 20%، وأنها ستصبح مؤهلة لإنتاج 10 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب شهرياً. وأضاف: “هذا وضع جديد يتطلب تحركاً دبلوماسياً لإصلاحه، لأنه ليس لدينا أشهر بل أسابيع.” ثمة سِمة مركزية أُخرى “للأزمة” هي تزامن الإلحاح مع ضيق الوقت من حولها. هكذا يمكن أن نفهم القلق الذي عبّر عنه غروسي إزاء احتمال خرق البند المحدد المركزي الثاني في الاتفاق. وبحسب ما فهم غروسي هناك موعد محدد وإنذار لوقف نشاط المراقبين في المنشآت النووية-21 شباط/فبراير- إذا لم تُرفَع العقوبات الأميركية حتى ذلك التاريخ. وأشار غروسي إلى أنه يتعامل مع ذلك بجدية وقلق “لأن هذا هو القانون الذي تنوي الحكومة الإيرانية تطبيقه”. يمكن أن نفهم من كلامه وأيضاً من بيانات الشركاء الأوروبيين أن المس بنشاط مراقبي الوكالة الدولية وإلغاء البروتوكول الملحق- أمر مذكور بصورة واضحة في القانون الإيراني – هو بمثابة تصعيد وصعود لدرجة لا يمكن قبولهما.

السير على حافة الهاوية من نوع جديد

نتيجة خطوات إيران، الأزمة النووية يمكن أن تصل إلى نقطة غليان في الشهر الأول من ولاية بايدن. إلّا إذا جرى في المقابل القيام بأعمال يمكن أن تخفف أو تعرقل التطورات السلبية. لا نعلم إذا فُتحت قناة حوار سرية مع إيران من جانب الأوروبيين أو من جانب طاقم بايدن، لكن من كلام غروسي يمكن أن تعرف بوجود “حوار بنّاء ومتواصل” بينه وبين علي أكبر صلاحي، رئيس لجنة الطاقة النووية الإيرانية (وأحد الذين صاغوا الاتفاق النووي الأصلي). يشدد ناطقون إيرانيون رسميون طوال الوقت على مواصلتهم التمسك بالاتفاق النووي، وعلى أن الخطوات التي ستُطبَّق بحسب القانون يمكن العودة عنها (الأمر صحيح من الناحية التقنية – العملانية) إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق ورفعت العقوبات الأحادية الجانب. ما نراه هنا هو أزمة مخطَّط لها ومدروسة لكنها خاصة: فما يجري ليس السير على حافة الهاوية (Brinkmanship) المعروف في الأدبيات الاستراتيجية لأن إيران لا تنوي أن تفرض على الطرف الثاني (الولايات المتحدة) التراجع عن شيء محدد (مثل مطالبة الرئيس كينيدي الاتحاد السوفياتي بإخراج الصواريخ من كوبا)، بل العكس: هي تريد أن تفرض عليها ما تعهدت القيام به، أي تطبيق الاتفاق النووي. لم يتحدث بايدن علناً عن الموضوع، لكن يبدو أنه أدرك خطورة الوضع والحاجة الماسة إلى معالجته. الدليل على ذلك نراه في سلسلة تعيينات كبار المسؤولين في منظومة اتخاذ القرارات في موضوعات الأمن القومي: مثل تعيين أنطوني بلينكن وزيراً للخارجية، وويندي شيرمان نائبة لوزير الخارجية، وجاك سليفان مستشاراً للأمن القومي، ووليام بيرنز رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA). تدل هذه التعيينات على توجه واضح، لأن كل هؤلاء كانوا في دائرة المستشارين والمساعدين الذين صاغوا الاتفاق النووي في إدارة أوباما، وهم قادرون على البدء بالعمل مع الإيرانيين منذ يوم عملهم الأول في الوزارة. ينطبق هذا بصورة خاصة على بيرنز وسليفان اللذين كانا من آباء القناة السرية التي أدارتها الولايات المتحدة مع إيران في عُمان وأدت إلى حدوث الاختراق وتوقيع الاتفاق النووي. أين إسرائيل في هذه الصورة؟ بنيامين نتنياهو يستعد لمخطط بايدن الرامي إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، لكنه يفعل ذلك انطلاقاً من “تصوّر” ليس من المؤكد أنه سيساعده. هو يعتمد من جهة على نظرية “اتفاق نووي محسّن أولاً”- وفي مركزها صيغة “صفر أجهزة طرد مركزي وصفر تخصيب”، أي مواصلة العمل على تفكيك الاتفاق القائم، بينما مخطط بايدن يتحدث عن عودة سريعة إلى الاتفاق الأصلي. من جهة ثانية، ينوي نتنياهو على ما يبدو العودة إلى نموذج العمل الذي تميز به في صراعه ضد الاتفاق في أيام أوباما. أي المخاطرة بإعطاء نفسه صلاحيات حصرية في الموضوع والاحتفاظ بالأوراق من دون الكشف عنها (بواسطة السيطرة على رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات) واستبعاد كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية. أسلوب العمل هذا يمكن أن يعرقل نقاشاً منتظماً في الطاقم الوزاري المصغر. في هذا الشأن يجب أن نتذكر أن الاستخبارات العسكرية تحديداً تعتبر الاتفاق النووي (على الرغم من بعض العيوب) مساهمة إيجابية في أمن إسرائيل. كلمات بهذه الروحية قالها رئيس شعبة الأبحاث العميد درور شالوم، في مقابلة وداعية أجرتها معه صحيفة “يديعوت أحرونوت”.تعتبر الاستخبارات العسكرية أن الاتفاق النووي أزال التهديد الوجودي الوحيد لإسرائيل، ومنع ظهور دولة جديدة تملك سلاحاً نووياً في الشرق الأوسط، ومنع سباقاً إقليمياً نحو التسلح النووي .

 

أتحِفونا بكذبة جديدة!

بشارة شربل/نداء الوطن/22 كانون الثاني/2021

ذهب ترامب وجاء بايدن. لم تزلزل الأرض ولا انقلبت سياسة الولايات المتحدة فوراً رأساً على عقب. ويفترض ان اللبنانيين اكتشفوا كذبة انتظار انتقال السلطة في واشنطن، وشاهدوا الأميركيين يصححون مسار ديموقراطيتهم من داخل المؤسسات، فيما بقينا دولة فاشلة وشعباً على رصيف التوقعات والأوهام.

نحن في انتظار الحجة الجديدة التي سيلجأ اليها معرقلو تأليف الحكومة الذين دمروا المبادرة الفرنسية التي شكلت أملاً للبنان بعد جريمة 4 آب. وإذ انقضت على خير وسلام الخشية من اندلاع حرب في الأيام الفاصلة بين انتخاب الرئيس الأميركي ودخول البيت الأبيض، فإننا نتشوّق للذريعة التي سيلجأ اليها "حزب الله" لتأخير التشكيل كونه صاحب القرار و"المَونة" ليس بالحرب والسلم فحسب بل في تركيبة الحكومة وحصص حلفائه ورابطي النزاع معه. ما الذي يؤخر تشكيل الحكومة اليوم؟ بالتأكيد، ليس الخلاف الشخصي المستجد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. فالاتهام بالكذب يهون أمام مصلحة البلاد. وما يقال في كواليس الطرفين أفظع بكثير من الذي تسرب وبات ملك الرأي العام. ولحسن الحظ ان الرئيسين لم يتوقفا سابقاً بإصرار أمام إهانات أقذع وظروف أصعب تعرضا لها وكانت تستحق فعلاً مواقف قاطعة مشرفة وخصومات وعداوات، ولن يجعلا اليوم محض "سحابة" تعكر عليهما واجب الانقاذ.

سئم اللبنانيون لعبة تقاذف المسؤوليات في منع ولادة حكومة تُنهي زمن حسان دياب. ولعل الرئيسين "اللدودين" والذين خلفهما نسوا ان الكارثة الصحية التي يعانيها الناس ليست مجرد قدر هبط من "يوهان"، بل هي أيضاً ناجمة عن سوء ادارة المنظومة بمجملها للبلاد وإغراقها في الفساد، وصولاً الى نهب ودائع المواطنين والتسبب بانفجار النيترات. لذا فإن الواجب، إن لم يكن أضعف الايمان، يفرض الاسراع في اعلان حكومة توقف مسلسل الانهيار، وأن تنتهي معزوفة "التضحية" التي يلجأ اليها الفرقاء السياسيون وكأن لهم دين مستحق في رقبة الناس، فيما العدل يقتضي ان يكونوا تحت سيف الحساب.

هي في النهاية معركة محاصصة، مهما اتخذت من أشكال طائفية أو حزبية أو تدثرت برداء استراتيجية "محور الممانعة" لمواجهة الأعداء. فالثلث المعطل حصةٌ، حساباتها تتعلق بخلافة الرئيس عون لدى الوريث المعاقَب ولدى "حزب الله". وغياب "الثلث" حصةٌ يضعها الرئيس الحريري في التوازنات السياسية والرئاسية. أما "التناتش" على الحقائب فهو أيضاً تحاصص يتعلق بفتح الملفات أو الخشية منها، وبتوقُّع عقد صفقات واحتمالات نهب ما تبقى. لن يستطيع أحد "بيعنا" ذريعة استكشاف سياسة بايدن تجاه طهران و"الملف النووي" لتبرير مزيد من إضاعة الوقت على اللبنانيين. فايران نفسها غير مقتنعة بأن الأمور يمكن ان تعود الى الوراء، أو بأن الادارة الجديدة لن تبني على مكتسبات ترامب وما أنجزته ضغوطه القصوى، سواء بالعقوبات أو بعمليات اسرائيل ضد الوجود الايراني على الملعب السوري. وصلت الكذبة الى نهايتها. شكِّلوا حكومة ولو كانت تشبهكم، فما يشبهنا هو العكس على التمام.

 

الراعي متمسّك بـ"الإختصاصيين المستقلة"... وغير ذلك "كلام بكلام"

ألان سركيس/نداء الوطن/22 كانون الثاني/2021

عاود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إطلاق مساعيه الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بغية تأمين ولادة حكومية سريعة.

تصرّ بكركي على لعب دور المحايد والوسيط في الأزمة الحكومية الراهنة، ويعلم الجميع أنه إذا أوقف الراعي مبادرته لن تكون هناك أي مبادرة أخرى جاهزة في الملف الحكومي.

ومن هذا المنطلق، فإن الراعي يعمل على إزالة كل التباس حصل بين عون والحريري، خصوصاً بعد الفيديو المسرّب من لقاء بعبدا بين عون ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، مما يُسهّل عملية التأليف.

أما الأهم فهو الشق السياسي المرتبط بالتأليف، وتدرك بكركي في هذا المجال أن الأزمة لا تنحصر بين الحريري وعون، بل لها إمتدادات إقليمية ودولية، فمن جهة هناك "حزب الله" المتمسّك بشروطه والذي يمثّل المحور الإيراني في لبنان، ومن جهة أخرى هناك المحور العربي الذي يرفض أن تُؤلّف حكومة يُسيطر عليها "الحزب" ومن خلفه إيران. ووسط الحديث عن العودة إلى حكومة سياسية أو سياسية مقنّعة بوجوه تكنوقراط على شاكلة حكومة الرئيس دياب، فإن الراعي يرفض العودة إلى مثل هكذا حكومات لأنها كانت سبباً للأزمة وليس للحلّ. ووسط لعبة شدّ الحبال الإقليمية والدولية، بين مؤيد لمشاركة "حزب الله" ورافض لها، لا تزال بكركي تعتبر أن حكومة الإختصاصيين المستقلة هي الوصفة الأساسية لحل أزمة تأليف الحكومة، ففي مثل هكذا حكومة لا يعتبر أي فريق أنه خرج من اللعبة، أو سجّل فريق إنتصاراً على الآخر، وعندها يتم إختيار الوزراء على أساس الكفاءة ووفق التوزيع الطائفي من دون أن يمتلك أي حزب أو فريق حقيبة معينة، وعندها تُحلّ مشكلة تمثيل "حزب الله" من عدمه.

وترى بكركي أنّ رئيسَي الجمهورية والحكومة هما الضمانة لكل الأفرقاء سواء في الحكومة أو مجلس النواب أو حتى القوى السياسية أو المدنية غير الممثلة في البرلمان، وهذا الأمر يكفله الدستور، إذ إن رئيس الجمهورية ليس رئيس المسيحيين أو رئيس الحكومة رئيس المسلمين، لذلك فإن الحلّ يبدأ بتغيير الذهنية وليس الأشخاص فقط. وتعتبر أن الحكومة التي تعمل على ولادتها ليست حكومة سياسية ستحل المشكلات الكبرى العالقة أو أنها تريد تغيير سياسة لبنان، بل إنها تأتي في سياق مهمة إنقاذية محدّدة ومن أجل إنتشال لبنان من الحفرة التي يغرق فيها، ما يتوافق مع مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لذلك فإنه من غير الضروري وجود القوى السياسية فيها لأن هذه الحكومة لن تطرح الملفات الخلافية الكبرى مثل الإستراتيجية الدفاعية أو هوية لبنان، بل ستركّز على الشقّ الإصلاحي. ويرى الراعي أن الوقت أكثر من مناسب لمعاودة حراكه الحكومي، لأن كل المراهنين على تبدّل في سياسة الإدارة الأميركية بعد استلام الرئيس الديموقراطي جو بايدن زمام الحكم في أميركا خاب ظنهم، وباتوا على علم أن سياسة أميركا الكبرى لن تتغير، وبالتالي فإنه يتوجب على القادة اللبنانيين الجلوس مع بعضهم البعض لإيجاد حلّ لأزمة البلد وعدم إنتظار الخارج المشغول بهمومه ومشكلاته. وعلى رغم النفحات الإيجابية، إلا أن الأمل بتحقيق تقدّم حكومي لا يزال بعيد المنال، لأن الشياطين تكمن بالتفاصيل، وهناك أفرقاء في الداخل يسعون إلى تثبيت نفوذهم ما يؤخّر مبادرة الراعي ويُصعّب الحل أكثر.

 

رفْع الدعم ينتظر إنجاز البطاقة التمويلية... أقلّه بعد شهرين

كلير شكر/نداء الوطن/22 كانون الثاني/2021

حتى الآن، لا مؤشرات علنية تشي بأنّ ملف المشاورات الحكومية قد يسلك طريقه خلال الساعات المقبلة نحو إعادة التفعيل المباشر. ثمة اتصالات ومحاولات تحصل بعيداً من الأضواء ولكنها تحتاج إلى مزيد من الجهود والنوايا الطيبة والايجابية، كي نرى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جديد في قصر بعبدا يناقش مسودته الحكومية المؤلفة من 18 وزيراً. في الواقع، ثمة ثلاثة عناوين أساسية للعقد الحكومية تتلخصّ بالآتي:

- عقدة العدد: مقابل إصرار رئيس الحكومة المكلف على تركيبة 18 وزيراً، عاد رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المربّع الأول، أي عشرين وزيراً لضمّ وزير درزي ثان ووزير كاثوليكي ثانٍ، وهي صيغة لا تلقى موافقة رئيس الحكومة لا بل تواجه اعتراضاً شديداً من جانبه. ولو أنّ المواكبين لمسار التأليف يعتقدون أنّ هذه المعضلة قد تكون أسهل العقد التي تواجه مشروع التأليف، وقابلة للمعالجة عند توافر النوايا الجديّة.

- عقدة الثلث المعطّل: إذ يعتبر رئيس الجمهورية ومعه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أنّ التمثيل النيابي لتكتل لبنان القوي ومعه حصّة رئيس الجمهورية، يسمح لهما بالحصول على ستة وزراء الى جانب الوزير الأرمني في تركيبة الـ18 وزيراً، ما يعني حصولهما على ثلث معطل. وهي معادلة لا تلقى قبولاً من أي من القوى الحكومية الشريكة، ومنها الثنائي الشيعي، ولو أنّ الأخير يلتزم الصمت ويترك رئيس الحكومة المكلف في واجهة هذه "المعركة" لخوضها بوجه باسيل. اذ ليس من السهل أن يقبل أي من الذين سيجلسون الى طاولة سعد الحريري الحكومية أن يمنحوا جبران باسيل "العصمة"، ليقرر مصير الحكومة وهي المرشحة لملء الشغور بعد انتهاء عهد ميشال عون. ما يعني أنّ معركة الثلث قد تكون "أم العقد" في مهمة الحريري، وأكثرها صعوبة.

- عقدة حقيبتيّ الداخلية والعدل: ولو أنّ أكثر من صيغة للمعالجة طرحت على بساط البحث من باب ايجاد اطار حلّ لتسمية وزير الداخلية ووزير العدل. ما يعني أيضاً أنّ تلك الاشكالية قد تجد طريقها للحل اذا ما قررت القوى المعنية الجلوس الى طاولة حوار منتجة.

ومع ذلك، يقول أحد المواكبين إنّ الانفراج الحكومي قد يحصل فجأة لأنّ فريقيّ المعركة أي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة يواجهان واقعاً لا يمكن الهروب منه، وهو أنّ الحريري لن يعتذر ولن يتراجع عن تكليفه، وبالتالي لا بدّ من اقتراب الفريقين من بعضهما البعض لايجاد صيغة توافقية تسمح بولادة الحكومة، خصوصاً وأنّ رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب رمى كرة رفع الدعم باتجاه القوى السياسية، من خلال اسناد المهمة الى مجلس النواب لتحميل هذه القوى مسؤولية أي "خراب" قد يحصل نتيجة هذا القرار المصيري. ما يعني أن تأجيل التأليف لن يغيّر في مزاج الرأي العام حين ستنفجر "قنبلة" رفع الدعم.

في هذه الأثناء، تؤكد مصادر معنية أنّ قرار رفع الدعم لن يحصل الا بعد اعداد البطاقة التمويلية لتكون البديل عن دعم المواد الأساسية، مشيرة إلى أنّ هناك اجراءات تنفيذية لا تزال تحتاج الى وقت وبرنامج شامل قبل وضع هذه البطاقة موضع التنفيذ. اذ يشير هؤلاء الى أنّ هذه الخطوة ينقصها توسيع دائرة الداتا بعد تحديد معايير واضحة لمن سيستفيد من هذه البطاقة، بعد تحديث لوائح المستفيدين راهناً من مبلغ الـ400 ألف ليرة والتي تشمل حالياً حوالى 250 ألف عائلة، معتبرين أنّ هذه الاجراءات قد لا تنتهي قبل شهر آذار المقبل لبدء العمل بالبطاقة التمويلية.

 

صدام عون-الحريري يعنف: الفراغ أو جبهة معارضة واسعة

منير الربيع/المدن/23 كانون الثاني/2021

لا يشير التوتر المتصاعد على خط بعبدا وبيت الوسط، إلى إمكان التفاهم بين ميشال عون وسعد الحريري على تشكيل الحكومة. فعون لا يفوّت مناسبة إلا ويؤكد فيها قولاً وفعلاً أنه لا يريد سعد الحريري رئيساً للحكومة.

والرئيس المكلف كان منذ البداية يحاول تجنيب رئيس الجمهورية أي مواقف تصعيدية. فهو توجه أكثر من مرّة إلى نواب كتلته بتركيز هجومهم على "الغرف السوداء" في القصر وليس على الرئيس. أي على المحيطين به والمقربين منه. وبعد تسريب فيديو عون المسيء للحريري، فضل الأخير التريث وعدم الردّ، لعلّ رئيس الجمهورية يتراجع وتنجح الضغوط في تغيير موقفه. لكن رهانه كان في غير محله، فعون لا يتغيّر. ووصل الحريري إلى قناعة أن رئيس الجمهورية هو من يقود المعركة ضده.

الحريري بعد صمت

وأعلن عون بنفسه أنه قائد المعركة في البيان الذي أصدره ظهر الجمعة 22 كانون الثاني الجاري، مؤكداً فيه أن لا علاقة لباسيل ولا لحزب الله ولا لأي طرف بما يقرره رئيس الجمهورية. أراد عون بهذا القول إن مشكلة الحريري معه هو وليس مع أحد سواه.

وبناء عليه، عقد رئيس تيار المستقبل لقاءات مع شخصيات بيروتية وغير بيروتية، فلاموه جميعاً على صمته وعدم ردّه على فيديو عون. وهذا فيما كانت معلومات تشير إلى أن الحريري ورؤساء الحكومة السابقين يحضّرون لتحرك في اتجاه القوى المسيحية، لإعلان موقف يرفض إساءة عون، لكن التحرك لم يحصل.

حالياً، وصلت الأمور إلى نقطة لا يمكن التراجع عنها. وقرر الحريري الرد والهجوم. وأول الردود تناولت بيان قصر بعبدا الذي يبدأ للمرة الثانية بنفي أي دور لباسيل في تشكيل الحكومة. أما تيار المستقبل فوصف بيان القصر الجمهوري بأنه صدر عن مكتب رئيس التيار الوطني الحرّ.

جبهة معارضة؟

يفترض أن تستمر هذه المعركة طويلاً، طالما أن عون لن يتنازل للحريري، ويصر على فرض كامل الشروط عليه. أما الرئيس المكلف فيبقى متمسكاً بتكليفه وبموقفه بعدم تقديم أي تنازل. وهذا استعصاء قد يؤدي إلى توتر، فيما جهات عديدة تتحرك على أكثر من خطّ: رؤساء الحكومة السابقون مصممون على دعم الحريري. وليد جنبلاط لا يزال ينصح الحريري بالاعتذار وقلب الطاولة ورمي كرة النار بين يدي عون وحزب الله. القوات اللبنانية تطرح تشكيل جبهة معارضة.

ويقود هذا كله إلى خلاصة واحدة: لن تولد حكومة بعدُ في عهد ميشال عون إلا كما يريدها عون نفسه.

وهذا جنبلاط ذاهب في مواقفه التصعيدية إلى أقصاها منتظراً أن يلاقيه الحريري ورؤساء الحكومة السابقون. وهو يبحث عن قواسم مشتركة مع قوى مسيحية تبدأ بالبطريرك ولا تنتهي بالقوات اللبنانية وحزب الكتائب وغيرهم. وتشمل شخصيات في التيار العوني ترفض المسار القائم.

صارت القوى السياسية على قناعة أن عون ليس رجل تسويات. يقيم علاقة مع شخص أو طرف، وعندما تنتفي حاجته إليه يتخلي عنه. هذا ما حصل مع حسان دياب، ومع الحريري في تسوية 2016. ولأن الحريري خرج من تلك التسوية ويرفض العودة إليها، يصر عون على البحث عن خيارات أخرى غير الحريري.

أين حزب الله؟ عون لا يزال يفكر بعقلية رئيس التيار العوني، لا بعقلية رئيس الجمهورية. وفي حساباته تتداخل جملة عوامل: أبرزها موقف حزب الله الذي يرفض مسايرته في كسر الحريري. أما عون فيحاول ابتزاز الحريري بما يسمى "تركيب ملفات"، ويفضل تكليف شخصية مشابهة لحسان دياب تشكيل الحكومة. ويرى في فؤاد مخزومي أفضل المرشحين.

وقبل أيام حصلت مؤسسة مخزومي على إذن من وزارة الصحة باستقدام لقاحات إلى لبنان لمواجهة فيروس كورونا. لم يكن لهذا الإذن أن يتوفر لو لم يكن عون وحزب الله متحمسين له. وهدفه ضرب مفعول زيارة الحريري إلى الإمارات وسعيه إلى توفير اللقاحات.

وما حصر مخزومي مسألة توفير اللقاحات بأهل بيروت إلا محاولة منه للعب في البيت الداخلي لرئيس تيار المستقبل. هذا كله لن ينتج حلاً ولا حكومة، إلا إذا انكسر الطرفان. أما في حال استمرار الوضع على حاله، وعدم تشكيل جبهة معارضة عريضة قادرة على استعادة التوازن بين قوى مسيحية وإسلامية، وتحرج حزب الله وتجبره على الضغط على رئيس الجمهورية، فيعني أن الأزمة مستمرة. وطالما عون في قصر بعبدا، لا حديث قبل العام 2022.

 

هل يمهّد باسيل الطريق أمام عسكرة التيار الوطني الحرّ؟/العسكرة تميّز الملتحقين بالمشروع الإيراني ونسخة مسيحية عن «حزب الله»!

أحمد الأيوبي/اللواء/22 كانون الثاني 2021

يخضع التيار الوطني الحر منذ توقيع اتفاقية التفاهم بينه وبين «حزب الله» في كنيسة مار مخايل6 شباط من العام 2006 لعملية تغيير عميقة تستهدف ثوابته الفكرية والسياسية ثم بُنيته التنظيمية وأخيراً وليس آخراً أدواره الوظيفية المحلية والخارجية، بحيث يتحوّل حزباً مغلقاً يسهل التحكّم به من خلال شخص رئيسه بعد وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وهذا ما استدعى إخراج المناضلين المؤسِّسين واستحضار أصحاب رؤوس الأموال من الخلفيات الحزبية المضادة لأصل الفكرة العونية. الانقلاب الأساس قام به الجنرال عون الذي ألغى جميع مفاعيل «الكتاب البرتقالي» الفكرية والسياسية، فأنسى جمهوره مخاطر مشروع الولي الفقيه ونسف خطاباته العنيفة ضد السيطرة الإيرانية على لبنان، لينتقل إلى وثيقة تفاهم مع وكيل الوليّ الفقيه تجسّد أقصى حالات «التقية السياسية» وما يليها من انكشاف للحقائق، خاصة بعد أن كانت عودة عون إلى لبنان جزءًا من مشروع تحالف يضمّ «حزب الله» والنظام السوري.

التيار: الارتباط بالحزب واستحضار الكتلة السورية

كان لا بُدّ من تثبيت جبران باسيل في رئاسة التيار وهكذا جرى إقصاء منافسيه من خلال فرضه مرشحاً وحيداً ليصبح المتحكّم الأول والأخير بالتيار البرتقالي ولتبدأ مرحلة التحويل التدريجي نحو مسار الممانعة، بالتوازي مع دخول باسيل نفق الولاء المطلق لمشروع الولي الفقيه. كان من أبرز ملامح هذا التحوّل إدخال الكتلة «القومية السورية» إلى قلب التيار، وتجسّد هذا الاتجاه في توزير الياس بوصعب ثم ترشيحه وفوزه بالنيابة وآخرين من العمق القومي مثل  فادي عبود ونقولا تويني الذي دعا في بيان أصدره في 9 تموز 2019 إلى «رفع السرية عن محاكمة انطون سعادة خدمة للحقيقة والتاريخ». أشرف باسيل على إدخال وجوه قومية في الهيكلية التنظيمية، وللتذكير فإنّ الحزب القومي شارك في انقلاب السابع من أيار ولا يزال يمتلك مخازن من السلاح وهيكلية أمنية يغطيها «حزب الله» بشكل مباشر، من دون أن يشمل التعميم حالات الانشقاق القومية. حضرت الوجوه الموالية للنظام السوري بقوة إلى جانب الرئيس عون، والجميع يذكر الوجود المتواصل لميشال سماحة قبل وبعد توقيع ورقة التفاهم، بينما أصبح ايلي الفرزلي من «عظام الرقبة»، وسليم جريصاتي مستشار اميل لحود عاد مستشاراً رئاسياً لعون، وهذه نماذج كافية لفهم حجم التحوّل الذي شهده التيار العوني.

اعتناق العنف وسيلة للتغيير أو التبرّك بالسلاح

أيّد التيار الوطني الحرّ انقلاب السابع من أيار 2008 وانساق مع «حزب الله» في استثمار مفاعيله في اتفاق الدوحة عندما رفع العماد عون شعار «إرجاع الحق إلى أصحابه»، وكان هذا الموقف محطة إضافية في تخلّي العونيين عن شعاراتهم السيادية والتحوّل إلى حزب يؤمن بالاستقواء بالسلاح للوصول إلى السلطة.

سلاح «حزب الله» نفسه هو الذي أوصل العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، بينما تحوّلت كتلة التيار الوطني الحرّ النيابية والوزارية إلى توأم لكتلة الحزب، فباتت مواقف التيار تحمل مزايدة على الحزب في تغطية النظام السوري وتجاهل العدوان الإيراني على العرب. لا ينسى باسيل كيف حاول محازبوه السيطرة على الشارع في العام 2007 وإقفال الطرقات بالقوة، وكيف نزل القواتيون وأزاحوهم خلال وقت قصير وأخمدوا محاولاتهم للتحكّم بمفاصل المناطق المسيحية. بتاريخ 21‏ نيسان 2020ظهرت مجموعات مسلحة بثياب مدنية خلال انعقاد جلسة مجلس النواب في الأونيسكو، أكّد النائب سامي الجميل أنّها ليست عناصر أمن بل عناصر حزبية مسلحة» لتقول بعض المصادر إنّهم كانوا الحرس الخاص للنائب جبران باسيل بعد أن نفى «حزب الله» صلته بهم، وكانت تلك إشارة أعادت التذكير بالصّور التي جرى تسريبها عن قيام عناصر عونية بالتدريب العسكري في العام 2013 ولم تنقطع التسريبات عن مجموعات من العسكريين المتقاعدين المتحلّقين حول باسيل كحالة أمنية تحت عناوين الحماية الشخصية. كما ظهرت مجموعات «باسيلية» مسلحة خلال فعاليات ثورة تشرين الأول 2019 قامت باعتراض طريق المتظاهرين من وإلى طرابلس واعتدت على أعداد منهم، كما اعتدت على مؤيدين للقوات اللبنانية في محاولة منها لإظهار أنّ «بلدة جبران» تحت السيطرة وأنّه يمتلك إمكانية قطع الطرق والتأثير الأمني والشعبي. لا يُخفي جبران باسيل نزعة القوة التي يحاول الظهور بها في مغامراته السياسية والتحديات التي يُطلقها ضدّ خصومه، وكانت حادثة بشامون نموذجاً للصدام الميداني الذي يريد صهر الجمهورية اختباره واستثماره في السياسة على غرار «حزب الله»، ولم يتوانَ عن تسخير الجيش اللبناني في استعراضاته المستفزّة، كما كان الحال عند دخوله إلى طرابلس على دبّابات لواءٍ عسكريّ، من دون أن يجد أحداً في استقباله من أبناء المدينة.

العقوبات على باسيل

في شهر تشرين الثاني 2020 فرضت وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان، عقوبات على وزير الخارجية السابق، النائب جبران باسيل بسبب دوره في انتشار الفساد في البلاد، بموجب القرار التنفيذي رقم 13818، والذي يستهدف مكافحة الفساد ومنع انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم.

واتهم البيان باسيل بأنّه في مقدمة الفساد داخل لبنان: ففي عام 2017، وثـّق باسيل قاعدته السياسية بتعيين أصدقاء له في مناصب، بجانب شرائه النفوذ داخل الأوساط السياسية اللبنانية بأشكال مختلفة. وفي عام 2014، تورط باسيل عندما كان وزيراً للمياه، في مشاريع، كان هدفها توجيه أموال الحكومة اللبنانية إلى أفراد مقربين منه، من خلال واجهة من الشركات. ونتيجة التهم السابقة، فإن جميع الممتلكات والمصالح الخاصة بباسيل، وأي كيانات يملكها بشكل مباشر أو غير مباشر بنسبة 50 بالمئة أو أكثر، بشكل فردي أو مع أشخاص محظورين آخرين في الولايات المتحدة، سيتم حظرها وسيتم الإبلاغ عنها في مكتب مراقبة الأصول الأجنبية. واختتم البيان، بأنه نتيجة لتورط باسيل في فساد، فإنه لن يكون مؤهلا لدخول الولايات المتحدة، بموجب القسم 7031 (C)، من قانون وزارة الخارجية الأميركية، والعمليات الخارجية الصادر في عام 2020.

تسخير مشاريع الدولة لصالح السلاح

وفي استكمال لهذا المسار، كشفت معلومات صحافية عن تورّط باسيل في تسخير مشروع سدّ بسري ومنشآته لصالح الأهداف الأمنية والاستراتيجية لـ«حزب الله»، وهذا انكشاف شديد الخطورة يوضح مدى تورّط باسيل في اختراق مؤسسات الدولة، فضلاً عن انحراف عناصر في تياره نحو تجارة المخدرات، كما هو حال أسعد خليل كيوان في البرازيل وعائلة جوزاف عون في كندا، من دون أن يصدر عن قيادة التيار أي نفي أو توضيح.

ما هي الخطوة التالية؟

وصل مشروع جبران باسيل إلى مفترق طرق بات يُحتّم عليه تغيير قواعد اللعبة لضمان انتقاله إلى وضعية القوّة المسيحية المستفيدة من تحالفاتها الإقليمية مع إيران والنظام السوري، وهو يطمح إلى كسر التفوّق الشعبي والقدرة الميدانية للقوات اللبنانية على الحشد والحركة في الشارع، وفي التقدّم السياسي الذي بات واضحاً على امتداد المناطق المسيحية. وبعيداً عن الجدليّة حول صحّة أو نفي اتصال باسيل ببشار الأسد، إلاّ أنّ المسألة تتجاوز الشكليات، لتدخل في عمق رحلة باسيل في عالم الممانعة، فهو بعد خضوعه للعقوبات الأميركية يسعى لبناء خطٍ مستقلٍ وخاصٍ به، على غرار ما يفعله «حزب الله»، مع الفارق في القياس لجهة الحجم والإمكانات، وهو يطمح إلى علاقاتٍ تحالفية كاملة مع النظام السوري تشمل كلّ الجوانب الاستراتيجية التي تجعل التيار الوطني الحرّ نسخة مسيحية مصغّرة عن الحزب ونـُسَخِهِ المنتشرة في العالم العربي، فأيّ دور سيكون لباسيل وتياره في ظلّ هذه التحوّلات؟

العسكرة أهم ميزات الملتحقين بالمشروع الإيراني

أثبتت الوقائع أنّ أيّ حزب أو تيار يتحالف مع «حزب الله» يخضع تدريجياً إلى عملية تغيير داخلية لتصبح دائرته الصلبة مرتبطة عضوياً بالحزب، ليس في السياسة فقط، بل في الأيديولوجيا السياسية، وبهذه الخلفية، نشأ التنظير لحلف الأقليات الذي يستند إلى قبول المسيحيين حماية الشيعة في مواجهة الأكثرية السنية في العالم العربي بمشرقه ومغربه. من هذه المنطلقات، ثمّة من يرى أنّ مسار المشروع الإيراني في لبنان لن يختلف عن مآلاته في العراق وسوريا واليمن، لجهة إنبات التشكيلات المسلّحة على حساب الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية، ويبدو أنّ هناك من يغري جبران باسيل بخوض هذه التجربة استناداً إلى توقعات الفوضى المقبلة في الطريق إلى جهنم.

 

التفاهمات الجارية بين سوريا وإسرائيل... لماذا وهل تصمد؟

هدى رؤوف/اندبندنت عربية/22 كانون الثاني 2021

تحدثت الأخبار منذ أيام قليلة عن لقاءات تمت منذ شهر بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين برعاية روسية في قاعدة حميميم الروسية في شمال سوريا. قِيل إن الاجتماع لمناقشة الوجود الإيراني في سوريا، وإن إسرائيل خلال المحادثات طلبت من دمشق الاختيار بين مزيد من الضربات الإسرائيلية على أهداف في سوريا والوجود الإيراني فيها. ومن ثم، هل يمكن أن يكون هناك محادثات وتفاهمات ناجحة بين إسرائيل وسوريا؟ من المعروف أن إسرائيل حددت منذ الحرب في سوريا خطوطاً حمراء عدة لن تسمح بتجاوزها وتستدعى تدخلها لحماية الأمن الإسرائيلي، وأحد هذه الخطوط نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله، وأن يشكّل جنوب سوريا تهديداً لإسرائيل من جهة الشمال من خلال ترسيخ تنظيمات معادية أو قواعد وتمركزات إيرانية. لذا، يتكرر الهجوم الإسرائيلي الجوي على الأهداف الإيرانية، ومن ثم أصبح الهجوم العسكري جزءاً من الاستراتيجية الإسرائيلية للحفاظ على أمنها، مما تعتبره تهديداً استراتيجىاً داخل سوريا. والمحادثات المعلن عنها أخيراً وأنكرتها سوريا، توحي بأن هناك جهوداً سياسية توظفها إسرائيل حالياً. الهدف واضح، هو منع ترسيخ إيران في سوريا وضد مشروع الصواريخ الباليستية التى تنقلها إيران إلى وكلائها في اليمن وسوريا والعراق، في جميع أنحاء المنطقة. وتحاول إسرائيل الآن توظيف استراتيجية متعددة الأبعاد لمواجهة هذا التهديد قائمة على الردع والدفاع. لكن ما السياق الذى دفع إسرائيل إلى انتهاج المسار السياسي المباشر مع سوريا؟ على المستوى الدولي، ربما يكون وصول الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، والمعروفه نيته الانفتاح بشكل ما على إيران، على الرغم من أن ملامح هذا الانفتاح لم تتحدد بعد، ومن ثم تحاول إسرائيل تناول قضية الصواريخ الباليستية على الأقل داخل سوريا، ومنع أية تمركزات عسكرية لإيران أو حزب الله داخل سوريا، لا سيما في الشمال. فمن غير الواضح إذا ما كان الرئيس الأميركي سيسمح لإسرائيل باستمرار غاراتها الجوية داخل سوريا على أهداف إيرانية، ومن المحتمل أن يكون هذا أحد الملفات التي لا بد لإسرائيل من التوصل إلى تفاهمات في شأنها مع الإدارة الجديدة، أي أن تل أبيب تستبق المفاوضات التي قد تبدأ بين طهران وواشنطن، والتي لا بد من أن تتناول مصالح إيران ووجودها داخل سوريا.

أما في ما يتعلق بالسياق السوري، فالسلطات السورية تعيش وضعاً يتسم بعدم قدرة إيران على التعامل مع أية هجمات إسرائيلية، وكذلك الحياد الروسي في ما يخص تلك الهجمات، والحياد السلبي السوري تجاه التنافس الروسي - الإيراني، فضلاً عن أن المفاوضات بين سوريا وإسرائيل أتت في ظل مناخ دولي وإقليمي يتسم بالانفراج، فإقليمياً هناك انفتاح عربي إسرائيلي في ما يخص استقرار العلاقات، ومصالحة خليجية عربية مع قطر، وهزيمة دونالد ترمب وفوز بايدن. وهناك توجه عام للتهدئة. وربما يحاول الرئيس السوري بشار الأسد الاستفادة من مناخ التهدئة والانفراجة الذي تشهده أطراف اقليمية ودولية، وحتى إيران تنتظر تحقيق منفعة منه.

ومن المعروف أن محاولات التفاوض والتفاهمات بين إسرائيل وسوريا ليست جديدة، فقد شهدت فترة الرئيس الأميركي بيل كلينتون محادثات سلام بينهما، وكان هناك جولات من المفاوضات غير المباشرة برعاية تركية في العام 2007 بعد حرب يوليو (تموز) 2006 في لبنان.

مما لا شك فيه أن المحادثات التي تمت أخيراً هي اختراق مهم، لأنها ستسمح لهم بالتعامل مع بعضهم بعضاً ووجهاً لوجه، وربما يحاول من خلالها الأسد إعادة التعامل معه بشكل طبيعي. وعلى الرغم من أن بقاء الأسد اعتمد منذ بداية الحرب على الدعم الإيراني متعدد الأبعاد، فإن هذا لا يعني نجاحه الكبير وفقاً لحسابات الكلفة والمنفعة، فخسائر الأسد أكبر بكثير من خلال الاعتماد على ايران وحدها، فإيران تهدف إلى تعزيز نفوذها وترسيخه في سوريا وتعميق قبضة وكلائها فيها من خلال اختراق عميق ومتعدد الأوجه لسوريا، عبر الدفاع والاقتصاد والتعليم والمجتمع والثقافة والدين، والسيطرة على البنية التحتية الحيوية، ودعم الميليشيات الموالية لها، وتعزيز التحول الأيديولوجي والديموغرافي. فسوريا حيوية بالنسبة إلى المصالح الاستراتيجية لإيران في الشرق الأوسط، ولطالما كانت أقرب حليف لها. ولقد أتاح نظام الأسد وصول إيران إلى الشرق الأوسط ووكلائها الإقليميين على مدى سنوات طويلة، فعلى الرغم من أن سوريا كانت دائماً عنصراً أساسياً في محور إيران - حزب الله، إلا أنه يمكن القول إن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين كانت متأثرة بالأوضاع الاقليمية وتداعياتها على كل منهما، وعلاقة كل منهما بالأطراف الإقليمية والدولية. فنظام الأسد تعامل ببراغماتية وحاول قديماً توظيف علاقته بإيران لمصلحة المساومة مع الغرب، والتقرب من الولايات المتحدة والتوسط لدى إيران للإفراج عن مسجونين فرنسيين.

والآن، في ظل التطورات الإقليمية والانفتاح الإقليمي المشار إليه، يمكن القول إن التقارب مع الأطراف الأخرى غير إيران، كالدول العربية والخليجية، والتفاهمات مع إسرائيل، ربما يفتحان الباب لتوافر المنافع الاقتصادية في شكل اتفاقات توريد النفط والاستثمار وإعادة البناء في مرحلة ما بعد التسوية السياسية.

لذا، ربما كان الحياد السلبي لبشار الأسد تجاه النشاطات الروسية والإيرانية، وتخطي وجود حزب الله وإيران الجانب العسكري في سوريا، بل التمدد في مفاصل الدولة الهشة التي تحياها سوريا، فضلاً عن الانفراجة المنتظرة في المنطقة بعد تولي بايدن، كلها متغيرات توحي بإمكان القيام بتفاهمات جديدة بين إسرائيل وسوريا، تحفظ أمن شمال إسرائيل من جهة، وتحفظ للأسد مصالحه في دولة تشاركه فيها أطراف إقليمية ودولية عدة، مما يعني وجوب رعاية عربية وخليجية بالأساس تعمل على استقطاب سوريا بعيداً من محور إيران، خصوصاً في ظل براغماتية نظام الأسد، فكون سوريا كانت تحكم من خلال أقلية علوية لا يعني أن العلاقات مع إيران أيديولوجية، بل هناك حسابات المنفعة والكلفة وتوظيف كل منهما الآخر في مواجهة الأطراف الأخرى، أي محاولة استقطاب سوريا عربياً على غرار محاولات التعامل مع العراق.

 

التمثيلية الرئاسية بطهران: لعبة الإقصاءات

أمير طاهري/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/2021

ربما سعياً لتشتيت الأنظار بعيداً عن اللحظة الراهنة بما تحمله من مشكلات عصيبة مثل الخراب الذي سببته جائحة فيروس «كوفيد - 19»، والتداعي الاقتصادي والتضخم المفرط وتفشي الفساد، قررت النخبة الحاكمة في طهران إطلاق موسم الانتخابات الرئاسية مبكراً، بينما من المتوقع عقد الانتخابات في يونيو (حزيران) القادم. أما النغمة الرئيسية التي سادت وسائل الإعلام الرسمية فدارت حول أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة المواجهة الأخيرة بين فصيلي «الإصلاح» و«المحافظة» اللذين لطالما أتاحا للجمهورية الإسلامية مظهراً تمثيلياً زائفاً للديمقراطية. ويدور موضوع آخر يجري الترويج له حول شائعات تفيد بأن «المرشد الأعلى» قرر الاستعانة برئيس عسكري إلى جانبه. وحتى الآن، تقدم بالفعل اثنان على الأقل من إجمالي ما يقدر بألف عميد حالي ومتقاعد نحو حلبة المنافسة. وأخيراً، تسعى فكرة ثالثة يجري الترويج لها نحو إقناعنا بأن «المرشد الأعلى» يرغب في إحداث تغيير في الأجيال في وقت تبدو تقريباً جميع المناصب العليا داخل جمهوريته الإسلامية التي أصابتها الشيخوخة، حكراً على أشخاص يبلغون السبعين من العمر أو أكثر. ومع ذلك، فإنه بالحكم على الشروط الجديدة الصارمة التي أقرت من أجل الراغبين في الترشح للرئاسة، ربما يكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، العثور على مرشح يتوافق مع المعايير المرغوبة التي حددها «المرشد الأعلى». في الواقع، تبدو القواعد التي نشرت الأسبوع الماضي، مصممة كي توضح من ليس بوسعه الترشح أكثر عمن بمقدوره المشاركة في المنافسة.

وهنا، يبدو الهدف الإقصاء، وليس توضيح المؤهلات.

بطبيعة الحال، يتعلق هذا الإقصاء في المقام الأول بالإيرانيات، اللائي يشكلن قرابة 52 في المائة من السكان. أما الإقصاء التالي فيمس الإيرانيين غير المسلمين الذين يشكلون ما بين 2 في المائة و4 في المائة من السكان. أيضاً، تشمل دائرة الإقصاء الإيرانيين المسلمين من غير الشيعة، والذين يمثلون 12 في المائة من السكان. ومع هذا، فإن كون المرء ذكراً ومسلماً وشيعياً ليس كافياً كي يضمن أن يكون مؤهلاً للترشح في الانتخابات الرئاسية، فحتى لو كنت شيعياً ينبغي أن تكون من أبناء طائفة «الاثني عشرية» كي يُسمح لك بالترشح. ولا يقتصر الأمر على ذلك، فمع كونك ذكراً ومسلماً وشيعياً ومن «الاثني عشرية»، يجب كذلك أن تكون «أصولياً»، الأمر الذي يعني إقصاء العشرات من الطوائف الأخرى مثل «الإخباريين» و«الشيخيين» والصوفيين وغيرهم.

هل تظن أن الأمر انتهى هنا؟ خطأ. حتى كونك ذكراً ومسلماً وشيعياً وأصولياً ومن «الاثني عشرية» ليس كافياً ليُسمح لك بالترشح للرئاسة داخل الجمهورية الإسلامية، يجب أن تكون مؤمناً بالإمامة، وهو مصطلح جديد صاغه الملالي يشير إلى الاعتقاد بأن مفهوم الإسلام الصحيح ناقص من دون الإيمان بالإمامة.

ومع هذا، لم ينته الأمر عند مسألة الإيمان بالإمامة، فأنت لا تزال بحاجة للإيمان بمبدأ «ولاية الفقيه» باعتباره النمط الوحيد المشروع للحكم. هل هذا كل شيء؟ لا على الإطلاق، فالإيمان بمبدأ «ولاية الفقيه» ليس كافياً هو الآخر، وإنما يجب أن تؤمن به في صورته المطلقة. وأخيراً، بمجرد أن تكتمل فيك جميع هذه الشروط، يجب أن تتوافق مع شرط آخر، هو (الولاء المطلق لـ«المرشد الأعلى» آية الله السيد علي حسيني خامنئي)، الذي طلب في هدوء أن يشار إليه بلقب «الإمام».

وبجانب هذه الشروط الأساسية الواجب توافرها للتأهل للترشح لمنصب الرئيس، ثمة شروط أساسية أخرى منها ألا يقل العمر عن 30 عاماً، الأمر الذي يستثني بذلك أكثر من 50 في المائة من الإيرانيين، وأن يقل العمر عن 70 عاماً، ما يستثني 5 في المائة آخرين من السكان.

وغني عن القول أن ما يقدر بحوالي 8 ملايين إيراني خارج البلاد ممنوعون من الترشح للرئاسة. علاوة على ذلك، تنص الشروط الجديدة على ضرورة الحصول على مؤهل جامعي أو ما يكافئه من معاهد دينية أو مدارس عسكرية.

إلا أن هذا الأمر ليس بالسهولة التي قد يبدو عليها. على سبيل المثال، كشف تقرير صادر عن البرلمان عام 2018 عن وجود آلاف من شهادات الدكتوراه المزورة داخل الجمهورية الإسلامية، من بين من يحملونها الكثير ممن يتقلدون أعلى المناصب الحكومية. ونظراً لنهمهم الشديد تجاه الألقاب، يعشق الإيرانيون أن يطلق عليهم لقب «دكتور» أو «مهندس» عندما لا يكون باستطاعتهم الحصول على لقب «السيد» أو آية الله، أو على الأقل حجة الإسلام. وبالطبع، تتمثل ذروة المجد في تقلد عدة ألقاب معاً مثلما كان الحال مع آية الله العظمى السيد الدكتور محمد بهشتي، وهو واحد من أوائل العناصر الذين عاونوا في إحكام القبضة الخمينية على السلطة عام 1979. وليس من المثير للدهشة أن نجد تقريباً جميع القيادات الكبرى في «الحرس الثوري» يستخدمون لقب «دكتور» بناءً على شهادات دكتوراه حقيقية أو مزيفة صادرة عن جامعات بعضها موجود والبعض الآخر ليس له وجود.

من بين عناوين الجامعات الزائفة عنوان جامعة في جزيرة سابا في الكاريبي، باعت أكثر من 500 شهادة دكتوراه لمسؤولين إيرانيين مقابل 25 ألف دولار للشهادة الواحدة.

وتواجه المؤهلات الدينية ذات القدر من الشكوك والتكهنات.

من ناحيتها، لا تعترف المعاهد الدينية التقليدية (الحوزات) في قم ومشهد بالمعاهد التي أسسها النظام تحت قيادة ملالي يتلقون أجورهم من الدولة. في المقابل، لا تعترف المعاهد الدينية الممولة من الدولة بالاجتهادات الصادرة عن الحوزات التقليدية.

من جديد، فإنه بخلاف النساء وغير المسلمين وغير الشيعة، يستثني هذا الشرط 80 في المائة ممن يرغبون في الترشح للرئاسة. وما يزيد الأمور تعقيداً أن الشروط المفروضة تتطلب مؤهلات أخرى من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، قياسها.

على سبيل المثال، كيف يمكن للمرء إثبات أن لديه «إيماناً صادقاً بضرورة الدين» أو «العداء الخالص للغرب» أو «معارضة جميع الفتن» التي جرت ضد الثورة الإسلامية؟

ومن بين الشروط التي يصعب إثباتها «تفضيل مصالح النظام على المصالح الشخصية»، بينما قد يتطلب شرط «امتلاك معرفة عميقة بالشؤون الداخلية والسياسات الإقليمية والأوضاع الدولية» اجتياز دورة تعقبها امتحانات.

وتزداد الأمور تعقيداً عندما يطلب من الراغبين في الترشح إثبات ولائهم ليس للنظام وجميع السياسات التي ينتهجها فحسب، وإنما كذلك استمرار جميع المؤسسات القائمة في الجمهورية الإسلامية. ويعني ذلك أن من يحلمون بإصلاح، ناهيك عن تفكيك مجلس صيانة الدستور أو دمج «الحرس الثوري» في الجيش، لا يمكنهم التقدم للترشح. ومن بين الشروط التي ربما تكون مصممة لإقصاء ما يطلق عليها مجموعة «فتيان نيويورك» المقربة من الرئيس حسن روحاني، يحظر على أي شخص يحمل جنسية مزدوجة أو حاصل على تصريح إقامة دائمة في بلد أجنبي الترشح للرئاسة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، وإنما يحظر كذلك على المولودين في بلد أجنبي أو من يقيم والداه في بلد أجنبي أو أحد أبنائه أو أي من أقاربه من الدرجة الأولى. عام 2018 ادعى «المجلس الإسلامي»، البرلمان المصطنع، في تقرير له أن ما يزيد على 1500 مسؤول رفيع المستوى، بينهم أعضاء لم تُكشف أسماؤهم في مجلس الوزراء، ومحافظون للمحافظات، يحملون جنسية مزدوجة، معظمها أميركية أو كندية، أو يرتاد أبناؤهم مدارس في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية. الأسبوع الماضي، أعطى «المجلس الإسلامي» لـ«مجلس صيانة الدستور» سلطة استخدام حق «النقض» ضد أي راغب في الترشح على أساس برنامجه.

وحتى إذا توافرت لديك جميع تلك الشروط، فإن طلب الترشح الخاص بك قد يُقابل بالرفض من جانب «مجلس صيانة الدستور» لأسباب لا يفصح عنها أبداً. بيد أن موافقة «مجلس صيانة الدستور» ليست الخطوة الأخيرة، ذلك أنه يحق لـ«المرشد الأعلى» استخدام حق «النقض» ضد ترشحك، ونظراً لأنك تؤمن بعصمته، لن تتمكن من الطعن على قراره. وليس هناك أي مرشح يمكن أن تتوافر فيه جميع المؤهلات ويملك الثقة في الحصول على موافقة «المرشد الأعلى» سوى واحد فقط: ميجور جنرال قاسم سليماني ـ لكن المشكلة أنه لم يعد مُتاحاً للمنصب.

 

الشعبويات والاحتراف السياسي والمستقبل

رضوان السيد/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/2021

في عام 1919، وقد خسرت ألمانيا في الحرب الأولى، ألقى المفكر والسوسيولوجي الألماني المعروف ماكس فيبر (1864 - 1920) بجامعة ميونيخ محاضرتين، بعنوان: العلم باعتباره حرفة، والسياسة باعتبارها حرفة. وكان همه في المحاضرة الأولى تحديث العلم والتعليم بالجامعات الألمانية. أما في المحاضرة الثانية فكان اهتمامه منصبّاً على دراسة أسباب هشاشة الأحزاب السياسية في ألمانيا، وآليات علائقها بإدارة الدولة. وفي كلتا الحالتين أو المسألتين، كان فيبر يرى ضرورة تقليد التجربة الأميركية في التعليم والبحث العلمي، كما في العمل السياسي. وكانت وجهة نظره، أنه وبخلاف الوضع في الولايات المتحدة؛ فإنّ الأحزاب السياسية (الحديثة) بألمانيا تنشئها ثلاث فئات: رجال الأعمال، والآيديولوجيون، وأهل المِهَن الحرة الأخرى وفي طليعتهم المحامون. وفي سائر هذه الحالات لا يساعد ذلك على ظهور السياسي المحترف؛ وبخاصة أنّ رجالات الأحزاب ومن دون أن يشعروا يصبحون تابعين لبيروقراطية الدولة القوية، أما الآيديولوجيون فإنهم يتحولون بالتدريج إلى انشقاق أو انشقاقات. وبسبب «الغربة» عن المجتمع العام أو الجمهور العام؛ فإنّ الأحزاب خارج السلطة سُرعان ما تتهمش، أما الآيديولوجيون فسُرعان ما يفقدون صبرهم فيتشرذمون من جهة، ويصطدمون بالسلطات العليا أو بالجيش. وفي كل الأحوال تتهدد وحدة البلاد، وباسم مكافحة الفوضى تلجأ السلطات العليا لاستخدام الجيش، وبتأييدٍ من الشعب، لأن الوضع ينقلب من الخوف من الدولة إلى الخوف عليها! وفيبر يرى المخرج في التربية السياسية الطويلة الأمد، والتي تتيحها الأحزاب السياسية أو الحزبان الكبيران في الولايات المتحدة. ويظلُّ الفارقُ قائماً بين بيروقراطية الدولة، وبيروقراطية الأحزاب، لأنها بيروقراطيات تتجدد ولا تجمد من خلال الانتخابات المتوالية على عدة مستويات، والتي يتيحها النظام الفيدرالي في الدولة الأميركية.

تحدث فيبر عن أهمية القيادة الكاريزمية للحزب، والقائد الذي تحيطه مجموعة متوسعة ومتجددة من المحترفين. وعندما أراد الحديث عن الظواهر السلبية، ذكر الآيديولوجيين الذين يريدون تغيير الواقع بطرائق ثورية. وكان في ذهنه الجماعات الشيوعية التي تتهدد سلطة الدولة وقد كان الاتحاد السوفياتي في طور الظهور في روسيا بعد ثورة عام 1917. وله في ألمانيا أنصار كثر. وتوفي فيبر عام 1920. عندما كانت بقايا الجيش الألماني تضرب الكومونات الماركسية التي قامت هنا وهناك ومنها واحدة في مدينة ميونيخ. إنما بعد وفاته بقليل، في عام 1924. بدأ ظهور شعبوية صغيرة يتزعمها قائد كاريزمي، وليس بين المتحزبين له أي سياسي محترفٍ على نمط فيبر المرغوب، والقائد هو أدولف هتلر النمساوي الأصل، والذي صار حزبه النازي شعبوية كبرى اكتسحت الانتخابات في عام 1933. فكانت آخر انتخابات بألمانيا حتى عام 1947 بعد الهزيمة في الحرب الثانية، والتي جلبها الـFührer على ألمانيا وكلفت عشرات الملايين من القتلى والخراب المهول في سائر أنحاء القارة بل القارات!

بعد الحرب العالمية الثانية ما عرفت الولايات المتحدة، ولا الغرب الأوروبي ظاهرة الشعبويات اليسارية أو اليمينية. وبدا أنّ ذلك يعود للتربية السياسية الأميركية التي أنتجتها الجيوش الأميركية والإدارات التي أنشأوها فيما بين أوروبا واليابان. وحتى الزعماء الناجحون بعد الحرب مثل أديناور وتشرشل وديغول، ما غرتهم كاريزماهم للانصراف عن الانتخابات وعن حكم القانون، وصاروا سياسيين محترفين وخرجوا من السلطة بخسارة الانتخابات أو بالصراع على السلطة بداخل أحزابهم!

لكنّ الشعبويات العقائدية والانشقاقية (وهذه المرة من اليمين) عادت للظهور في السبعينات من القرن الماضي، وفي أوروبا بسبب كراهية الأحزاب الكبيرة والبيروقراطية والهجرة، وفي أميركا بسبب ظواهر عودة الدين والإنجيليات الجديدة. ووجدت «الأكثرية الأخلاقية» التي قادها القس جيري فالويل ضالتها في الشخصية الكاريزمية للممثل السابق رونالد ريغان - وما كان الرجل ملوَّعاً ولا مُولعاً بالاحتراف السياسي، ولا بتدقيقات القانون والدستور. ثم إنه ما حصّل شعبيته بمكافحة الإجهاض والمثليين والهجرة؛ بل بمصارعة الاتحاد السوفياتي الُمجهد. ثم إنّ الحزب الجمهوري الذي فاز على لوائحه وعلى وقع هجمة الإنجيليين، أحاطه طوال فترتيه بمجموعة واسعة من المحترفين السياسيين الذين تربوا في الحزب وفي إدارات الدولة المحلية والفيدرالية. وفي حين انصرف المفكرون والاستراتيجيون لدراسة آثار عودة الدين على العلاقات مع الدولة العلمانية؛ تحطمت أكثرية فالويل الأخلاقية، وفاز الديمقراطي كلينتون على جورج بوش الأب؛ فكان الديمقراطيون هم الذين انصرفوا إلى جني ثمرات سقوط الاتحاد السوفياتي، ثم انشغل الأميركيون جميعاً وشغلوا معهم العالم بمكافحة الإرهاب الإسلاموي!

لقد نال أوروبا أيضاً شواظ الإرهاب والاندفاع لمكافحته بالداخل. لكنّ الشعبويات ما خمدت ولا تراجعت، وإن لم تجد قادة كارزميين كباراً. وقد طَامَنَ من اندفاعاتها قوة الاتحاد الأوروبي الذي سيطرت على دوله الكبرى التيارات السياسية الوسطية، وحاجة الدول الوسطى والصغيرة التي تصاعدت فيها الشعبويات وسيطرت فيها على عدة حكومات - إلى مساعدة ودعم الكبار ذوي الاقتصادات الأكثر صلابة وأريحية.

وكما فاجأت أميركا العالم بانتخاب أوباما الأسود للرئاسة، وهو خريج هارفارد، والمتمتع بأفضل خصال «البيض»؛ عادت ففاجأت الجميع باندفاعة شعبوية هي خليط من الإنجيليات وحساسيات «البيض» المهمشين بالمدن الصغيرة، وخوفهم من الملونين الذين يكادون يصبحون أكثرية في الولايات المتحدة. لقد وجد هؤلاء جميعاً ضالتهم من جديد في رجل هو أبعد ما يكون عن «الاحتراف» والتجربة السياسية. وما كان دونالد ترمب خفيفاً ولا ظريفاً على قلوب بيروقراطيي ومحترفي الحزب الجمهوري، لكنّ جمهور الحزب قهرهم، وتعزّوا بأنهم بذلك يجددون أو يكررون تجربتهم مع ريغان.

ما هو مستقبل النظم الديمقراطية الغربية التي عرفها العالم وقلّدها واقتدى بها، وقد تحولت هي بدورها ميزاناً وحسيباً ورقيباً على العالم في نظام العيش، وفي الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان؟ ما عاد يمكن القول إنّ الشعبويات هي ظاهرة عابرة، فهي قوية ليس في أوروبا وأميركا فقط؛ بل وفي روسيا والهند وأنحاء أُخرى من العالم في آسيا وأفريقيا. فالكل يبحث عن الهوية والخصوصية، وعما يعتبره «مصالح وطنية». وقبل أيام قال رئيس منظمة الصحة العالمية إننا على شفا فضيحة أخلاقية عالمية، فحتى اللقاحات ضد الوباء صار توزيعها مصلحة قومية أو وطنية! تبعاً لنظرية ماكس فيبر في الاحتراف السياسي الأميركي، نجح الديمقراطي جو بايدن. ومن جهة ثانية ينتهي في سبتمبر (أيلول) 2021 العهد الميمون للمحترفة وصاحبة التجربة السياسية الناجحة بألمانيا المستشارة ميركل. فإلى أين يتجه العالم والعالم الغربي على وجه الخصوص الذي يُحاصَر بين الديكتاتوريات والشعبويات؟!

 

عودة الروح لـ«داعش» في المشهد السوري!

أكرم البني/الشرق الأوسط/22 كانون الثاني/2021

تتباين الآراء حول أسباب تواتر العمليات العسكرية لتنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة، حتى بدا وكأنه لا يكاد يمر يوم من دون أن نسمع بتفجير أو كمين أو اغتيال أو هجوم خاطف، يقوم به هذا التنظيم في مناطق متفرقة من البادية السورية، الممتدة بين أرياف محافظات الرقة وحماة وحمص ودير الزور، مستهدفاً أمنيين وعسكريين من جيش النظام أو الميليشيا الإيرانية أو القوات الكردية أو الخبراء الروس، كان أبرزها اغتيال الجنرال الروسي فيتشسلاف غلادكيخ في شهر أغسطس (آب) الفائت، وكان آخرها مهاجمة سيارات مبيت للجيش السوري على طريق تدمر– دير الزور، في آخر يوم من العام المنصرم، ذهب ضحيتها أكثر من أربعين عسكرياً وضابطاً، تلاها في مطلع العام الجديد مهاجمة حافلات نقل وصهاريج وقود، شمال محافظة حماة، أدت لمقتل خمسة عشر عسكرياً على الأقل من قوات النظام والمقاتلين التابعين لها.

والحال، على الرغم من الإعلان الأميركي عن تصفية تنظيم «داعش» في ربيع 2019، واستسلام المئات من مقاتليه إثر سقوط آخر معاقله في قرية الباغوز قرب دير الزور، ونجاح واشنطن في قتل زعيمه البغدادي، وعلى الرغم من الحملات الجوية والبرية التي نفذتها القوات الروسية وجيش النظام في البادية السورية لملاحقة فلوله، وكان آخرها عملية «الصحراء البيضاء»، وأيضاً على الرغم من تمكن قوات أمنية عراقية من قتل واعتقال عديد من قادته وكوادره، واضطرار «جبهة النصرة»، خلال الشهور المنصرمة، لملاحقة واعتقال أهم ناشطي «داعش» ممن لجأوا إلى مناطق سيطرتها؛ على الرغم من كل ذلك يبدو أن هذا التنظيم قد نجا من الموت والهلاك، وأعاد الروح لنشاطاته العسكرية، معتمداً أسلوب حرب العصابات، ومستقوياً بقدرة عناصره على الانتشار والتخفي ضمن الطبيعة الجغرافية للبادية السورية المترامية الأطراف، والمتصلة مع الحدود العراقية والأردنية والتركية.

هل يصح القول بأن خصوصية «داعش»، ببنيته الجهادية ولحمته الآيديولوجية، وما راكمه من كفاءات وإمكانيات عسكرية ومادية، تمنحه القدرة على التجدد وإعادة إنتاج ذاته بذاته متجاوزاً الضربات الأمنية أياً تكن شدتها، ما يفسر عودته اللافتة إلى المشهد السوري؟ أم ينبغي البحث، هذه المرة، عن الأسباب في عوامل خارجية، ربطاً بالخسائر الكبيرة التي تكبدها التنظيم على صعيد قادته وكوادره، ومصادرة جل ما يمتلكه من مال وأسلحة وعتاد، وربطاً بانحسار حاضنته الشعبية، وتنامي حالة الجفاء بينه وبين الجماعات الأهلية التي اعتاد الاستناد إليها، بما يعني ربط تسعير نشاطه الراهن بتنامي حاجة بعض الأطراف المتصارعة لتوظيفه كورقة سياسية وعسكرية في معارك الابتزاز والنفوذ؟!

من هذه القناة، يمكن النظر إلى حاجة حكام طهران والنظام السوري لإعادة الروح لدور «داعش»، إنْ لقطع الطريق على أي خطة للتسوية السياسية، وإنْ للتلويح ببعبع الإرهاب لمحاصرة ردود فعل الناس ضد معاناة معيشية لم تعد تطاق، وإنْ - وهو ما دأبتا عليه تاريخياً - لتأجيج المخاوف الغربية من الجهادية المتشددة، وتحصيل قبول دولي بهما، كأهون الشرور، ولا يغير هذه الحقيقة ازدياد أعداد قتلاهما على يد «داعش»، فذلك يجعل رهانهما مجدياً وقابلاً للتصديق؛ بل يؤكدها توقيت تصاعد عملياته العسكرية مع وصول رئيس جديد للبيت الأبيض، بغرض تغذية التحذيرات الأميركية والغربية المتكررة من خطر عودة «داعش»، ولعل أولى ثمارها إرسال حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» إلى شرق المتوسط.

لنتذكر إطلاق سراح مئات المتطرفين من سجون العراق وسوريا الذين شكلوا النواة الأولى لتأسيس «داعش»، ثم ما أثير عن تواطؤ حكومتي البلدين لتسهيل سيطرته على مدينة الموصل وعلى كميات وفيرة من السلاح والذخائر، ثم تمكينه من الاستيلاء على مدينتي الرقة وتدمر وقطاع واسع من البادية السورية، وأيضاً لنتذكر اكتشاف كوادر لـ«داعش» مرتبطين بالأجهزة الأمنية السورية، ثم وجوه التعاون الاقتصادي بين الطرفين في مجال تسويق النفط وتبادل المنتجات الزراعية، والأسوأ التواطؤ العسكري بينهما في توقيت بعض المعارك والانسحابات لتسهيل سحق مناطق التمرد المستعصية؟ ثم أليست ذات دلالة عبارة زلق بها أحد قادة «الحرس الثوري»، تفوح بقلق من أن تفضي الجدية في القضاء على «داعش»، لحرمان بلاده من إحدى شبكات اللعب والتأثير في المنطقة؟!

ومن القناة نفسها يصح النظر إلى دور حكومة أنقرة في تنشيط «داعش»، ما دامت صاحبة مصلحة حقيقية في توظيفه لأهداف متنوعة: أولاً، لضرب القوات الكردية ومحاصرتها، وللنيل اغتيالاً من قادتها وكوادرها، وثانياً، لإشغال موسكو وتخفيف ضغطها على مدينة إدلب؛ حيث تهدد نشاطات «داعش» الأخيرة الاستقرار في حقول النفط والغاز والفوسفات التي تستثمرها الشركات الروسية، ما يستدعي إعادة توجيه الجهود صوب البادية السورية، بدليل عنف قصف الطيران الروسي لهذه المنطقة، وتواتر حملات الاجتياح والتطهير التي تقوم بها الكتائب الموالية، وثالثاً، لركوب موجة الفوبيا العالمية من الإرهاب الداعشي، كي تفرض نفسها كخيار للاعتدال، كما يحاول الإسلام السياسي عادة، عساها تحسن من فرص تقبلها في أوساط الرأي العام العربي والغربي.

لنتذكر كيف فتحت حكومة إردوغان الحدود على مصراعيها لتسريب الآلاف من الكوادر «الجهادية» من الشرق والغرب، كي ترفد تنظيم «داعش» وتمده بالخبرات والأموال، وأيضاً ما أثير عن اكتشاف مخازن أسلحة نوعية لـ«داعش» فوق الأراضي التركية، وعن عمليات عسكرية أُعلنت باسم «داعش»، وتبين أن من قام بها هم عناصر من جماعات إسلاموية متشددة لها صلات ملتبسة مع أجهزة الأمن التركية.

واستدراكاً، ما كانت الأسباب السابقة عن عودة الروح لـ«داعش»، والتي يحلو للبعض إدراجها في إطار نظرية المؤامرة، أن تأخذ طريقها إلى الضوء والجدل، لولا حالة الإبهام والتعمية التي تلف هذا التنظيم بنشأته وكوادره وقادته، وغموض بنيته الداخلية وآليات تشكيل هيئاته، ما يوفر الفرص لاختراق صفوفه وزرع كفاءات استخباراتية يمكنها تجيير بعض نشاطاته لمصلحة الجهة الموالية لها، والأهم لولا انحطاط الصراع السياسي في المنطقة نحو عنف طائفي بغيض، يحدوه اكتفاء مقصود من قبل جميع الأطراف التي تدعي مناهضة «داعش»، بالحلول الأمنية والعسكرية وتجاهل العوامل السياسية والمعرفية والاقتصادية، كالاستبداد والتمييز والجهل والفقر والفساد، والتي من دون معالجتها لا يمكن هزيمة هذه الآفة جذرياً وتجفيف منابعها.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون وقع مرسوم سلفة بقيمة 50 مليار ليرة للمتضررين من انفجار المرفأ ومرسوم تمديد مفعول براءات الذمة للضمان الاجتماعي

وطنية - الجمعة 22 كانون الثاني 2021

وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم، المرسوم الرقم 7401 تاريخ 22 كانون الثاني 2021 القاضي بإعطاء الهيئة العليا للاغاثة سلفة خزينة بقيمة 50 مليار ليرة لبنانية لاستكمال دفع تعويضات للمتضررين من جراء انفجار مرفأ بيروت، على ان توزع هذه التعويضات وفق الآلية التي وضعتها قيادة الجيش ومحافظة بيروت، واستنادا الى جداول اسمية يعدها الجيش وفق مبدأ الاولوية. وطلب الرئيس عون من قائد الجيش العماد جوزف عون الايعاز الى من يلزم الاسراع في توزيع هذه التعويضات وفق الاولوية المحددة. كذلك وقع الرئيس عون المرسوم الرقم 7402 تاريخ 22 كانون الثاني 2021 القاضي بتمديد مفعول براءات الذمة التي يصدرها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والمنتهي مفعولها بين تاريخ 31/12/2020 ضمنا وتاريخ 30/3/2021 ضمنا الى 31/3/2021.

 

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: عون لم يطلب الثلث المعطل وباسيل لم يتعاط بالتشكيل وحزب الله لا يتدخل والقصر بانتظار طرح حكومي يراعي التمثيل العادل

وطنية - الجمعة 22 كانون الثاني 2021

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي: "تكاثرت في الآونة الاخيرة تحليلات ومقالات تتناول موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ما خص موضوع تشكيل الحكومة وذلك بقصد التشويه والايحاء بأن الرئيس عون هو الذي يضع العراقيل في مسيرة التشكيل في وجه الرئيس المكلف. دحضا لكل هذه الاقاويل ومواقف بعض المعنيين بعملية التشكيل يؤكد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على الآتي:

أولا: ان رئيس الجمهورية لم يطلب الحصول على الثلث المعطل في التشكيلة الحكومية العتيدة.

ثانيا: تكثر الادعاءات بأن رئيس "تكتل لبنان القوي" النائب جبران باسيل يعرقل تشكيل الحكومة، فيما ان الواقع يؤكد ان النائب باسيل لم يتعاط في عملية التشكيل مطلقا، وللتكتل مواقفه السياسية التي يعبر عنها.

ثالثا: يدعي البعض أن "حزب الله" يضغط على رئيس الجمهورية في مسألة تشكيل الحكومة، وهذا امر غير صحيح في المطلق لأن الحزب لا يتدخل في أي قرار لرئيس الجمهورية، بما في ذلك تأليف الحكومة، وللحزب مواقفه السياسية التي يعبر عنها.

رابعا: اما في ما يتعلق باختيار الوزراء وتسميتهم وتوزيعهم على الحقائب الوزارية، فإن هذا الامر ليس حقا حصريا لرئيس الحكومة استناداَ الى البند الرابع من المادة 53 والبند الثاني من المادة 64 من الدستور، ما يدل على ان للرئيس عون حقا دستوريا بأن يوافق على التشكيلة الحكومية كاملة قبل التوقيع.

خامسا: ليس لرئيس الجمهورية ان يكرر دعوة رئيس الحكومة المكلف الى الصعود الى بعبدا، ذلك ان قصر بعبدا لا يزال بانتظار ان يأتيه رئيس الحكومة المكلف بطرح حكومي يراعي معايير التمثيل العادل عملا بأحكام الدستور، في حين ان الظروف ضاغطة جدا على أكثر من صعيد لتأليف الحكومة.

إن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية إذ يورد هذه المعطيات للرأي العام، يأمل في ان تضع حدا للاجتهادات والتحليلات والمواقف المغايرة لها".

 

دياب اتصل بالامين العام للامم المتحدة وبحثا في امكانية مساعدة لبنان والانتهاكات الاسرائيلية وأعباء النازحين : ملتزمون المحكمة الخاصة لانجاز مهمتها

وطنية - الجمعة 22 كانون الثاني 2021

أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب اتصالا هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تم في خلاله البحث في مختلف المسائل ذات الاهتمام المشترك وفي الجهود التي تبذلها المنظمة الدولية لمساعدة لبنان في التغلب على الأزمات التي يعاني منها".

وأعلن المكتب الاعلامي في السرايا في بيان،"أن الرئيس دياب أثنى على المبادرات التي اتخذها الأمين العام لمساعدة لبنان، لا سيما المشاركة في ترؤس مؤتمري باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني والنداء العاجل الذي أطلقه بتاريخ 4 آب 2020 إلى المجتمع الدولي للاستجابة للحاجات الفورية الناجمة عن الانفجار في مرفأ بيروت". وأطلع الرئيس دياب الأمين العام على واقع انتشار فيروس كورونا وشدد على "الحاجة لإعادة تأهيل المستشفيات الحكومية والخاصة نظرا لنفاذ قدراتها الاستيعابية للمرضى والمصابين بعدوى الفيروس والحاجة الملحة لتجهيزها بغرف العناية الفائقة والأجهزة الطبية اللازمة ومنها آلات التنفس". وطلب دياب من الأمين العام "المساعدة في توفير مائتي سرير لغرف العناية الفائقة ودعم الأمم المتحدة للبنان في حملة اللقاح ضد الفيروس وضرورة أن يشمل جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية". وأشار البيان الى ان الأمين العام للامم المتحدة،"أعرب عن تفهمه الكامل للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والتي تفاقمت بانفجار المرفأ وانتشار الجائحة". وأشار إلى أنه سيبحث مع المسؤولين في المنظمة الدولية في أفضل الوسائل للمساعدة في هذا الشأن، علاوة على الجهود التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيدة نجاة رشدي". وأثار الرئيس دياب، في خلال الاتصال "موضوع الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للمجال الجوي اللبناني والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية، مما يشكل انتهاكا فاضحا للسيادة اللبنانية وللقرار رقم 1701 الذي يلتزم به لبنان"، لافتا إلى "تفاقم هذه الانتهاكات في المدة الأخيرة". وأكد الرئيس دياب "أن هذه الانتهاكات، فضلا عن الأعمال الاستفزازية والعدوانية وآخرها عملية خطف الراعي بتاريخ 12 كانون الثاني من داخل الأراضي اللبنانية تشكل خطرا على لبنان وتهديدا للسلم والأمن الدوليين، ما يستدعي تدخله العاجل لوقفها". وتطرق البحث إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حيث أكد الرئيس دياب "إلتزام لبنان بالمحكمة لتمكينها من إنجاز المهمة الموكولة إليها". وأطلع الرئيس دياب الأمين العام للامم المتحدة على "خطة عمل الحكومة اللبنانية لعودة النازحين السوريين إلى ديارهم والتي أقرها مجلس الوزراء بتاريخ 22 تموز 2020"، لافتا إلى الأعباء الكبيرة "التي يتحملها لبنان جراء استضافتهم لا سيما في الظروف الحالية الصعبة وعلى الرغم من المساعدات التي تقدمها الجهات المانحة لدعم المجتمعات المضيفة". وخلص إلى أنه "لا يمكن ربط عودة النازحين السوريين إلى ديارهم بالحل السياسي للأزمة السورية". وأشار بيان المكتب الاعلامي في السرايا، الى "أن الأمين العام أخذ علما بالخطة التي سيثيرها مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين، باعتبار أن المفوضية هي المرجع المعني مباشرة في مسائل اللجوء". وبحث الرئيس دياب مع غوتيريش في موضوع وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين، لافتا إلى "أن لبنان سيترأس اللجنة الاستشارية للوكالة لمدة سنة إعتبارا من أول تموز 2021 ويتطلع إلى التعاون الكامل معه ومع المفوض السامي للمساهمة في إيجاد الحلول لمختلف الصعوبات التي تعاني منها المنظمة الدولية وتأمين الوسائل الكفيلة بأداء عملها وتوفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين من دون أي انتقاص". وأكد غوتيريش "أن موضوع الأونروا يشكل إحدى الأولويات الملحة لدى الأمم المتحدة نظرا للأزمة المالية الحادة التي تعاني منها الوكالة جراء الثغرات في التمويل والنقص الكبير في الموارد المالية".

 

جنبلاط: لا بد من تسوية حول الحكومة ونصيحتي للحريري بأن يدعهم يحكمون

الجمعة 22 كانون الثاني 2021

وطنية - أشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في حديث الى إذاعة "صوت كل لبنان"، الى أن "الدولة تقوم بجهد حيال كورونا، لكن هناك ثغرة هي الحاجة الى حملة توعية أكبر للمجتمع، وفي الوقت نفسه هناك مناطق معينة غير ميسورة وفقيرة ويصعب الوصول اليها، فهؤلاء بماذا ينفعهم الحجر إذ أنهم يريدون لقمة عيشهم اليومية". وقال: "كل ما يحصل يعيدنا الى السياسة، فصحيح أن وزير الصحة يعمل جاهدا لكنه يحتاج الى تعاون من كل الجهات، من وزير الداخلية ومن الجميع، فيما هناك الكثير من الضياع، وفي الوقت نفسه إذا عدنا الى رفع الحجر فهذا سيعيدنا الى مكاننا، وعلى الأقل يجب القيام بمثل ما قامت به فرنسا وهو حظر التجول الدائم من الساعة السادسة مساء". أضاف: "تم تجهيز الكثير من المستشفيات، وبحسب معلوماتي هناك قطاع خاص من المستشفيات لا يريد استقبال مرضى كورونا، و60% من المساحات في المستشفيات الخاصة لا يريدون استخدامها، مع أنهم يتمتعون بالكثير من التسهيلات من الدولة". وعن وصول اللقاح إلى لبنان وشمول الدفعة الأولى 80 ألف جرعة، قال: "سمعت أن العدد سيكون مليون لقاح، والـ80 ألف على الأقل يجب أن تذهب الى أصحاب الحاجة خاصة الطواقم الطبية والتمريضية والعاملين في المستشفيات الحكومية فهم الذين يؤمنون حمايتنا".

أضاف: "الحزب التقدمي الإشتراكي يعمل كما تعمل أحزاب أخرى، لكن هذا لا يعني أن عمل الحزب يغني عن وجود الحكومة، ولكن حتى هذا الوقت ليس هناك أي بصيص أمل".

وعما إذا كنا قد "وصلنا الى جهنم"، قال جنبلاط: "هل هناك أكثر مما نحن فيه، لسبب بسيط وهو أن البعض يظن أن العالم مهتم بلبنان لكن لا أحد مهتم به. كان هناك شيء من الإهتمام من قبل فرنسا ولا يزال، انما علينا الاهتمام بأنفسنا وبحل العقد الداخلية، وأنا من أصحاب نظرية التسوية، فلا بد من تسوية في ما يتعلق بالحكومة". وعن المبادرة الفرنسية، قال: "هذه المبادرة لم تفشل بل أفشلناها نتيجة الحسابات الداخلية، لذلك التسوية أو بمعنى إمكانية المصالحة بين الرئيس ميشال عون وسعد الحريري وبالطبع خلف الرئيس عون هناك جبران باسيل، هذه النقطة التي انتهينا اليها في آخر حديث مع باتريك دوريل المبعوث الفرنسي منذ أربعة أشهر". وعن رفض الرئيس عون المبادرة والإتصال بالرئيس المكلف، قال: "المسألة لا تحتمل عنادا من قبله، والحريري من موقعه أهين بالفيديو الذي تم تسريبه، ويجب الخروج من هذه الأمور الصغيرة للأوسع، إلا إذا كان موقع سعد الحريري مرفوض، وأنا صاحب نظرية "خليهم هني يحكموا"، وهذا الأفضل، لكن الشيخ سعد يريد أن يحكم معهم، بينما حزب الله ومن خلال التيار الوطني الحر يستلمون البلد، فليستلموا كل البلد، بكل مفاصله وليتحملوا مسؤولية الربح أو الخسارة. لماذا نشارك نحن ولا نتسلم أي شيء؟".

أضاف: "لدى البعض حسابات أخرى، فالشيخ سامي الجميل حساباته ربما تكون تحسين وضعه الإنتخابي، والدكتور سمير جعجع يريد أيضا تحسين وضعه الإنتخابي للرئاسة، وما تبقى من تحالفات قديمة انتهى، ولم يعد هناك 14 آذار".

وعن دعوة جعجع الى تكوين "جبهة إنقاذ معارضة لأجل إجراء إنتخابات نيابية مبكرة تعيد تكوين السلطة"، قال جنبلاط: "يريد انتخابات نيابية مبكرة على قاعدة هذا القانون، الذي مزق كل الناس، ونحن لن نوافق معه على هذا الأمر، إذ غيرنا القانون ربما نلتقي، ولكن بهذا القانون أبدا، فقد تم إجبارنا عليه، إذ أن تحالف حزب الله - التيار الوطني الحر سار به، والحريري حاول تأخيره انما في النهاية وقع عليه، لقد دمر نفسه ودمرنا معه". وإذا كان ينصح الرئيس المكلف بالإعتكاف عن تشكيل الحكومة، قال: "هذه نصيحتي بالأساس وقلتها في مقابلتي الأخيرة مع مارسيل غانم، لكن نصيحتي غير ملزمة فهو عليه أن يقرر، هم لا يريدونه، جربها في الماضي لمدة 3 سنوات ولم نستطع القيام بشيء ولا حتى تغيير موظف واحد في شركة الكهرباء، ولم نستطع القيام بالإصلاح المطلوب الأساسي الذي طالبت به فرنسا وهو موضوع الطاقة، لم نقم بشيء".

وعن تشكيل حكومة أخصائيين، قال: "ماذا نقصد بالأخصائيين؟ هذه الوزارة فيها نوع من الأخصائيين، لكن في لبنان بحاجة الى أشخاص مسيسين ولديهم سلطة على الإدارة، الأخصائي يأتي من البنك الدولي أو من غيره لا يعرف بالتفاصيل الداخلية".

وعن علاقته بالعهد، قال: "في الأساس ليست جيدة "لا يحبونني ولا أحبهم، والامر معروف وليس سرا، آخر مرة التقيت فيها رئيس الجمهورية كانت منذ سنتين، ثم خلف رئيس الجمهورية هناك "الصهر" الكريم، والصهر الكريم مشروع سلطة دائمة، وهو يريد في الحكومة الحالية أو في تشكيل الحكومة، الثلث المعطل حتى إذا حدث شيء لعمه - والأعمار بيد الله - أن تكون السلطة بيده أي بيد جبران في الحكومة، التي بحسب الدستور هي التي تحكم بانتظار انتخاب رئيس جمهورية جديد، وهذا هو الأمر بكل وضوح".

أضاف: "هناك غرف سوداء، هناك سليم جريصاتي والمدام عون، غرف معزولة، هم الذين يحكمون ويتحكمون بالقضاء، وهناك غرف عسكرية "غريبة عجيبة"، ولماذا فجأة يظهر هذا الهجوم من قبل بعض الصحف التي يسمونها الممانعة على العماد جوزف عون؟ غريبة هذه القصة، لماذا اليوم، وأين أخطأ قائد الجيش؟ هناك أمور غريبة، فمثلا عندما اجتمعوا في المرة الأخيرة في مجلس الدفاع الأعلى اعتذر قائد الجيش لظروف خاصة وذلك لمخالطته ضابطا مصابا كورونا، فبدلا من أن يأتي رئيس الأركان أرسلوا الضابط الذي يرسم الحدود بيننا وبين إسرائيل والذي أراد زيادة الحدود بما يصل ربما الى ضواحي حيفا".

وتابع: "نعود الى الموضوع المركزي، هناك حزب قوي جدا ومن خلفه دولة قوية جدا إسمها الجمهورية الإسلامية، وكان سؤالي مع ليال الاختيار عبر قناة "الحرة": هل الجمهورية الإسلامية تعترف بلبنان الكبير أم أننا فقط مقاطعة من المقاطعات في الجمهورية الإسلامية بين لبنان وسوريا والعراق؟".

وأردف: "دائما كان هناك تقسيمات سياسية ثقافية، وصور هنا وهناك مستفزة لهذا ولذاك، لكننا لم نصل الى هذه المرحلة حيث لا وجود لما تبقى من لبنان. يبدو ان لديهم رؤية مختلفة حول ما سأسميه "الإقليم اللبناني"، أي أنهم يريدون إقليما كما كردستان وعربستان على طريقتهم، وليس بالضرورة دولة إسلامية، بل دولة غير موجودة لنسميها ملحقا بإيران الكبرى، فهل العراق أفضل منا اليوم؟ كلا ليس كذلك، وسوريا ثلثها يقع تحت النفوذ الروسي والتركي ثم لدينا الإيراني، فالدولة السورية انتهت".

وردا على سؤال عما يحكى عن استعداد بشار الأسد للمصالحة مع إسرائيل وعن إمكانية عقد تسوية، قال: "المشكلة أنه بقي وهو محمي نتيجة التدخل الروسي والإيراني، ولأنه آنذاك عندما كان باراك أوباما يدير المحادثات النووية مع إيران رفض الدخول في أي تغيير للنظام السوري، فلم يقم (النظام) بأي تنازلات، ما زال موجودا، بل على العكس، فقد استمر بالقمع والضرب، وما زال موجودا. أما بالنسبة الى الانتخابات، فكيف سيجرونها وعلى أي أساس؟ اتفقوا في جنيف على انتخابات على أساس التغيير التدريجي للسلطة، لكنه لم يغير، ولن يتغير، هناك حلف سياسي معين، وحلف عقائدي معين، وأكثر من ذلك، حلف ديني معين من لبنان إلى إيران مرورا بدمشق". وعن اتهامه النظام السوري بتفجير مرفأ بيروت، قال: "يبدو أن التحقيقات لا تتحرك لهذا السبب، فنظام الأسد، مباشرة أو من خلال أصحابه في لبنان، أوقف التحقيق، ونحن أيضا أخطأنا، كان على سعد الحريري أن يقبل بالتحقيق، لا شيء على سعد الحريري، لأن علينا أن نعود إلى العام 2014، كل الذين حكموا، بالإستخبارات أو غير الإستخبارات، على علم بهذه المواد". أضاف: "المحقق العدلي القاضي فادي صوان ارتكب خطأ عن قصد أو عن غير قصد، بأنه لم يستدعِ رئيس الجمهورية، فدخل في الإشكال الشكلي الطائفي، على أن الرؤساء يحاكمون أمام الهيئة الخاصة. فليسحموا لي بما خص الهيئة الخاصة، لا بد من الإستمرار بالتحقيق أيا كان المسؤول. بيروت دمرت و200 شهيد وآلاف الجرحى، دون أن ننسى العقيد أبو رجيلي وجوزف بجاني. اما التحقيق الدولي فقد رأينا سابقا إلى أين أوصلنا، إلا إذا كان هناك احتياط مليار دولار لندفعها، وننتظر 10 سنوات".

وردا على سؤال، قال جنبلاط: "مع الأسف هذا قدرنا، والحكومة لو شكلت، وحسب وعد الرئيس ايمانويل ماركون، كان ربما سيفتح أبواب البنك الدولي وصندوق النقد كي يعاد إعمار بيروت والبلد على الأقل. الرئيس ماركون أتى ووعد على أساس الإصلاح، ولم تقم الطبقة السياسية بذلك، وأنا جزء منها، لكنني لست مؤثرا فيها بقدر تأثير ميشال عون والسيد حسن نصرالله وسعد الحريري. وعد ماكرون على أساس الإصلاح لكن الإصلاح لم يتم، وعدنا إلى الحلقة المركزية الصغرى، لم يتم الإصلاح ولم تتشكل الحكومة الجديدة".

أضاف: "لم أضع الحريري في موقع أي أحد، وأنا أذكر بما أن الشيخ سعد يريد مشاركة هؤلاء، فأنصحه "بلاها"، وإذا كان مصرا، فليكمل، لكن أقول إن ماكرون وعد شرط الإصلاح والحكومة الجديدة، ولم ينفذ البندان".

وعن وصول كميات من المواد الكيميائية الخطيرة الى لبنان، قال جنبلاط: "القرار الأول كان موقعا من قبل "المدام عكر"، استغربنا هذا الأمر، ولولا الضجة التي أثارها النائب جورج عقيص ربما لم نكن لننتبه، إلا أنها هي من وقعت القرار الأول ووزير الأشغال حول بعض المواد الغريبة العجيبة، لكنهم لا يكترثون، فنحن فاقدون للحد الأدنى من القرار الوطني اللبناني، وفي النهاية حكومة حسان دياب هي حكومتهم، وليست حكومتي".

أما عن "إهمال دول الخليج للبنان وفقدانه دوره في الشرق الأوسط"، فقال: "الوضع تغير مع تغير موازين القوى في المنطقة، فدول الخليج تعاتبنا وهذا من حقها، انما لا يمكنها أن تنسى الوجود اللبناني. لديها حيثياتها، أجرت حسابات ربما خاطئة، تتعلق بإيران، هذا رأيي، الجمهورية الإسلامية موجودة، والدول التي كانت تخضع لنفوذها كبيرة: اليمن، سوريا، العراق، لبنان. لا نستطيع أن نفقد الأمل، وهذا دور الحكومة الجديدة إذا ما شكلت، نعمل جاهدين، لأنه في النهاية، من أين يعيش ما تبقى من لبنان، من هؤلاء عشرات الآلاف ممن تبقى من لبنانيين في دول الخليج، دون دول الخليج لا وجود لما تبقى من لبنان".

أضاف: "لا يمكن أن نفقد الأمل، إن لم تتم المصالحة بين باسيل وعون من جهة، والحريري من جهة، يا شيخ سعد هم لا يريدونك، فليحكموا، وسنرى لاحقا إذا ما كان هذا الحكم سينجح، وبرأيي لن ينجح، فمشروعهم تدمير وإفقار".

وتابع: "نظرية الحياد قديمة وتعود إلى الخمسينات، الحياد مستحيل في لبنان بين الجارين الكبيرين، إسرائيل وسوريا، والآن إسرائيل وإيران، لكن على الأقل الحياد الإيجابي، أي أن يملك لبنان الحد الأدنى من القرار الذاتي. اتفقنا في الحوار أيام الرئيس ميشال سليمان على أن نقوم بالإستراتيجية الدفاعية من أجل ان نوضح الأهداف، سلاح المقاومة من أجل ماذا؟ تحرير شبعا ومزارع كفرشوبا، اليوم أصبحنا منصة صواريخ، تحرير كل فلسطين أو بالأحرى الحرب مع أميركا، من الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط، توسعت قليلا لكننا لا نستطيع تحملها".

وردا على سؤال عن معادلة الأقوياء والضعفاء في لبنان، سأل جنبلاط: "من القوي في البلد؟ نظرية الرجل القوي غلطة، المطلوب أن يكون البلد بمؤسساته قويا، وباقتصاده وبجيشه وسياسته الخارجية. حزب الله هو القوي لأن إيران هي القوية، في النهاية حزب الله موجود ولديه حيثياته العسكرية والإقتصادية، لديه المدى الإيراني ويملي إرادته علينا، فهل يعترف بالكيان اللبناني؟ هذا السؤال غير موجه إليه، بل الى إيران". أما عن تهنئته الرئيس الأميركي جو بايدن بتوليه رئاسة الولايات المتحدة، فقال: "إنتقدوني كثيرا وشتموني، هنأته لأنه في خطابه ناشد الأميركيين وحدة بلادهم، دونالد ترامب قسم أميركا، وتقريبا أوصلها إلى مشارف الحرب الأهلية، ورأينا ماذا حصل في الكابيتول هيل. لذلك هنأته، ولاحظت انه يستغيث من أجل العودة إلى أميركا التي نعرفها، التي أنا أعرفها، هذا لا يعني أن أفعال أميركا كانت جميعها جيدة في الماضي، لكن على الأقل الكابيتول هيل يؤدي مهامه بديمقراطية، وكان هناك حريات، أما الآن فالكابيتول هيل كاد أن يدمر. لقد كان خطابه مؤثرا". وفي حال أرادت الإدارة الأميركية الجديدة العودة إلى الإتفاق النووي ومقاربات أوباما في الشرق الأوسط نفسها، قال: "هذه حسابات جبران باسيل ومن وراءه، فليحكموا، والأفضل للشيخ سعد أن يبقى خارج الحكم".

أضاف: "إلى أن يخرج بايدن أميركا من الكورونا ويستقر الحكم، الأمور تستغرق وقتا، على الأقل حتى الصيف المقبل، لكن وزير خارجيته بلينكن أعطى مؤشرات قد تكون إيجابية ولو أنني لا أصدقها كثيرا، بأنه مع حل الدولتين في فلسطين، انما في الوقت نفسه، كل ما فعله ترامب لن يقدم بايدن على إلغائه، من اعتماد القدس كعاصمة لإسرائيل، إلى التطبيع وغيره. أما العقوبات، فليتها لم تكن، زادتهم قوة علينا".

وتابع: "يكفي ما يصيب اللبنانيين من هذا الإنهيار الإقتصادي، لقد أرسل البنك الدولي إشارة مقبولة بأنه سيعطينا مبلغ 350 مليون دولار أعتقد، من أجل العائلات الأكثر فقرا، انما البنك المركزي بدل أن يوزعها قسائم بالدولار للبنانيين، فسيوزعها بالليرة اللبنانية وفق سعر صرف 6000، ما هذا البخل، أعطهم القسيمة بالدولار أفضل لهم. على كل حال، هذا سيزيد حجم المساعدات للعائلات الأكثر فقرا، التي فاق عددها الـ250 ألف عائلة، وهذه إشارة مقبولة. ويبقى أن يأتي اللقاح، وأن نطلب من المستشفيات فتح أبوابها من أجل مرضى كورونا، فمن غير الممكن أن تبقى الأمور على حالها، يكفي شبح الكورونا".

وقال: "حتى لو تشكلت الحكومة وكان لديها حلول سحرية، لكن حكومة المشاركة مسبقا لا تعطي نتيجة، وقد أعطيت رأيي منذ مدة وقدمت النصيحة للشيخ سعد منذ سنة تقريبا في ما يخص موضوع الحكومة. أنا لا أملك المعطيات، ولكن لا أعلم ان كان الحريري لديه معطيات أنا لا أعلم بها، انما المشاركة مع هذه المجموعة مستحيل لأنها ما زالت بعقلية حرب التحرير وحرب الإلغاء".

وردا على سؤال، قال: "كنا وافقنا على المشاركة في الحكومة وأعطينا وزيرا، ولكن اذا أصر الشيخ سعد على أن يبقى على وزارة الخارجية والزراعة، فكيف التوفيق بينهما؟ إلا إذا كان المطلوب من وزير الخارجية ان يحمل طائرته بندورة وخيار وتفاح لبناني ويبيعها في الخارج".

أضاف: "لا أحد لديه مناطق خاصة به بل كلها مشتركة مع الغير، ووزير الصحة يساعد غيره ويساعدنا، وهناك عبء هائل على وزارة الصحة نتيجة تفشي المرض". وتابع: "أوجه الكلام الى حزب الكتائب والقوات اللبنانية: نود أن نتشارك سويا في منطقة الشوف وغيرها في ما يتعلق بمساعدة المواطن بغض النظر عن انتمائه السياسي او الحزبي، وأعطي مثلا مستشفى دير القمر الذي افتتحناه سويا مع الرئيس ميشال سليمان، فأين هم من هذا المستشفى؟ نحن جاهزون ونستطيع ان نساهم فيه ليتمكن من استقبال مرضى كورونا".

وقال: "ليس هناك شرخ انما لكل حساباته الخاصة وينتظر الرئاسة، فالاستاذ سليمان فرنجية ينتظر الإشارة، فمن أين ستأتي؟ ليس لدي فكرة ان كانت من بشار الأسد أو السيد نصرالله، لست أدري. كذلك سامي الجميل لكنه يريد ان يحسن وضعه أكثر على مستوى النواب، والدكتور جعجع الأمر نفسه، ونحن فقط على خلاف معه حول موضوع القانون الحالي، والرئيس الفعلي هو جبران باسيل".

وعن امكان إجراء الانتخابات بعد عامين، قال جنبلاط: "إذا أجروها فليس لها أي معنى في بلد فاقد لكل مقومات السيادة وما يسمى الديمقراطية على قانون أعوج".

أضاف: "المعروف عني أنني واقعي، لكن واقعيتي هذه يجب ألا تكون رسالة تشاؤم، فليس هناك مكان للتشاؤم وفقدان الأمل رغم كل الصعاب التي نواجهها، والأمر الاكثر صعوبة يتمثل بالكورونا والوضع الاقتصادي الراهي. لقد أثبت اللبناني عبر التاريخ، منذ الحرب العالمية الاولى، وما عاناه لبنان من مصائب وحتى أتت آنذاك شبه كورونا، ما سمي بالحمى الإسبانية التي ذهب ضحيتها الكثيرون، ومن مجاعة، أنه لا ييأس وقد تمكن لبنان من استعادة قوته، وأنا أدعو اللبناني ألا يفقد الأمل".

وردا على سؤال، قال: "تيمور ليس مختفيا، وإني أمهد له الطريق، ونحن نتخذ سويا كل القرارات، وفي هذه الفترة نرى بعضنا عبر تطبيق زوم في ظل وباء كورونا".

وردا على سؤال آخر، قال: "أنا مستعد لأخذ اللقاح وحتى الصيني منه، ففي سن معين مثل سني لا يمكن التخلص نهائيا من كورونا، ولكن اللقاح يعطي مناعة معينة".

وختم: "أنا جاهز للتعاون الصحي والاجتماعي مع القوى الموجودة معنا، فمنطقتنا في الشوف ليست جزيرة، ونحن موجودون والقوات والمستقبل والكتائب والأحرار والجميع".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22-23 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95173/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-952/

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 22/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95175/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-22-2021/